vendredi 9 octobre 2015

من فساد عائلة إلى فساد عائلات




ما فتئت السّنوات والأشهر والأيام والسّاعات التي أعقبت يوم 14 جانفي  2011  تؤكّد للتّونسيين  بما لا يدع مجالا  للشكّ أنّ فساد حكّامهم قد كتب عليهم يوم ولدوا ويوم يموتون ويوم يبعثون أحياء ...كيف لا وهم يرون أنهم قد ثاروا على فساد عائلة ، فوجدوا أنفسهم بعد خمس سنوات عجاف أّنّ العائلة قد أصبحت عائلات ، وأنّ  سرطان الفساد قد اتسعت رقعته بعد أن عشّش  في حكومات ما بعد الثّورة وفرّخ .. ظنّ التّونسيون أنّهم قد تخلّصوا من نظام فاسد وصفوه بأبشع النّعوت وبأشنع الصّفات،  وطالبوا بسجن أعوانه وأعضاده وبحلّ حزبه وبمحاسبة رموزه رغم علمهم علم اليقين أن ليس كل وزير قد أفسد في وزارته وأن ليس كل تجمّعي هو بالضرورة مذنب  مجرم ....



تهاوى نظام زين العابدين بن علي وفرّ رأس النظام – أو بالأحرى أُجبر على التّنحي على الحكم- وكان ما كان .. فبعد أن كان المشهد السياسي مختزلا في حزب واحد هبّت الأحزاب من كل حدب وصوب " هذا بناقوس يدقّ وذاك بمئذنة يصيح " وكل حزب بما لديه فرحون.. ونيّف عددهذه الأحزاب على المائة ... وبمثل هذا العدد كان الوزراء الذين جاءت بهم  حكومات اختلفت أسماؤها ( وحدة وطنية -  إئئتلافية – ترويكا – تكنوقراط ...) وتشابهت أعمالها التي كلّلت بالفشل .. ولعلّ أغرب ما في أمر هذه الحكومات أنّها اجتمعت على الفساد وتفرّقت عليه...ولمّا كان المقام لا يسمح بتقصي  ملفات الفساد وما أكثرها  فيكفي أن نذكّر بفضيحة الشيراتون غايت في عهد الترويكا وبما فعلته آمال كربول في حكومة التكنوقراط وبما صرّح به لزهر العكرمي مؤخرا – رغم ما في هذا التّصريح من رسائل سنهتم به في أعداد قادمة وأخشى ما نخشاه أن ينقلب السّحر على السّاحر -  حول الفساد في هذه الحكومة التي تدار بأربعة رؤوس ..





إذن الثورة أكلت أبناءها بل هي في طريقها إلى أكل وطن بأكمله ، وطن أصبح على شفا حفرة من الانهيار، وطن يتربّص بها به القاصي قبل الدّاني والعالم قبل الجاهل ومع ذلك ودونما حياء نجد أكثر من تعلقت بهم ملفات فساد ثقيلة ينادون بالمحاسبة ..ولا شكّ أن السؤال الذي يطرح من سيحاسب من " والجماعة في الهوى سواء " .. هل من معنى أن يحاسب  رفيق بوشلاكة صهر الغنوشي صخر الماطري صهر بن علي ؟  وبأية أخلاق مثلا  يمكن أن يحاسب ياسين إبراهيم محمد الغرياني ؟ وكيف يمكن للمنصف المرزوقي أن يحاسب بن علي ؟؟ وقس على هذه النظائر أشباها أخرى ....نطرح هذه التّساؤلات وغيرها ونحن نرى نزيف إهدار المال العام  متواصل بل نراه يزداد تفاقما من يوم للآخر ولا من مغيث ..واغفروا لي حزني إن صرخت في النهاية " أليس منكم رجل رشيد "
  



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire