بعد
غياب مطوّل دام 4 سنوات عادت الروح من جديد لكرنفال "اوسو" الشهير
خلال صائفة 2015 في دورته ال56 ...لن
نتطرق للأسباب لأنها معروفة لدى العامة والخاصة إذ عوضت التفجيرات والعمليات الإرهابية
كل الأنشطة الثقافية في هذا البلد الآمن والجميل في إطار مخطط ظلامي قاده خونة
تونس ... سنحاول كشف بعض النقائص و الاخلالات والعراقيل التي عرفتها العودة غير
المرغوب فيها من طرف الجماعة الباغية.
المنصة الشرفية ل "كرنفال اوسو" Carnaval d’Aoussou لم تكن على عادتها من حيث الحضور الرسمي بعد أن غاب الرؤساء
والوزراء ولتعوضهم وزيرة الثقافة لطيفة لخضر وليجلس بجانبها الوالي الجديد لسوسة
فتحي بديرة وبقية إطارات الجهة (كاتب عام الولاية ومعتمد وأعضاء الاتحاد الجهوي
لمنظمة الأعراف ) ...تصوروا الصف الأول للمنصة ظل منقوصا وظلت الكراسي فارغة وأما
عن الصف الثاني فقد تكفل عدد 5 متطفلين بملء الفراغ فيما ظلت بقية الصفوف فارغة
تماما تملؤها الكراسي.... المشهد يوحي بحفل استعراضي فصوله منصة وشاشة كبيرة
وحواجز لمنع المتفرجين من الاقتراب وحضور امني كثيف وعدد من المصطافين ممن قادتهم
الصدفة أو التطفل.أمّا العربات فلم تكن في مستوى الأموال الطائلة التي صرفت لها :
1- عربة التنين voiture dragon قديمة منذ زمن بن علي كانت مخبأة
ولم تتطلب تهيئتها مصاريف وقد قام بانجازها الفرنسيون منذ سنة 2009 وبقيت جاهزة
لحد اليوم.
2- عربة الفيل voiture éléphant
تتكون من صندوق خشبي بسيط وضع فوق ظهر الفيل ولم يتطلب الأمر مجهودات ولا مصاريف
كبيرة تذكر.
3- اللوحة التي يقع نفخها هي من البلاستيك المقوى تم
استعمالها فقط من باب الخسارة أو من باب أهدار المال العام فهي لا تتطلب سوى كلفة نفخها بالهواء المضغوط.
4- عربة اوسو voiture aoussou: تمعنوا فيها جيدا هي شبه قارب
فوقها أشخاص ومهما غلا ثمنها لا يتجاوز 5 الاف دينار في أقصى الحالات.
5- العربة التي
فوقها رأس ويدان هي من المواد الخفيفة : تل وقرياج وقماش و جبس وكاغط أكياس
الاسمنت وخفاف والبقية دهن وتزويق ولا تفوق كلفتها 10 ألاف دينار في اقصى تقدير وقد صنعت في مدة 8
أيام.
6- بقية اللوحات من
الفرق النحاسية والفلكلورية وغيرها .
أمّا الإخراج فقد ارتكز على بلاغة
الصوت وحسن التقديم و إطالة الوقوف أمام المنصة لنيل رضا الوالي الجديد ووزيرة
الثقافة و إعطاء انطباع أن الانجاز هام ومكلف جدا وكان في مستوى الانتظارات ...
ما نريد لفت النظر إليه هو أن
المبالغ المالية المقدرة و المصرح بها للاستعراض باهظة جدا مقارنة بما تم تقديمه
وهذا غير جديد ولا غريب على مدير الاستعراض رياض حسين ( الذي هو في الأصل منشط
نادي أطفال) فرياض العائد بقوة ليس إلا الرجل القوي الفاعل الفاتق الناطق لمدة
طويلة جدا زمن المخلوع بن علي الذي كان مكلفا بمتابعة إعداد العربات و اللوحات
الاستعراضية التي تمر أمام منصة بن علي وصولاته وجولاته معروفة للجميع فهو لا يرضى
بأقل من نصف ثمن ما يقع صرفه على قاعدة اطعم الفم تستحي العين "قسامة Fifty-Fifty
" وهو يهدد كل من يطالب بمستحقاته كاملة بحرمانه من المشاركة مستقبلا وكل من
تعامل معه سابقا يعرف هذا فرياض حسين هو الوحيد المخول لتحديد ثمن كلفة آو اقتناء
العربة أو اللوحة و يشترط على من سينجزها ما سيتقاضاه هو وما ليس له فيه حق يقول
له بالحرف الواحد "البقية خاطيتك اوكي والا لا " وهاشم بوغطاس ولطفي
غاغاي ومحمود و غيرهم يشهدون على ذلك إن كانت لهم الشجاعة... أمّا ما يقوم هو
شخصيا بشرائه من مختلف المزودين فحدث ولا حرج فقد وصل ثمن المشموم زمن بن علي الذي
كان آنذاك يباع ب 500 مليم إلى 5 دنانير نعم 5 دنانير كاملة و ليس هناك إمكانية
للتثبت من العدد هل اشترى 200 مشموم أو 500 مشموم وجل من يتعامل معهم هم أصدقاؤه و احبابه و السر مكتوم ولا مجال
للتثبت و قد شهّر به المسؤولون سابقا وأبعدوه لكنه رجع.... هل تعلمون كيف رجع ؟
لقد تكفل رياض حسين بتنظيم مهرجان زواج ابنة وال سابق زمن بن علي والذي دام
10 أيام كاملة بلياليها : الحفلات طربية في النزل بالدعوات وفرق استعراضية لأهالي
العريس والعروس بمنازلهم وأحيائهم ما بين سوسة والدهماني وجندوبة و القنطاوي
والحمامات وغيرها وخرجات وتعليلات وفرق فولكلورية ونحاسية وألعاب بهلوانية وسيارات
ليموزين ( تم فرض المشاركة على كل السيارات الموجودة في الولاية وعددها 5 ليموزين
) وحافلات النزل وشركات الأسفار وحافلات الولاية وسيارات الولاية وآلاف لترات
البنزين من الولاية و مآدب العشاء وقد تم فرض المشاركة على الجميع و تكلف منشط الأطفال
رياض حسين بالاتصال بهم و التعامل معهم إما تطوعا أو بمقابل تم دفعه من المال
العام المخصص لميزانية استعراض اوسو ونال رياض حسين نصيبه منه كاملا حتى انه اشترى
كاش وصبرة واحدة منزلا ذا طابقين ب 350 مليون و سيارة فاخرة ( هذا ما هو باين
للعيان) هذا هو رياض حسين الذي نصب نفسه اليوم المدير الفني لاستعراض كرنفال اوسو
.. نحن لسنا ضد الفرحة الشعبية ولكن ضد التلاعب بالمال العام فميزانية هذه السنة متأتية
من وزارة الثقافة ووزارة السياحة ووزارة الرياضة و الولاية و البلدية و غيرها و
المبالغ المطلوبة كبيرة مقارنة مع الكلفة الحقيقة .
وللتذكير فرياض حسين انتقل بعد الثورة إلى العمل صلب وزارة الثقافة وقد
ساعده في ذلك الشاذلي العزابو مندوب الثقافة بسوسة و صديقه القديم منذ زمن بن علي
وخصص له مكتبا في المندوبية وقدمه للهيئة الجديدة بصفة الرجل المنقذ الذي يستطيع
أحد غيره إعداد المهرجان . أمّا الهيئة
الجديدة فقد ساهم رياض حسين في اختيار عناصرها وقد " أحسن " الاختيار فرئيس الهيئة محمد زين العابدين
الدكتور في الموسيقى و مخترع لحن // تاراتاتا// بعيد كل البعد عن هذه التصرفات وإنما
تم اختياره بدقة للرئاسة والسمع والطاعة مع تحمل المسؤولية والإمضاء على الطلبات
والمصاريف دون التدقيق أو أدنى تساؤل...
هذا عيب يا سادتي ...افتحوا تحقيقا نزيها محايدا بواسطة محققين من دائرة
المحاسبات أو وزارة المالية أو وزارة الداخلية وستقفون على صدق هذا الكلام... لا
يمكن الرجوع للوراء مع السراق والمتحيلين في زمن الثورة ليس هناك سرّ في هذا الوقت
ولا يمكن إخفاء شيء عن الأعين .. تونس في حاجة للطاقات النظيفة الوطنية المتحمسة
للخروج من عنق الزجاجة وانتم الأمناء عليها اليوم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire