samedi 26 septembre 2015

ملف فساد آخر من ملّفات حزب سليم الرّياحي وعقلة على 13 حسابا بنكيا له : الاتّحاد الوطنيّ الحرّ يلهف شركة دعائيّة 897 ألف دينار ويفرّ؟؟




سمّاه  البعض  بحزب الشخص  الواحد  ... وسمّاه البعض الآخر شركة استثمارية جمعت بين الرياضة والسياسة وسمّاه شق ثالث بحزب الوعود الزائفة والأحلام الكاذبة... هو كذلك، تختلف  حوله التسميات ولكن  يظل  المقصود  الواحد  ..الاتحاد الوطني الحر حزب سياسي  تأسس في 19 ماي 2011 عقب الثورة على يد سليم الرياحي الذي عاد من ليبيا في جانفي 2011، و روج  له أن  لديه ثروة في مجالات الطاقة والعقارات. مقره  المركب العقاري لا فوروم مدخل ب الطابق السادس حدائق البحيرة1053 ضفاف البحيرة 2 تونس .

قدّم  الحزب برنامجه في  أوّل ندوة صحفية له  فدعا  لمجتمع حديث على أساس اقتصاد السوق قبل  أن  ينطلق في  حملة  دعائية سابقة لأوانها جعلته محلّ صراع مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبب حملته المكلفة التي استمرت على الرغم من الحظر الذي كان مفروضا على الإشهار السياسي.

كانت حملته الانتخابية مكلفة بل مكلفة جدا،  حيث سخّر الحافلات للناس لحضور اجتماعاته خلافا لمعظم الأحزاب الأخرى التي تعتمد على المتطوعين، ومن ثمّ وجهت له تهمة "شراء" أصوات الناخبين. بالإضافة إلى ذلك ، عرّضه مزجه بين المصالح الاقتصادية والطموحات السياسية لجملة من الانتقادات.
اعتمد في سياسته الدعائية خلال الحملة الانتخابية على عدد كبير من الأعلام الكبيرة والصغيرة الحجم ،حمراء اللون تحمل شعار الحزب بالإضافة إلى اقمصة وقبعات تحمل كذلك نفس الألوان والشعار ، هذا بالإضافة إلى المطويات والمنشورات والمعلقات التي تعرّف برنامج الاتحاد الوطني الحر والقائمات المترشحة عن كل دائرة انتخابية  ، هذا فضلا  عن  كتاب  ضخم  حول الحزب و إشهار سياسي  تلفزي  وإذاعي  وغيره من  الأساليب  الدعائية المكلفة ماليا .
اختار الحزب وصاحبه بالأخص  ألاّ  يبني حملته الانتخابية  على الإقناع العقلي الموضوعي، وإنما على التهييج الانفعالي، أو الإثارة العاطفية، والتي يُستغل فيها جَهْل الناس بالسفسطة السياسية  وما تتضمَّنه مبادؤها من قضاء على حرية الإنسان وكرامته وفطرته، وقضاء على كل العلاقات الإنسانية من روابط وعواطف وأخلاق  وراح  يبيع  لهم  عذب الكلام  ومعسوله و يقدم  لهم  وعودا  أقل ما يقال  عنها  إنّها  خادعة  كاذبة ترجمتها  شعارات  عديدة  أهمها  شعار  " توا" .


الدعاية الحزبية

أراد  سليم الرياحي  بكل السبل  أن  يقتحم  عالم السياسة خلال  سنة 2011  حيث بادر ببعث  حزب سياسي  واختار له  وجوها  من مجالات  مختلفة  جديدة  جعلها  في الواجهة  وضخ  أموالا  طائلة غايته  في ذلك  الوصول  إلى دكّة  الحكم . وعلى اعتبار أنّ  صورة  الرجل  العائد  من التراب الليبي جد مشوهة  و تعابير وجهه تدل  على تركيبته ومعدنه  فانه  لم يجد  لتلميعها  بدّا  من    ضخ  المال  من أجل تمويل  إشهار سياسي يحمل  الناس  الذين  لا يعرفون تاريخه  إلى عالم الأحلام التي  لا تحقق  أبدا ومن هنا  بدأت القصة.


الاتصال بالشركة المتخصصة في الدعاية

 لم  يكن  من  بد  لسليم الرياحي للوصول  إلى قلب التونسيين والتغلغل  في  وجدانهم  سوى التركيز على الدعاية فهي  في  نظره  الأساس الأول  الذي  تنطلق منه  خطته  السياسية ... وكان أن   كلف احد  أعضاء الحزب بالاتصال  بشركة معروفة مختصة في الدعاية والإشهار  وكان  الاختيار على مؤسسة قراي وورد وايد تونيزيا GREY WORLD WIDE TUNISIA  و الكائن  مقرها بنهج بحيرة اليابان ضفاف البحيرة 1053 تونس  حيث أعلمه مسؤولو الشركة  أن  الدعائية تتطلب أموالا  طائلة وهي  مكلفة على اعتبار ما تتضمنه  من خدمات  كبرى ونفقات كبيرة  فتم  قبول الطلب  وانطلقت  الشركة  في  إعداد  خطة اتصالية اشهارية دعائية أهم  محاورها يتمثل  في شعار " توا" ...
كانت  الأمور تسير على أحسن ما  يرام  حيث  مع  كل  عمل دعائي  إشهاري  تقوم الشركة بفوترة المبلغ  المطلوب ، وتوجه  الفاتورة إلى الحزب ليتم  خلاصها ... تتالت  الخدمات  وتتالت معها  النفقات والفواتير  وتضخم  المبلغ الجملي ففاق   5   مليون  دينار و تخلدت  في  ذمة الحزب  61 فاتورة لم  يقع  سدادها  إلى سنة 2014  أي  بعد 3 سنوات  من   الانتخابات 2011 التي  خرج منها الحزب مهزوما  مدحورا  ولم  يظفر إلا بمقعد واحد عن  دائرة سليانة .





 سياسة التلاعب بالشركة

رغم المحاولات المتتالية لخلاص ما  تبقى لها  من  أموال  محتجزة  لدى حزب الاتحاد الوطني الحر إلا أنّ  كل محاولاتها  باءت  بالفشل ولم يجد مسؤولو الشركة سوى اللجوء  إلى القضاء حيث بتاريخ20/10/2014 تقدمت  شركة GREY WORLD WIDE TUNISIA برفع الأمر إلى القضاء مثبتة تعاملها مع  حزب  سليم الرياحي  بفواتير  تصنف من قبل  الحجج الكتابية وقدرت المبالغ المستوجبة  الأداء  على حزب الرياحي  طبقا للفواتير  المبينة  5 ملايين  و 43 ألف  و 489 دينارا  وقد جرى الاتفاق   بين الطرفين  على  أن يقوم الحزب  بخلاص الفواتير  لفائدة الشركة حسب أقساط من خلال  مدها  بصكوك عددها 10 تمثلت  في خلاص جزء من الدين قدر ب 3768482.074دينار  وبقي  متخلدا  بذمة الحزب  مباغ 1275007.229دينار ... ورغم  أنّ  الشركة فوجئت   بمقتضيات القانون الانتخابي حينها  والذي  أوجب إيقاف الحملات الاشهارية  بالنسبة إلى جميع الأحزاب السياسية  والصادر بتاريخ 12/10/2011  إلا  أنها  واصلت عملها الاشهاري لفائدة حزب الرياحي المذكور ... لتجد نفسها  مجبرة على  القيام  بمذكرة  ائتمان facture       d’avoir  لفائدة  الحزب بالنسبة إلى لخدمات الاشهارية  التي قامت بها  بعد مرور التاريخ المذكور بمبلغ جملي  قدره 377223.808 دينار إلا أنّ الحزب  نازع في المبلغ . وتم الاتفاق  بينهما  ( الشركة و الحزب) على  الاحتكام إلى شركة مختصة في إجراء الاختبارات  المحاسبية وشركة K&B PARTNERS لإجراء المحاسبة والجزء المتبقي من الدين  المتخلد  بذمة الحزب ..


 اللجوء إلى القضاء

بموجب ذلك رسمت القضية بالدفتر المعد لنوعها تحت عدد 48946 و نشرت بالجلسة التحضيرية في الموعد المحدد لها. وبناء على النصوص القانونية الصريحة و ما أوجبته المجلة التجارية من خضوع جميع العقود التجارية لأحكامها ولأحكام مجلة الالتزامات والعقود في صورة غياب النص كما حددت طرق إثباتها بالفصل 598 منها والذي خول إمكانية الإثبات بقائمة البضاعة المقرونة بالقبول. وبعد أن تبين بالرجوع إلى ملف قضية الحال أن العلاقة القائمة بين الحزب والشركة هي علاقة مديونية قوامها عدد 61 فاتورة مقبولة حاملة للعدد والتواريخ والمبالغ المالية المتضمنة لها و مشفوعة بمحضر تنبيه  وإنذار بالدفع  موجه من  طرف  الشركة إلى حزب الرياحي  بواسطة عدل  المنفذ  محمد علي كريم  حسب  رقيمه 27669 المؤرخ في 29/09/2014 تنذره فيه  بضرورة  دفع  ما تخلد  بذمته  من مبالغ  مالية  لقاء اصل الدين  والفوائض القانونية  .. قضت  المحكمة ابتدائيا بإلزام الاتحاد  الوطني الحر  بدفع  مبلغ  قيمته 8977783.421دينار لشركة GREY WORLD WIDE TUNISIA لقاء اصل الدين  مع الفائض القانوني  و 96دينارا لقاء مصروف محضر التنبيه والإنذار و400 دينار  لقاء أتعاب التقاضي  وأجرة المحاماة ..





 عقلة على حسابات الرياحي

بتاريخ 4 أوت من سنة 2015  قام  مراد الحكيم عدل المنفذ بدائرة قضاء المحكمة الابتدائية باريانة  بمحضر عقلة توقيفية  على 13 حسابا  بنكيا  تابعا للحزب الاتحاد الوطني الحر في  مختلف  البنوك التونسية والأجنبية   وهي  التجاري بنك وبنك البركة والأمان  بنك  البنك الوطني الفلاحي و الشركة التونسية للبنك والبنك التونسي الكويتي والبنك العربي  لتونس و البنك التونسي والاتحاد البنكي للتجارة و الصناعة و بنك الإسكان  والبنك التونسي الليبي .  






 تلاعب على فساد

قضية الحال  هي في  الحقيقة  جاءت  لتثبت  معدن  حزب سليم الرياحي  فلا أحد ينكر أن  هذا الأخير هو احد أهم الفقاقيع الدخيلة على السياسة والكرة في  الآن  نفسه ..حيث  يحتار المرء في تقديمه كشخصية سياسية على اعتبار مسيرته الزاخرة بالنضال في عالم الخيال ..طريف أشبه ما يكون  بطبيب رعواني لتونس الجريحة ...يتقن فن التدجيل و إشعال الفتن ..وهو مصدر سخرية الجميع يثير الضحك أينما حل بل هو الإضحاك نفسه ..

وهو غالبا ما يصطنع ألفاظه ليصنع "الشو" و الفرجة وهو في الحقيقة  شخصية معقدة تتسم بالمراوحة  الترفيهية  ويقتبس من الملاحم  الأدبية العريقة صفات وسمات بارزة  فتارة يتوارى و كأنه نادرة من نوادر و بطل من ورق غفل عنه الجاحظ في كتابه البخلاء ..وطورا يتحفنا بفن كوميديا دانتي فيذكرنا بابن القارح الشخصية الرئيسية  لرسالة الغفران لأبي العلاء المعري...

 لئن  عددت  الثورة نيوز  في  السابق  تاريخ  الفساد  لسليم  الرياحي  فإنها  لا  تمانع  اليوم  في  إعادة  التذكير به  علّ الذكرى تنفع التونسيين ... فقد ثبت بالكاشف أن رئيس الإفريقي لهف ما يقارب 500 مليون دينار من بنوكنا دون ضمانات حيث أوهم الجميع أنه رجل  أعمال  ويملك  في  جرابه مدخرات مالية تكفيه  لسنوات ... والكل  يعلم أن  الرياحي  يستغل  الرياضة  للكسب  في السياسة حيث  وجد ضالته  في فريق " الشعب"  النادي الإفريقي  حيث  منحه هكذا أموالا طائلة دون سياسة رياضية واضحة على اعتبار أن الرجل  غير فقيه بالرياضة ويتصرّف هكذا دون  دراية و دون إستراتيجية محكمة جعلت  النادي الإفريقي  مسخرة  في الشارع الرياضي  بعد النتائج  التي حققها في الموسم  الفارط و المهازل التي  تعلقت بالفريق في الموسم  الحالي  خاصة بعد مهازل التحكيم .

وسليم  الرياحي تعلّقت  به شبهة تهريب  الأموال من ليبيا حيث  تشير بعض  المعطيات  إلى أن  العقيد المقتول  معمر القذافي حوّل  مبلغ 1.2 مليار دولار إالى  ابنه  المعتصم بالله قصد تكوين فرقة عسكرية كاملة على غاية من  التجهيز غير أن الثورة باغتته و قبيل إصدار  القرار الاممي  بتأميم كل  أموال  وأملاك القذافي تقول بعض  التسريبات أن  المعتصم حوّل  الأموال  إلى  إحدى حسابات  سليم الرياحي السرية  في  المصارف اليهودية ... كما تشير بعض  المعطيات إلى  أن الرياحي يملك حسابا بنكيا  محجوزا "bloqué"   في  الجنان الجبائية يقع  تحويل  فوائضه مشاهرة إلى حسابه في تونس و تحديدا إلى بنك" البيات BIAT " فرع الصفصاف بالمرسى ...

و ما يذكر من  أخبار أن  الرجل دخل  في غياب  السيولة المالية المحجرة في الخارج و تحديدا  في  الجنان  الجبائية  في قضايا صكوك دون رصيد .. كما يذكر له أنه اشترى فيلا  في القنطاوي  وفرض  على والده  الذي  طمس  نصف  بقية اسمه  وحوّله من محمد مختار إلى محمد فقط الإقامة الجبرية لأسباب يطول  شرحها  حاليا  ... و يؤكد شهود  عيان أن عددا  من البلطجية يتوافدون باستمرار على مقر الحزب  في ضفاف  البحيرة لخلاص أجورهم  نظرا لما  يقدمونه من خدمات  "جليلة" للرياحي... هذا  نزر وما خفي  كان أعظم .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire