سمّاه البعض
بحزب الشخص الواحد ... وسمّاه البعض الآخر شركة استثمارية جمعت
بين الرياضة والسياسة وسمّاه شق ثالث بحزب الوعود الزائفة والأحلام الكاذبة... هو
كذلك، تختلف حوله التسميات ولكن يظل
المقصود الواحد ..الاتحاد الوطني الحر حزب سياسي تأسس في 19 ماي 2011 عقب الثورة على يد سليم
الرياحي الذي عاد من ليبيا في جانفي 2011، و روج
له أن لديه ثروة في مجالات الطاقة
والعقارات. مقره المركب العقاري لا فوروم
مدخل ب الطابق السادس حدائق البحيرة1053 ضفاف البحيرة 2 تونس .
قدّم الحزب
برنامجه في أوّل ندوة صحفية له فدعا لمجتمع
حديث على أساس اقتصاد السوق قبل أن ينطلق في
حملة دعائية سابقة لأوانها جعلته محلّ
صراع مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بسبب حملته المكلفة التي استمرت على
الرغم من الحظر الذي كان مفروضا على الإشهار السياسي.
كانت حملته الانتخابية مكلفة بل مكلفة جدا، حيث سخّر الحافلات للناس لحضور اجتماعاته خلافا
لمعظم الأحزاب الأخرى التي تعتمد على المتطوعين، ومن ثمّ وجهت له تهمة
"شراء" أصوات الناخبين. بالإضافة إلى ذلك ، عرّضه مزجه بين المصالح
الاقتصادية والطموحات السياسية لجملة من الانتقادات.
اعتمد في سياسته الدعائية خلال الحملة الانتخابية
على عدد كبير من الأعلام الكبيرة والصغيرة الحجم ،حمراء اللون تحمل شعار الحزب بالإضافة
إلى اقمصة وقبعات تحمل كذلك نفس الألوان والشعار ، هذا بالإضافة إلى المطويات
والمنشورات والمعلقات التي تعرّف برنامج الاتحاد الوطني الحر والقائمات المترشحة
عن كل دائرة انتخابية ، هذا فضلا عن
كتاب ضخم حول الحزب و إشهار سياسي تلفزي
وإذاعي وغيره من الأساليب
الدعائية المكلفة ماليا .
اختار الحزب وصاحبه
بالأخص ألاّ يبني حملته الانتخابية على الإقناع العقلي الموضوعي، وإنما على التهييج
الانفعالي، أو الإثارة العاطفية، والتي يُستغل فيها جَهْل الناس بالسفسطة
السياسية وما تتضمَّنه مبادؤها من قضاء
على حرية الإنسان وكرامته وفطرته، وقضاء على كل العلاقات الإنسانية من روابط
وعواطف وأخلاق وراح يبيع
لهم عذب الكلام ومعسوله و يقدم لهم
وعودا أقل ما يقال عنها إنّها خادعة
كاذبة ترجمتها شعارات عديدة أهمها شعار
" توا" .
الدعاية الحزبية
أراد سليم الرياحي
بكل السبل أن يقتحم
عالم السياسة خلال سنة 2011 حيث بادر ببعث
حزب سياسي واختار له وجوها
من مجالات مختلفة جديدة
جعلها في الواجهة وضخ أموالا طائلة غايته
في ذلك الوصول إلى دكّة
الحكم . وعلى اعتبار أنّ صورة الرجل
العائد من التراب الليبي جد
مشوهة و تعابير وجهه تدل على تركيبته ومعدنه فانه
لم يجد لتلميعها بدّا
من ضخ
المال من أجل تمويل إشهار سياسي يحمل الناس
الذين لا يعرفون تاريخه إلى عالم الأحلام التي لا تحقق
أبدا ومن هنا بدأت القصة.
الاتصال بالشركة
المتخصصة في الدعاية
لم
يكن من بد
لسليم الرياحي للوصول إلى قلب التونسيين
والتغلغل في وجدانهم
سوى التركيز على الدعاية فهي
في نظره الأساس الأول
الذي تنطلق منه خطته
السياسية ... وكان أن كلف
احد أعضاء الحزب بالاتصال بشركة معروفة مختصة في الدعاية والإشهار وكان
الاختيار على مؤسسة قراي وورد وايد تونيزيا GREY WORLD WIDE TUNISIA و الكائن
مقرها بنهج بحيرة اليابان ضفاف البحيرة 1053 تونس حيث أعلمه مسؤولو الشركة أن
الدعائية تتطلب أموالا طائلة وهي مكلفة على اعتبار ما تتضمنه من خدمات
كبرى ونفقات كبيرة فتم قبول الطلب
وانطلقت الشركة في إعداد خطة اتصالية اشهارية دعائية أهم محاورها يتمثل
في شعار " توا" ...
كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام
حيث مع كل عمل
دعائي إشهاري تقوم الشركة بفوترة المبلغ المطلوب ، وتوجه الفاتورة إلى الحزب ليتم خلاصها ... تتالت الخدمات
وتتالت معها النفقات والفواتير وتضخم المبلغ
الجملي ففاق 5 مليون
دينار و تخلدت في ذمة الحزب
61 فاتورة لم يقع سدادها
إلى سنة 2014 أي بعد 3 سنوات
من الانتخابات 2011 التي خرج منها الحزب مهزوما مدحورا
ولم يظفر إلا بمقعد واحد عن دائرة سليانة .
سياسة التلاعب بالشركة
رغم المحاولات المتتالية لخلاص ما
تبقى لها من أموال
محتجزة لدى حزب الاتحاد الوطني
الحر إلا أنّ كل محاولاتها باءت
بالفشل ولم يجد مسؤولو الشركة سوى اللجوء
إلى القضاء حيث بتاريخ20/10/2014 تقدمت
شركة GREY WORLD WIDE TUNISIA برفع الأمر إلى القضاء مثبتة
تعاملها مع حزب سليم الرياحي
بفواتير تصنف من قبل الحجج الكتابية وقدرت المبالغ المستوجبة الأداء
على حزب الرياحي طبقا
للفواتير المبينة 5 ملايين
و 43 ألف و 489 دينارا وقد جرى الاتفاق بين الطرفين
على أن يقوم الحزب بخلاص الفواتير لفائدة الشركة حسب أقساط من خلال مدها
بصكوك عددها 10 تمثلت في خلاص جزء
من الدين قدر ب 3768482.074دينار
وبقي متخلدا بذمة الحزب مباغ 1275007.229دينار ... ورغم أنّ
الشركة فوجئت بمقتضيات القانون
الانتخابي حينها والذي أوجب إيقاف الحملات الاشهارية بالنسبة إلى جميع الأحزاب السياسية والصادر بتاريخ 12/10/2011 إلا
أنها واصلت عملها الاشهاري لفائدة
حزب الرياحي المذكور ... لتجد نفسها مجبرة
على القيام بمذكرة
ائتمان
facture d’avoir
لفائدة الحزب بالنسبة إلى لخدمات
الاشهارية التي قامت بها بعد مرور التاريخ المذكور بمبلغ جملي قدره 377223.808 دينار إلا أنّ الحزب نازع في المبلغ . وتم الاتفاق بينهما
( الشركة و الحزب) على الاحتكام إلى
شركة مختصة في إجراء الاختبارات المحاسبية
وشركة K&B PARTNERS لإجراء المحاسبة
والجزء المتبقي من الدين المتخلد بذمة الحزب ..
اللجوء إلى القضاء
بموجب ذلك رسمت القضية بالدفتر المعد لنوعها تحت عدد 48946 و نشرت بالجلسة التحضيرية
في الموعد المحدد لها. وبناء على النصوص القانونية الصريحة و ما أوجبته المجلة
التجارية من خضوع جميع العقود التجارية لأحكامها ولأحكام مجلة الالتزامات والعقود
في صورة غياب النص كما حددت طرق إثباتها بالفصل 598 منها والذي خول إمكانية
الإثبات بقائمة البضاعة المقرونة بالقبول. وبعد أن تبين بالرجوع إلى ملف قضية
الحال أن العلاقة القائمة بين الحزب والشركة هي علاقة مديونية قوامها عدد 61
فاتورة مقبولة حاملة للعدد والتواريخ والمبالغ المالية المتضمنة لها و مشفوعة
بمحضر تنبيه وإنذار بالدفع موجه من
طرف الشركة إلى حزب الرياحي بواسطة عدل
المنفذ محمد علي كريم حسب
رقيمه 27669 المؤرخ في 29/09/2014 تنذره فيه بضرورة
دفع ما تخلد بذمته
من مبالغ مالية لقاء اصل الدين والفوائض القانونية .. قضت
المحكمة ابتدائيا بإلزام الاتحاد
الوطني الحر بدفع مبلغ
قيمته 8977783.421دينار لشركة GREY WORLD WIDE TUNISIA لقاء اصل الدين مع الفائض
القانوني و 96دينارا لقاء مصروف محضر
التنبيه والإنذار و400 دينار لقاء أتعاب
التقاضي وأجرة المحاماة ..
عقلة على حسابات الرياحي
بتاريخ 4 أوت من
سنة 2015 قام مراد الحكيم عدل المنفذ بدائرة قضاء المحكمة
الابتدائية باريانة بمحضر عقلة
توقيفية على 13 حسابا بنكيا
تابعا للحزب الاتحاد الوطني الحر في
مختلف البنوك التونسية والأجنبية وهي
التجاري بنك وبنك البركة والأمان
بنك البنك الوطني الفلاحي و الشركة
التونسية للبنك والبنك التونسي الكويتي والبنك العربي لتونس و البنك التونسي والاتحاد البنكي للتجارة
و الصناعة و بنك الإسكان والبنك التونسي
الليبي .
تلاعب على فساد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire