samedi 15 août 2015

رسالة الى قارئ وحيد : حتى لا يأتي يوما تقول فيه "غلطوني"، أسئلة مضمونة الوصول إلى وزيرة الثقافة لطيفة الأخضر





ما من شكّ أن قطاع الثقافة هو من أكثر القطاعات التي هُمشت بعد الثورة وليس خافيا على أحد بأن الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة طيلة الخمس سنوات الماضية قد ساهموا في انتكاستها وضرب منظومتها بدءا بإقصاء المثقفين مرورا بتوطين اللوبيات وزرع الصراعات الإيديولوجية وصولا إلى تكبيل الأطر التشريعية وحل اللجان الثقافية التي كانت الضربة القاسمة للأنشطة.
في  هذا السياق نشرت "الثورة نيوز" العديد من المقالات التي أنارت الرأي  العام وشهّرت بالفساد ولعلّ أبرزها مقالان أحدهما صدر بتاريخ 25 سبتمبر 2014 تحت عنوان "حريم السلطان في وزارة الثقافة" والآخر نُشر بتاريخ 30 سبتمبر 2014 بعنوان" استشراء الفساد في وزارة الثقافة حركة مشبوهة للمندوبين ..سيارات الوزارة في خدمة الحسناوات" وللأسف عوض أن يُبادر الوزير مراد الصقلي أنذاك بفتح التحقيقات اللازمة وتغيير خططه راح بغبائه يُفتّش في أجهزة إعلامية الموظفين لمعرفة  من وقف وراء تسريب تلك المعلومات المقبورة. المهم أن الوضعية المتعفنة للوزارة تم تصديرها برمتها إلى الوزيرة الحالية التي عُلّقت عليها عديد الآمال ربما لاعتبارين اثنين أولهما أنها جزء من حكومة الصيد  الحاملة لصفة الدوام ( ضد المؤقت ) وثانيهما أنها جامعية و محنكة سياسيا.
لكن يبدو أن دار لقمان بقيت على حالها رغم مرور 6 أشهر على قدوم هذه الوزيرة إذ لم تتجرأ لطيفة الأخضر  على فعل أيّ شيء يُنبئ بإرادتها في التغيير والخلاص أو حتى رتق ما أمكن من بكارة وزارتها المغتصبة.
تعود "الثورة نيوز" في هذا المقال لحلحلة أمر وزارة الثقافة إعلاميا ونطرح على وزيرة الثقافة في هذا الإطار جملة من الأسئلة عسى أن تنير سبيل رؤيتها. ولتحفيزها على الإقدام والمبادرة بإصلاح البيت من داخله دون تعويم، ارتأينا أن تكون أسئلتنا من داخل الوزارة لا من خارج أسوارها:
1 – لماذا تغافلت عن الصراع بين التقدميين والمتأسلمين في قطاعك والحال أن ذلك أثر  كثيرا على السير الطبيعي للوزارة؟  
2 – لماذا لم تُصغِي إلى الأصوات الحرة حول ملفات المسؤولين الذين تعلقت بهم شبهات فساد بل ذهبتِ إلى تكريمهم ونخص بالذكر منهم عصابة رئيس ديوانك السابق بن مبارك ومنبطحيه في الشؤون الإدارية وآخرها إقدامك على تعيين المطرود من المركز الوطني للترجمة المدعو رياض العياري كاهية مدير للشؤون المالية ؟


3 – لماذا تخندقتِ في مشاريع المؤسسات الوهمية لمنظومة بن علي، ومن ذلك مثلا ما سُمّي بإدارة "التصرف حسب الأهداف" فماذا ستضيف هذه الأخيرة في ظل وجود إدارة التخطيط والبرمجة ؟ وكيف سمحت للمتكالبين على المناصب أن يدفعوك استضعافا واستبلاها لتعيين المدعو محسن الحلاوي مديرا بها  والحال أنه سيتقاعد في ظرف الــ 120 يوما القادمة ؟
كان ينتظر السيدة الوزيرة  وأنت الجامعية المراكمة سياسيا أن تكون لديك الإرادة والجرأة على إنقاذ ما أمكن قانونا وأخلاقا.
4 – تتهيئين قريبا  لتعيين خلف لفتحي العجمي، الفاشل سابقا مندوبا وحاليا مديرا لإدارة الموسيقى والرقص، بالمدعو فوزي بن قيراط العائد من بعيد وأرشيفه النوفمبري والوظيفي في بلدية بن عروس يعرفه القاصي والداني ؟
5 – تتهيئين لإجراء حركة نقل بعض المسؤولين  وفي هذا الإطار تُطرح بعض الاستفهامات من حيث الوجود "الوهمي" لبعض المصالح الإدارية:
ما معنى إدارة الوهم "الشؤون الجوية" ؟ ما معنى إدارة عامة للكتاب ؟ ما معنى إدارة التخطيط والبرمجة ؟ ما معنى إبقاؤكم على إدارة السينما في ظل بعث المركز الوطني للسينما والصورة المحتشم ؟
6 – أيّ معنى لوجود المركز الوطني للاتصال الثقافي والمعلوم أن بعثه كان إرضاء سياسيا وإداريا لبعض من تداولوا عليه وهو "بوق" دعاية ليس أكثر ؟
7 – ما موقفك من المشروع الجهنمي لــ "سيرين قنون" ( التي مازالت إلى اليوم تُعربد وتتقاضى أجرا غير قانوني) والقاضي بإفراد مهرجان قرطاج بإدارة خاصة بعد أن نُشر النص الذي جمع كل التظاهرات بإدارة عامة بالرائد الرسمي؟
8 – ما كان متوقعا أن تنبطحي لمشروع الإخوان في تحطيم الأنشطة الثقافية بحل اللجان الثقافية التي دمرت برامج دور الثقافة  وكان عليك إعادة النظر في وجود الأطر التي تُيسّر العمل الثقافي وتنشره على نطاق واسع ؟
9 – في خصوص التعيينات ، للأسف لم تكن لديك الجرأة ولا الإرادة طيلة الستة أشهر من تحملك مسؤولية الوزارة  لحسم الصراع بين البشيني المستضعف (من قبل من سبقوك) والحاجي المُسقط  (من التفقدية العامة) لسدّ شغور الإدارة العامة للمصالح المشتركة التي هي من استحقاق الأول لولا تنفذّ الثاني في الوزارة الأولى ؟
10 – كيف لا تتفاعلين مع ما يُنشر فايسبوكيا رغم موضوعية الرسائل الموجهة لإحاطتك ومستشاريك المتعالين أكثر منك. رسائل في كل مناسبة يُقرصنها الضالعون في الفساد و"صبايحية" وزارتك ومنهم المدعو  وليد بن عاصي الذي استقوى بمناصريه في الشؤون الإدارية مركزيا ونغّص على عمل مندوبك الجهوي بزغوان أين تعمل زوجته وقامت بعديد التجاوزات أهمها التأخير والغيابات المتكررة مما خلق جوّا  من التوتر في المندوبية المذكورة.
11 – كيف أوهمك رئيس ديوانك السابق بأن التفقدية العامة تسير بشكل طبيعي والحال أنها لا تتوفر على كفاءات وحتى الموجودين بها تناسوا موقعها الهرمي وهرولوا طمعا في المناصب لتحتويهم إدارة الشؤون الإدارية التي أصبحت، رغم أنها إدارة فرعية،  فاعلة في كل الملفات أكثر من التفقدية وربما من ديوانك في حدّ ذاته ؟
12 – هل لديك نيّة لإنهاء مهام هؤلاء: مدير الشؤون الجهوية - مدير الشؤون الإدارية – المكلف بإدارة التخطيط والبرمجة - مندوب المنستير – مندوب نابل – ... دون أن ننسى بعض العملة المعربدين ومنهم مرافقك الدائم المكلف بالبروتوكول شُهرا زفزوف ؟ وهل ستوافقين على نقلة البعض ممن قد يستفاد من حيويتهم  في جهات أخرى ومنهم مندوب توزر ومندوب جندوبة ؟
وننصح في سياق هذه النقل بالأخذ برأي كل من محمد الهادي الجويني وعزالدين العبيدي ولسعد سعيد، هذا إن ثبت لديك أنهم أصبحوا مُتيّمين بالثقافة وليس بالوزير. وربما ننصح بشكل عام بالاستفادة أيضا من أسماء أخرى عُرفت بحيويتها وخبرتها ونذكر منهم عمار المطاوع ومنيرة منيف ويونس السلطاني و علي مصابحية وأيمن بن  يوسف ورابعة الجديدي و لطفي الوسلاتي ومنيرة بن حليمة وسكندر الهمامي ومراد خليفة...
 نتمنى أن يكون لوزيرة الثقافة رحابة الصدر والنوايا الحسنة حتى تقف على ما طُرح من استفهامات  والأكيد سيكون لـ" الثورة نيوز" تحقيقات أخرى في هذا الملف. 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire