بعد سقوط النظام اتسعت
رقعة البناء الفوضوي، وتواترت و بصفة
مذهلة عمليات الاستيلاء على العقارات
الشاغرة التابعة لملك الدولة أو للمجلس الجهوي أو للبلدية ... وتم التحوز عليها
من قبل عدد المواطنين خارج إطار القانون مستغلين حالة التشرذم التي تعيش على وقعها البلاد ...و لئن لم يكن بوسع الدولة التي مرت بمرحلة ضعف و انهارت هيبتها و خفت ردعها
أن تقوم بعملية ردع المخالفين في
إبانها على اعتبار الانفلات الأمني و حالة
ألاستقرار التي كانت
السمة الرئيسية التي تتسم بها البلاد ... فإنه و بعد أن أعيدت للدولة صحتها
وعافيتها و هيبتها و استرجعت قواها كان
لزاما ان ترفع
عصا الردع وتتم عملية استرجاع المساحات
المنهوبة وفق ما يقتضيه القانون... و لكن
يبدو أن الأمر على غير ما نأمل في
بلدية سوسة في عهد محمد المكني
حيث فشلت بلدية المكان
في إدارة الشأن العام
وسجل التلاعب و
حضورا بارزا في أرجائها فكانت
المهازل وراء المهازل ...
فمهزلة الحال تعد الأخطر على اعتبار ما خلفته
من حرقة و شكوى وضيم وحيف
في نفوس سكان
العمارات السياحية 4 و6 المتراصة
على الطريق السياحية سوسة القنطاوي و تحديدا في
مفترق خزامة قبالة بنك الاسكان ... حيف وظلم
مأتاه احد القاطنين المدعو الجربي
الذي حوّل الفضاء البلدي إلى رزق السيد
الوالد و غار على ملك العام يبيع و يشتري على هواه
دون حسيب و لا رقيب .. مشاهد قاتمة
وظلم بارز يأتيك من
الصور الملتقطة من أمام العمارة
عدد5 حيث
قام 4 سكان يقوده زعيمهم
الجربي إلى الاستحواذ على ملك
بلدي وأرسى به مرابض
بالحديد لسياراتهم في شكل أقفاص وروج
انه اقتنى من البلدية المساحة
بقيمة تقدر ب500 دينار...
هكذا تحوز كل واحد
منهم بالقوة على مربض
طوله 5 أمتار و عرضه 4 أمتار
امتدت جميعها في
تلاصق على مساحة تقارب ب60 مترا
(مربض تلو مربض) جعل كل
واحد منهم مأوى خاص بسياراته يمنع إي شخص من استغلاله
أو حتى التقرب منه رغم كون المساحة عمومية و هي في الحقيقة فضاء خاص بكل سكان العمارات المتلاصقة . زد على ذلك
فالرجل و نعني به
الجربي قام بإدخال
تحسينات على مستوى سكناه من
خلال توسيع الطابق
الذي اقتناه مؤخرا على ملك العام و التوسع كان مخالفا للقانون و ما تزال الصورة تشهد
على ذلك ...
و على اعتبار الرغبة
الجامحة التي تحدوه في " لهف
الدنيا و التسحر بالآخرة " استحوذ حتى الرصيف الذي استقر أمام
مدخل منزله و جعله لخاصة نفسه
من خلال وضع
محابس مزروعة ورود دون أن يعلم أن كل
زهور العالم لا تكفيه لإزالة الروائح التي أتاها ..و الغريب في الأمر أن
الرجل متماد في
التوسع متحديا الجميع و هو بصدد الترويج لكونه سيتوسع
أكثر على الحساب بقية السكان زاعما
انه اشترى مساحة خضراء من البلدية
وينوي تسييجها وضمها
لنفسه .
في ذات
السياق يخلد أعوان البلدية للنوم و يتركون
حالة الحديقة العمومية المقابلة
للعمارات في الحضيض بل تكدست
فيها الأتربة و الأوساخ و حولتها إلى
مرتع للحشرات بامتياز لو الجهد
الذي أتاه بعض
الشرفاء من خلال القيام بعمليات
تقليم الأشجار و تنظيف محيط العمارة من مالهم الخاص ...
و بين الصورة الأولى و الصورة الثانية لم يجد
سكان العمارة عن بكرة أبيهم
من ينصفهم خاصة و أنهم
توجهوا إلى بلدية سوسة و لكن لا
مجيب بل
رصدوا بعض المعلومات
التي تفيد وجود علاقة وطيدة بين الجربي
الغائر و رئيس البلدية المانح ...
و حتى لا نطيل في اجترار
الوقائع نترك المجال للصور للحديث مع التنبيه أن
الوضع السكاني على شفا حفرة من الانفجار و على بلدية التدخل
العاجل لرفع هذا "الخنار" الذي خلف العار ... و لنا عودة للمتابعة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire