samedi 20 juin 2015

عمر الشتوي : تاريخ ملتهب ...ماضيه مثير للعجب و حاضره حمّال للحطب




لم  يكتف عمر الشتوي  بالقضية  المهزلة التي  رفعها ضدنا  مطالبا إيانا  بدفع  تعويض  يفوق  المليار محتسبا جرايته  كنائب  في  مجلس  النواب  على مدى 5 سنين  زاعما  أن مقال  نشر عن  تلاعبه  بموكلته  العجوز كان سببا  في سقوطه في  الانتخابات التشريعية بل عاد من  جديد و في  جرابه  قضية أخرى زعم أنها  قضية في القذف و الثلب رغم  أنّه بينه  و بين  نفسه  يردد من  أين  جيء للصحيفة بمثل  هذا  الخنار الذي لا   تعلمه حتى عائلته ...هو كذلك ظل  كما  ألفناه  وعرفناه  يلهي  القضاء بشكايات  جوفاء تافهة و فارغة كفراغ  فؤاد  أم  موسى  توحي  مباشرة بشخصية رجل  انتحل  صفة المحاماة متطاولا  على مهنته  الحقيقية عدل  تنفيذ.
 لا  ندري  حقا  من  أين  نأتي  هذه  الشخصية رغم  كوننا  ترددنا كثيرا في  إعادة الكتابة على من يسمي نفسه محاميا وذلك لاعتبارين اثنين  أولهما حبّنا  واحترامنا لأصحاب الروب السوداء خاصة الشرفاء  منهم لا سيما  و أننا  نؤمن حد النخاع "أن مهنة المحاماة تجعل المرء نبيلاً عن غير طريق الولادة، غنياً بلا مال..رفيعاً دون حاجة إلى لقب..سيداً بغير ثروة"  على حد تعبير «روجيسيو» كبير قضاة فرنسا في عهد لويس الخامس عشر، والثاني حتى لا نزيد  شهرة  ونساهم  في إعادة الصيت لاسم أزاحته  الذاكرة التونسية  من المخيلة حيث كان ظاهرة إعلامية  في وقت ما   قبل  أن  تعيده الانتخابات الأخيرة إلى حجمه الحقيقي وتجعله  خارج الطرة ... ولكن جررنا جرّا إلى هذه المنازلة وارتأينا في لحظة فاض فيها كأس الصبر أن نلتفت إليه رغم أن الحديث عنه يعد  ضربا من ضروب العبث و إنزال بمستوانا إلى درجة الحضيض خاصة   و أن الشارع  القضائي أدرك  أن أفكاره  وعباراته وتوجهاته  ليست  سوى ترهات تافهة هجينة لا يستطيع  الاستماع  ...


كان  المرسوم عدد 79 لسنة 2011 والمتعلق بتنظيم مهنة المحاماة و الذي اشترط  الفصل 46 منه  على " إذا وقعت تتبعات جزائية ضد محام، يتم إعلام رئيس الفرع الجهوي المختص بذلك حينا. ويحال المحامي وجوبا من طرف الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف على قاضي التحقيق الذي يتولى بحثه في موضوع التتبع بحضور رئيس الفرع المختص أو من ينيبه للغرض."  بمثابة الغطاء  الذي  استغله  الشتوي و الذي  بفضله  تحصل  على حصانة من نوع خاص على اعتبار انه في صورة عدم حضور رئيس الفرع أو من ينوبه فانه يستحيل على قاضي التحقيق استنطاقه ... الأمر الذي جعله  يشق  بحار  التدليس  دون  حسيب  ولا رقيب و لكم  في القضية التحقيقية عدد 22917 لسنة 2012 والتي تعهد بها قاضي التحقيق توفيق السبعي بالمكتب 24 بالمحكمة الابتدائية بتونس من أجل التدليس ومسك واستعمال مدلس عينة بسيطة من  عينات  كثيرة  من قضايا  قبرت  بين  رفوف  المحكمة .
 في  لحظة تاريخية فاصلة  تناسى عمر الشتوي  تاريخه  النضالي  السمج  في  رحاب  شعب  التجمع  وخاصة صولاته  وجولاته  في  تلميع  صورة المخلوع  و عائلته  عبر مجلة الملاحظ التي  يديرها  سيء الذكر بوبكر الصغير وأخفى محطات من  سيرته  الذاتية و التي  كان فيها على دين " المخلوع" قبل أن  يضحي  على دين " الطرطور"...قدم نفسه في صورة   المدافع الشرس   حتى تراءى لعامة الناس أن الرجل  من صفوة المحامين العمالقة  وصدّق العامة انه الفذ العملاق ورمزاً من رموز المحاماة وعلماً من أعلامها... وأطل عليهم و كأنه المدافع والمترافع عن الحق ...حتى ذهب إلى الظن أن السيد أعجوبة من أعاجيب  الدنيا أو يكاد  وعلى ندرة  حالة الصمت التي كانت تلازمه فقد اعتقد العديد  أن الرجل سابح في  لحظات تأمل يغوص خلالها في أفكار ورؤى تستعصي على كبار المحامين ، حتى وصل الاعتقاد إلى انه  من طينة نادرة لا يقض مضجعه  إلاّ ذلك التفاوت الرهيب بين أصحاب الثروة والسلطة وبين هؤلاء الفقراء البسطاء الذين تموج بهم الحياة من حوله في تونس  حتى رددت بعض ألسنة العامة " المنكوبة"  أن هذا صاحب  الذقن الأبيض و الطربوش  الشتوي  يرفض الظلم الإجتماعى الصارخ الذي كان ومازال سمة من سمات الحياة التونسية .. غير ان  الحقيقة غير ذلك  وأن  واقع  الرجل  لا يمت  للنضال و الحق بأية  صلة .


 لا نذيع سرا  إن  قلنا  أن  النظر إليه كمن يدفعك دفعا إلى الحيرة و الاستغراب ...ويجرك جرا إلى طرح التساؤلات حيال ما تشعر به في انك قاصر فعلا في فقه قراءة الوجوه. فالرجل التصقت به تلك النظرة التحتية فبرز قاتما  عابسا لا يعجبه العجب العجاب ... ومضمونا ينكب على ورقته يقرأ فتسمع تدخلاته فيصيبك الإحباط  وتتذكر الروبيضة ذاك التافه الذي يتحدث في شان العامة...اذ لم يحافظ حبيب المؤتمر  على صفة المحامي  كونه  رجل الخطابة وصناعة الكلام, الذي يقف في المحاكم يلقي الخطب المنمقة باسم موكله ولصالحه في القضايا المدنية, ويدافع عن البريء وعن المجرم في محاكم الجنح والجنايات ليكسب معيشته من هذه المهنة  فحسب بل أكد بدل المرة مرات  أنه ليس جاهلا بأصول المحاماة وإنما قاصر في الإلمام بكل متطلباتها...حيث حاد الشتوي  عن الطريق في أكثر من موضع وظل العنوان البارز لفن السفسفطة و العبارات الرنانة و الجوفاء ذات المعاني العمياء ...فلسانه طليق لا يعرف له حدود..سليطا منتقدا دوما ..دون أن يجد من يصده أو يرده.. و أقام الدنيا و لم يقعدها و انتفض محتقرا نائبة  زميلة له  فافتك  كل  الوثائق  في  مشهد  أدهش من  وضاعته  الجميع  .
فالشتوي إضافة إلى كونه لا يجيد فنون التواصل قانعاً دائماً بأميته معتبرا انه ملماً ببواطن الأمور وظواهرها، غير مدركا انه أجهل الجاهلين   على قاعدة إن فهمت  شيئا  غابت  عنك  أشياء  ...فان  انتمائه  إلى حويزب  المؤتمر المندثر  شبيه بالصورة المطلقة على المثل  التونسي  الذي  مفاده "غراب أسود طاح بفولة مسوسة" (  تعبير مجازي لا يعني تنزيل  الذات الإنسانية إلى مكانة الغراب  و ليس تشبيه  شخصية المقال  بالطائر )   وما  تفيد  في صورة أولى أن  الحياة داخل  حزب  المؤتمر تشبه حياة الغربان التي من المتعارف عنها في أنها   تقوم بإصدار أصوات عالية ذات ترددات مختلفة هذه الترددات تعتبر لغة التعارف فيما بينهما فلكل نوع من الغربان صوتا بتردد معين وهذه الترددات بمثابة شفرات استخبارية للمجموعة الواحدة, فسماع احد الغربان لصوت غراب أخر غريب عن نوعه أو غريب عن قبيلته فنجده يصدر أصواتا مستمرة عن طريقها تتجمع جميع قبيلته وتحشد جموعها وتتصدى لهذا الغراب الغريب عنهم وتبدأ في قتاله لهذا فهي تؤمن بان الكثرة تغلب الشجاعة   و في صورة ثانية فيها  من المحاكاة المستوحاة من أولى نشأة الإسلام  وما يحمله الغراب من معنى انه علم الإنسان كيف يدفن أخاه الإنسان بعد واقعة و قابيل و هابيل و لعل الترميز بالغراب في دلالة بارزة  على أن  حزب  المؤتمر دفن و قبر ...


 لا  نظن  أن  الشتوي  ينكر تاريخه  يوم  كان  عدل منفذ كان يوما ما تجمعيا محببا ومرحبا بك في كواليس التجمع حين كان رئيس جمعية العدول المنفذين و لا  ينكر أحد انه تستر على الفساد  من  خلال حماية ابن  خالته  الذي  تلاعب  بأموال  الجمعيات المائية بتوزر في عهد المخلوع  و الذي  قيل  في شأنه انه  اختص في  إقامة  الزرد مفردة زردة  والتقفيف للولاة و المعتمدين والفاسدين بأموال الجمعية و فساد وحرمان الفلاحين من حقهم في المياه الري ..و قد تم  خلعه من الجمعية وقبل  آن  يحمله  الشتوي  إلى حزب المؤتمر لحمايته .... كما  لا  يسعنا إلا ان آن  نذكر  انه  في  إطار حكومة الترويكا  في  المجلس التأسيسي تم  رفض  رفع الحصانة عن  الشتوي  في  قضية تدليس و تحيل  ومنع  بالتالي  من  المحاكمة ...
وليس لنا مساحة لاجترار القضايا التي تلاعب  فيها  الشتوي  غير  أننا  سنجد  أنفسنا مضطرين للعودة له  من  جديد  كلما  اشتكانا آو تكلم  فينا  ولن  نرفع  عنه أقلامنا  ما دام  قد اختار  الحرب . يبقى القول إنه بادر بالندامة ورجع على نفسه بالملامة كان قد اشترى العافية له بالعافية منه...وأما إن عاد فسنعود و لكن  هذه  المرة بالسبابة والإبهام.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire