بلد العجائب هي منتصبة
البناية في وسط شارع الحرية لا تخفى على عين ولا تمر على لسان إلا ويقال هنا قمة
الرقابة أو رقابة الرقابات ولكن هيهات فكلّ مرّة تطالعنا هذه الهيئة بغريبة من
غرائب الدّهر..
فقد واصل محدّثنا
الإفراج عن حالة القهر والإحباط التي
أصابته نتيجة تردّي حالة منظومة الرقابة التي أهدر فيها أحلى سنين عمره
منتظرا مصلحا لم يأت وشمس وعي لم تشرق فيقول بمرارة أنّه يستغرب حال شاعرها الرئيس
أحمد عظوم الذي تجاوز سن التقاعد بنحو عام ويكاتب الوزراء والمسؤولين طالبا منهم
تدارك التجاوزات والنقائص ويهددهم برفع الأمر للسلط والحال انه أكبر الخطائين
وزميمهم...وقد بلغت به الوقاحة إلى حدّ تنظيم يوم دراسيّ في 15 أفريل 2015 بدار
الضيافة خفية عن الإعلام وعن المجتمع المدني بل قل سرّا وفي غياب الرأي العام
واعتقد محدثنا أن المسألة أمنية بحتة باعتبار دار الضيافة تتبع رئاسة الجمهورية
وبالتتالي قد يكون الشاعر أجبر على تغييب الإعلام وتنظيم ملتقى سرّي جدا ولكن ما
راعه إلا وجميع الحاضرين يتهامسون إن الإعلام مغيّب لأن شاعر الهيئة يخشى على
منصبه ولا يريد استفاقة الأقلام فهو في وضع غير قانوني ولا يريد الشوشرة والظهور
على الشاشات....
والأدهى والأمر كما يقول محدثنا أنّه ليس الوحيد الذي في حالة فرار
من الكاميرا والقلم بل يوجد إلى جانبه مكلف بمأمورية ملحق من دائرة المحاسبات وهو
عبد الحميد ثابت ألحق بالهيئة منذ سنة 1993 لخمس سنوات كما ينص على ذلك الإطار
الترتيبي المنظم للإلحاق ولكنه أصبح مقيما دائما وبالرغم من مرور أكثر من 20 سنة
ظل في مكانه ولم يتحرك أي ساكن لا لدائرة المحاسبات السلك الأصلي الذي ينتمي له ولا للهيئة النائمة والتي اعتادت خرق القوانين
كيف لا ورئيسها الأسبق الحبيب بلحاج سعيد ظل على رأسها لما بعد الثورة وقد ناهز 75
سنة أو تجاوزها بقليل...وكذلك ظل عبد الحميد ثابت ومحمد العمري غرودة وغيرهما
لفترة تجاوزت العقدين دون تمديد أو تجديد وحتى إن تم ذلك ففيه خرق صريح لقواعد
الإلحاق. ونفس الشأن بالنسبة إلى نجاة السعاف السويسي والتي ألحقت من هيئة الرقابة
العامة للمالية منذ سنة 2006 وهي ملحقة
بالهيئة النائمة إلى اليوم بالرغم من تجاوز الخمس سنوات ولا أحد يعلم حسب أي معيار
تم إلحاق المكلفين بمأمورية لدى الهيئة النائمة زمن المخلوع عدا معايير الولاء
والمحسوبية والقرابات والصداقات بل قل من كان يجرأ على دخول هيكل تابع مباشرة
للرئيس دون المرور بغربال التجمع والطرابلسية والتزلف من مستشاري المخلوع؟؟؟؟
ويواصل محدثنا قصة قهره حول الارتفاع المشط، لعدد العاملين بالهيئة رغم غياب
مردودها وسباتها العميق وتغافل رئاسة الجمهورية عن تعديل الوضع تجنّبا لإغضاب حركة
النهضة باعتبار أن التمديد الشفوي لشاهر الهيئة كانت في إطار المحاصصة والترضيات
الحزبية الضيقة، ليختمها بالتساؤل حول الرعيل الجديد الذي استقدمته الهيئة بعد
الثورة في غفلة من المسؤولين وحول ما إذا كانت الجدارة والكفاءة هما الحد الفيصل
في الاختيار...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire