بارونات
المافيا Les
barons كالجراد أينما حلوا عم الإرهاب وحل الخراب وهذا ما
وقع فعلا في بلادنا بعد الثورة فقد استغلت كبرى عصابات الجريمة المنظمة الايطالية Camorra Italienne الظروف
الاستثنائية التي عاشتها تونس لتحولها إلى قاعدة خلفية
لتخزين مختلف أنواع البضائع الممنوعة والمحجرة (مخدرات – سجائر – أسلحة – مرجان
طبيعي - ...) وممرا آمنا للوصول إلى وجهتها النهائية بجنوب ايطاليا بالاعتماد على
تواطؤ مختلف الأجهزة الأمنية والديوانية والقضائية التي انقلب دورها من حامي إلى
حرامي تعمل ليلا نهارا لاستباحة حدودنا ومعابرنا والنتيجة كارثية بكل المقاييس
وعلى جميع المستويات ورغم أنه سبق للثورة نيوز أن تطرقت في أعدادها السابقة
بالتفصيل الممل لأدق تفاصيل عمليات التهريب والمشاركين فيها إلا أن سلطة الإشراف
تعمدت التعتيم والتستر بل وصل الأمر إلى نتائج عكسية غير متوقعة من بينها استبعاد
الشرفاء وترقية المتورطين.
ورغم
التهديدات التي تصلنا تباعا ورغم الهرسلة اليومية التي يتعرض إليها كامل فريقنا
الصحفي الاستقصائي والذي لن يزيدنا إلا تمسكا وإصرارا على كشف المستور وفضح بواطن الأمور نواصل
على نفس الوتيرة في نشر المزيد من المعطيات المهمة بخصوص مسالك ووسطاء تهريب الذهب الأحمر "المرجان الطبيعي" من
الجزائر وصولا إلى ايطاليا مرورا عبر الحدود البرية والبحرية التونسية ... وذلك
لأنّ قضايا تهريب المرجان هي من أهم قضايا التهريب التي شهدتها تونس مؤخرا
حيث تعددت أساليب التحيل والتلاعب مما جعل مسلسل النهب والتهريب يتواصل الأمر الذي
يستدعي اتخاذ تدابير ردعية وصارمة لوضع حد لهذه الآفة الخطيرة التي أصبحت تهدد
الأمن القومي.
مافيا
المرجان تنشط بين5 دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط
خلال المبحث الاستقصائي
للعدد الفارط 115 من الثورة نيوز تحت عنوان "تحقيقات حول مافيا تهريب الذهب الأحمر:
مافيا المرجان تحكم قبضتها على كافة الأجهزة والحكومة تتخلى عن دورها في حماية
البلاد" تطرقنا إلى قضية إلقاء القبض أواسط شهر فيفري 2015 من طرف الأجهزة
الفرنسية على عون الإجراءات الديوانية بميناء حلق الوادي Responsable des formalités
douanières à bord احمد بن سليمان متلبسا بتهريب كميات
مهولة من المرجان الطبيعي والى قضية الكشف على المجرورة الايطالية Trasporti Internazionali Italy فجر يوم الأحد 22/02/2015
والتي كانت تستعد للعودة إلى بلد المنشأ
فارغة بعد أن أفرغت شحنتها من الملابس المستعملة Fripes في أحد مصانع الفريب المنتشرة شمال البلاد ومثلما خلصت قصة الراعي و جرة
السمن إلى انه ليس في كل مرة تسلم الجرة فقد شاءت الصدفة لوحدها أن يحبط عون شرطة
الحدود بمحافظة ميناء حلق الوادي ناظر الأمن المساعد كريم العمدوني المعروف بكنية
العصفور عملية تهريب نموذجية لشحنة من المرجان المهرب داخل المجرورة المهيأة للغرض
remorque aménagée والمقدرة بحوالي 200
كلغ وللإيقاع ببقية أفراد العصابة سعت الثورة نيوز إلى تلميع صورة عون الأمن
المذكور على طريقتها وهو ما أثار حفيظة زملائه بالمحافظة وليقع الاتصال بنا من
هواتف مجهولة (تاكسيفون) لتقديم توضيحات وايفادات جد خطيرة حول مافيا تهريب المرجان Camorra de contrebande corail التي تنشط بين5
دول جنوب وشمال البحر الأبيض المتوسط ( الجزائر وتونس وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا) والتي تغولت بطريقة مفضوحة فاقت كل الحدود وتجاوزت كل الخطوط
الحمراء .
الشبكة الدولية المختصة
في تهريب المرجان الطبيعي الأحمر عبر تونس يديرها مافيوزي ايطالي وابنيه كانت زمن ندرة منتوج المرجان تغير أشرعتها نحو
تهريب السجائر الأجنبية وقد سبق منذ فترة غير بعيدة أن تورط احدهم في عملية تهريب
نموذجية لمجرورة معبأة بالسجائر الأجنبية المهربة على مستوى ميناء رادس كانت في
طريقها نحو احد الموانئ الأوروبية ولتعويم الجريمة تقرر حصر التهمة في الشاب
الايطالي والتضحية به واستبعاد بقية المشاركين ومن ضمنهم المهرب اختصاص سجائر
أجنبية فتحي المسعي.
كميات المرجان المنهوب من الجزائر تفوق 180 طن سنويا
رغم أن المنتوج التونسي
من مادة المرجان الطبيعي الأحمر البحري حسب إحصائيات وزارة الفلاحة لا يتجاوز في
أقصى الحالات 5 طن سنويا تجمع من الشعاب المرجانية بجهة طبرقة فان الشركات الناشطة
في قطاع صيد وتصنيع المرجان الطبيعي في تونس وتعد بالعشرات (Molka Corail
- RAMI CORAIL - AYA CORAIL
- MERIAM CORAIL - International CORAIL
- COMED - CORALIS Export - Mondial Corail - Tabarka Corail
- Mayara Corail - CORAIL
FUROPA ...) تصدر سنويا مئات الأطنان منها على سبيل
المثال 180 طن تصدرها من طرف شركة Molka Corail ببنزرت (وكيلتها طالبة شابة تدعى رابعة بنت صلاح الدين
الطرهوني) حسب المعطيات المضمنة بمنظومة سندة الديوانية SINDA وعلى اعتبار أن كامل المنتوج الوطني ذهب إلى مخازن شركة
"ملكة كوراي" فمن أين جاءت الشركة المذكورة بالفارق الكبير والمتمثل في
175 طنا والسؤال كيف مكنت وزارة الفلاحة الشركة المعنية بتصدير كميات تفوق المنتوج
الوطني 36 مرة وكيف مكنت وزارة التجارة شركة "ملكة كوراي" من تراخيص
التصدير autorisations d'exportation
وكيف أشرت مصالح الديوانة على عمليات تصدير لكميات مهولة من
المرجان غير سليمة المصدر ومتأتية أساسا من التهريب وبالاعتماد على تصريحات حسين بلوط رئيس اللجنة الوطنية للصيد البحري بالجزائر فان مافيا تهريب المرجان البحري المنهوب من السواحل
الجزائرية نجحت في تهريب يفوق 130 طن سنويا نحو تونس فقط بقيمة جملية تفوق 600
مليون دينار (ثمن الكلغ الخام ونصف المصنع لا يقل عن 2000 اورو في الأسواق
العالمية) وبمقارنة تصريحات المسؤول الجزائري مع إحصائيات تصدير المرجان الرسمية
السنوية انطلاقا من تونس نخلص إلى أن كميات المرجان المنهوب تفوق 130 طنا بل تصل
أو تفوق ضعف التقديرات الجزائرية وجميعها تهرب من الجزائر إلى ولاية جندوبة عبر
مسلكين بحري بواسطة بواخر الصيد أو بري بواسطة سيارات سياحية لتخزن داخل مخازن
سرية محروسة من طرف رجال أشداء وبعدها يتكفل أعوان ديوانة وأمنيين بمهمة إيصال
البضاعة المهربة إلى وجهتها الثانية بولاية بنزرت مستغلين خصائص وظيفهم والسيارات
الإدارية لتامين وصول البضاعة إلى وجهتها ويطلق على المجموعة passeurs de route وأثرها يقع تجميع البضاعة وتهريبها خارج تونس عبر 6 معابر (مطار تونس
قرطاج – موانئ رادس وحلق الوادي وبنزرتو مطار المنستير و مطار النفيضة) بمعدل 4 أطنان أسبوعيا ومن بين المتورطين
نجد كل من نبيل الفقيه رمضان و سمير الحكيمي ومنصف صميدة ومحمد علي العرقوبي ومعز
المصمودي ومكرم بلقايد وماهر المساهلي وكمال بن ناصر ومختار بوعجيلة وشمس الدين
النعيجة وحافظ العزيزي والقائمة طويلة يعسر حصرها لتشعب الشبكة .....
العصفور كشف الملعوب
وخرج في ثوب البطل
أواخر سنة 2014 تم الكشف عن
مافيا "الحرقان" الناشطة على مستوى ميناء حلق الوادي حيث تورط فيها
العون بفرقة التفتيش الأمني المعمق fouilles كريم العمدوني شهر العصفور والذي ثبتت
مشاركته في عصابة الحراق الشهير "الفرجاني" المختص رقم واحد في تنظيم
عمليات "الحرق" عبر ميناء حلق الوادي بواسطة شاحنات وسيارات مهيأة للغرض
(châssis modifiés) اعتادت عبور الميناء صباحا مساء محملة
بعشرات الحارقين حيث كان العصفور يتسلم من "الحراق" معلوم عبور عن كل
"حارق" ومن المفارقات العجيبة داخل وزارة الداخلية أن يتقرر الاكتفاء
بعقوبة إدارية بسيطة بإيقاف العون المذكور لمدة شهر ونصف والإبقاء عليه بمحافظة
الميناء ...
وبعودة العون من العقوبة وجد نفسه خارج إطار اللعبة المقيتة مستبعدا مكلفا بحراسة البوابة الخارجية رقم 14 وهو ما أثار حفيظته وليعلنها حربا ضروسا على رؤسائه (مكرم بلقايد – - ...) الذين ساندوا قرار إبعاده من قلب المعركة التي كانت تدر عليه يوميا عشرات الملايين... وجاءت الفرصة السانحة للعودة من الباب الكبير وللانتقام على طريقته فجر الأحد 22 فيفري 2015 حيث تعمد العصفور كشف المستور وحجز المجرورة المعبأة بالمرجان الطبيعي المهرب Corail Royal وليخرج العصفور في ثوب البطل حامي الحماة وليخرج البقية في ثوب المتورطين ولو أن عملية الانتقام التي خطط لها العصفور اكبر من حجمه مقارنة بقوة وبطش بارونات المافيا وحكام الميناء.
سمير الحكيمي والعودة إلى المشهد من الباب الكبير
سمير
الحكيمي الرئيس المدير العام السابق لديوان البحرية التجارية والموانئ OMMP (أصيل مدينة بوسالم) والذي صال وجال في عهد
الرئيس المخلوع واستباح الملك العمومي لفائدة صخر الماطري الذي كافأه بان منحه على وجه الفضل والإحسان عدد 4 محلات
تجارية بالقرية السياحية بحلق الوادي سجلهم لتضليل مصالح المراقبة والتفقد باسم
زوجته المصون كلف بالإشراف عليهم المدعو لطفي (أصيل بلدة البقالطة) ورغم ثبوت
تورطه في منظومة الفساد النوفمبرية إلا أن الرجل افلت من التتبعات العدلية ونجح
بعد أن تمت تنحيته مباشرة بعد الثورة في العودة في عهد حكومة الترويكا بعد أن مكنه
الباش مهندس كريم الهاروني خلال شهر جوان 2012 من خطة مدير مكلف بمهمة بديوان البحرية التجارية والموانئ ومكتب فخم
بالمبنى الإداري للديوان بميناء رادس التجاري حتى يكون قريبا من مسرح عمليات
التهريب التي خبرها وشارك فيها منذ سنوات ... ويمكن الجزم بالعلاقة المتينة
والقوية التي تجمع سمير الحكيمي بكل من ثلاثي الرشوة المعروف نبيل الفقيه رمضان
ومنصف صميدة ومكرم بلقايد (أصيلي بلدة البقالطة) الضالعين في التهريب للعنكوش.
نبيل الفقيه رمضان.... القوة الضاربة في عالم التهريب
نقيب
الأمن نبيل غزيل الفقيه رمضان (صاحب ب. ت.
و. عدد 04170289) ضابط الصف الأخير بوزارة الداخلية تدخل لفائدته قبل
الثورة بسنوات صهر الرئيس المخلوع الحبيب بن زكيز وألحقه بوزارة النقل وبالتحديد
بديوان البحرية التجارية والموانئ OMMP في خطة اكبر منه كمدير السلامة
والأمن المينائي . ومن تاريخه تحالف مع المدير العام سمير الحكيمي وليتحول صاحب
الرقم المهني2940 إلى رقم صعب داخل معابر البلاد البحرية يقرا له بارونات التهريب
من شمال البلاد إلى جنوبها ألف حساب وليلقبه العارفون بأدق أسرار الموانئ الوطنية بالرجل الذهبي Golden
boy خصوصا وقد حالفه الحظ في جمع ثروة خيالية من حلاله وحرامه في
وقت وجيز وبحكم قرب الرجل من الدائرة الضيقة لصخر الماطري فقد منح هذا الأخير نبيل
الفقيه رمضان محلا تجاريا داخل القرية السياحية بحلق الوادي المستغلة من طرف شركة
صهر المخلوع société GOULETTE SHIPPING CRUISE (GSC)
سجله باسم زوجته أستاذة الرسم واختار للإشراف عليه مواطن مغربي
يدعى خالد ...
وجاءت الثورة ونجح نبيل في الإفلات من التتبعات العدلية التي طالت جل أزلام النظام البائد وظل محافظا على مركزه وموقعه مدعوما بمافيا التهريب التي أحكمت سيطرتها على كل المنافذ والمعابر إلى حين وصول قريبه وابن بلدته البقالطة المهدي جمعة إلى الحكم (وزير صناعة وبعدها رئيس حكومة) وبديهة أن يتحول "الغولدن بوي" إلى قوة ضاربة في عالم التهريب ...
وأوائل سنة 2013 تواصلت
نجاحات الرجل من خلال بعث الفضاء الرياضي والترفيهي داخل ميناء حلق الوادي ظاهره
رياضة وشغل وباطنه نهب وتهريب حيث تشير مصادرنا إلى أن نبيل الفقيه رمضان استغل من
جهة تواجد محله التجاري داخل القرية السياحية لتسريب كميات كبيرة من المرجان
المهرب داخل شاحنات رفع الزبالة (عملية رفع الزبالة تتم دون مراقبة أو تفتيش) ومن
جهة أخرى استغل التسهيلات الإدارية الممنوحة للرياضيين (A.S. OMMP) لممارسة نشاطهم المشبوه داخل الفضاء الرياضي
والترفيهي بالمنطقة المحرمة بميناء حلق الوادي لتمرير شحنات من المرجان المهربة
داخل الصناديق الخلفية malle arrière سيارات سياحية ومن ثم يتم
تجميع الكميات المهربة داخل مخزن سري مخصص للغرض (قرب مخازن الحجز الديواني H12) وبعدها يتم شحن كرادين المرجان داخل
فضاءات سرية مهيأة أسفل المجرورات الفارغة المغادرة في اتجاه احد الموانئ الفرنسية
أو الايطالية .
فارس الظلام منصف صميدة أو الحلقة الرئيسية في عالم
الكونترا
فارس
الظلام ضابط الديوانة منصف بن علي بن خليفة صميدة ) صاحب الهاتف
الخلوي المعروف لدى معشر المهربين 98657705 وصاحب
ب.ت.و. عدد 04170163) حالفه الحظ في الإبقاء عليه في خطة الحاكم الفعلي
لميناء رادس التجاري لفترة تصنف بالقياسية (15 سنة) إذ بسط الرجل سيطرته على مداخل
ومخارج الميناء وعلى أجهزة السكانار ورغم ثبوت تورطه في عدد من قضايا التهريب
والنطر إلا أن الرجل نجح في البقاء في خطته بل وشملته على خلاف كل التوقعات
الترقيات والأوسمة والحال انه شريك رئيسي في كل عمليات التهريب التي انطلقت من
والى المعبر الأهم بالبلاد ولتصل به الجرأة إلى حد التشكي بجريدة الثورة نيوز التي
كشفت فساده وإفساده على مدى أعداد مطولة لكن مصاهرته للمهدي جمعة (شكري جمعة ابن
عم المهدي جمعة متزوج من نجيبة شقيقة منصف صميدة ) وقربه من كامورا البقالطة Camorra Bekalta مكنته من
حصانة من نوع خاص حوّلته إلى حلقة رئيسية في عالم التهريب والكونترا وتؤكد مصادرنا
أن أكثر من 60% من كميات المرجان الجزائري المهرب (قرابة 80 طنا سنويا) تمر بكل
يسر عبر ميناء رادس التجاري تحت حماية حامي الميناء منصف صميدة مقابل إتاوة مرور
محددة ب10% من قيمة البضاعة المهربة تنزل مباشرة في أحد الحسابات السرية لزوجته
المقيمة بفرنسا روضة بنت محمد الشاوش (جنسيتها فرنسية).
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire