vendredi 20 mars 2015

الأربعاء الأسود






يومان قبل الاحتفال بذكرى عزيزة على التونسيين ذكرى تحرر وطننا من نير الاستعمار. وفي باردو حيث بناية مجلس النواب شامخة مؤكدة أنّ الشعب قد استردّ حقوقه كاملة وانتخب من سيمثله لبناء مجتمع ديمقراطي. ..وفي يوم أربعاء كالعادة يوم مشمس لا سحب فيه تجعل الرؤية غائمة ولا أمطار تجعل تبين الاصيل من الوافد أمرا عزيز المنال يدخل الإرهابيون في زي رياضي ويحملون حقائب كبيرة فيقتلون من يقتلون ويحتجزون من يحتجزون ثم يرددون  : إننا ههنا فاعلون لما نريد ..سنذبح رجالكم ونسبي نساءكم وسندمر متاحفكم .. وسننفر سياحكم وسنجعلكم من الخاسرين لا ماضي تحنون إليه ولا حاضر تتمتعون به ولا مستقبل تحلمون به ...وأرونا ما أنتم فاعلين ..دخلوا بكل أمان " فحتى كلاب الحي لم تنبح ولم تطلق على الإرهابي رصاصة بندقية " ..



بالأمس زارنا الإرهاب في عمائم شيوخ  بول البعير فتحت حكومة الترويكا حدود الوطن للمهربين والإرهابيين فأصبحت بلادنا ملاذا آمنا لمرور السلاح وتخزينه ، وبالأمس أيضا أكرمت وفادة شيوخ بول البعير فعلموا فلذات أكبادنا فيما علموهم  " موتوا بغيظكم " ..بالأمس لعلع الرصاص في الشمال والجنوب وسكن أعالي الجبال ثم نزل إلى سفوح المدن  وإلى الأحياء الراقية والحواري الفقيرة فاغتال الشهيدين شكري بلعيد والحاج البراهمي وذبح حماة الوطن من الوريد إلى الوريد ...بالأمس القريب زارنا الإرهاب في لباس السياسي الذي دخل إلى مجلس النواب واتخذ له مقعدا مع نواب الشعب وانتحل صفة نائب ولعله كان يقوم بعملية إرهابية بيضاء تمهيدا لعملية نوعية جدت أحداثها يوم الأربعاء الماضي وخلفت عددا كبيرا من القتلى والجرحى..



اليوم  زارنا الإرهاب في زي الريااضي طارحا أسئلة ممضة عاتية عن الخيانة وما أمرّها من كلمة  زارنا ليؤكد صحة المقولة " أعدّ في مسدسك 10 رصاصات 9 للخونة وواحدة لعدوك" فهل أعددنا للخونة ما يستحقّون؟ أم مازلنا ساهين عن "طابور خامس" من الإرهابيين سكنوا بين ظهرانينا وسروا  في شرايين مؤسساتنا سما زعافا يجري فيها جريانأمن مواز حينا وجريان حقوقي أو سياسي حام للإرهاب ذائدا عنه أحايين وهو يرتدي الحريات والحقوق قناعا
Haut du formulaire
Bas du formulaire
...



 إلى أين نحن سائرون ننام على أخبار الذبح ونستفيق على أخبار التفجير ؟ عن أي سياسة نتحدث والضربة القاصمة قد جاءتنا في شهر الحجوزات ؟ هل أدرك بعض الإعلاميين ما معنى خطورة تبييض الإرهاب ؟ هل ما زال السياسي التونسي يحدثنا عن مصالحة بين حفتر وفجر ليبيا ؟ هل ما زال علي لعريض مصرا على أن ساكني الجبال كانوا يمارسون الرياضة  وأن الأمن الموازي إشاعة خاطئة كاذبة ؟
إن هذه الأسئلة وغيرها تؤكد أن الإرهاب ليس فزاعة كما يريد أعداء الوطن الترويج  لذلك بل هو حقيقة ماثلة وأخطر ما في هذه الحقيقة  هو الخيانة والاختراق التي تحدث عنها يوما ما الشاعر الضرير عبد الله البردوني   :

 فظيع جهل ما يجري      وافظع منه ان تدري 
وهل تدرين يا صنعاء      من المستعمر السري
ترقى العار من بيع         الى بيع بلا كفن 
و من مستعمر غاز        الى مستعمر وطني

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire