لا يكاد يمر يوم واحد دون أن تتطرق إحدى وسائل الإعلام بمختلف مصنفاتها إلى
جهاز الأمن الموازي police parallèle
الذي اخترق وزارة الداخلية بعد وصول جماعة الإخوان إلى
الحكم في إطار تنفيذ سياسة التمكن الموعودة ولتتحول أسماء مثل محرز الزواري ومنير
الكسيكسي وعبد الكريم لعبيدي وسيف الدين بن عبد اللطيف وطارق اللطيف ورياض اللطيف وفتحي البلدي وجمال
النفزي (والقائمة طويلة تتعدى المئات ...) إلى عملة رائجة جد متداولة في عدد من
الملفات الحارقة والقضايا الملتهبة وبعد افتضاح أمر المتعاونين مع المكتب السري
لحركة النهضة (مكتب 22) والذي يشرف عليه الشيخ عبد الله الزواري بدأت تدريجيا عملية الإطاحة نسبيا بعدد من
الرؤوس والرموز حيث تم استبعاد محرز الزواري (رئيس جهاز الأمن الموازي والمدير
العام السابق لجهاز المخابرات العامة DGSS) و رياض اللطيف (مدير عام
التكوين السابق) والتضحية بالزج في السجن بعبد الكريم لعبيدي (رئيس فرقة امن
الطائرات سابقا) فيما ظلت بقية الأسماء ترتع كما تشاء وتحكم بما تشاء.
الثنائي جمال وفتحي لقبا بوزارة
الداخلية بحسن وحسين وبتجار الذهب الأصفر وحجاج FCR وسماسرة تراخيص حمل
أسلحة الصيد وضرورة أن يتحولا إلى لوبي متنفذ يحتكم على القرار داخل الوزارة
وخارجها على حد سواء ولضمان تموقعهما استند جمال النفزي إلى خدمات صديقه المشعوذ
بجهة نفزة "الغراب" الذي مده بالحروزات والبخور لضمان التفوق والتموقع
والتنفذ والسيطرة لأطول فترة ممكنة.
الحاج جمال النفزي المعروف
بالعسال أو بتاجر العسل وحليفه الحاج فتحي البلدي المعروف بالجواهرجي أو بتاجر
الذهب كونا ثنائيا جد متنفذ سيطرا انطلاقا من سنة 2012 على مصلحة التحركات الحدودية بإدارة الحدود
والأجانب بالإدارة العامة للمصالح المختصة بوزارة الداخلية... وهي مصلحة هامة
تتحكم في سجلات التحركات الحدودية بالبلاد برا وبحرا وجوا وبإمكان المشرفين عليها
بجرة قلم أو بنقرة إصبع على جهاز الإعلامية تغيير المعطيات وقلب الحقائق على الهوى
والهوية وبديهة أن تتحول أرقام الهواتف الخلوية لكل منهما وهي بالمناسبة عديدة إذ
يحتكم كلاهما على عديد الأرقام وكل رقم مخصص لجهات معينة فجمال النفزي يمتلك على
سبيل الذكر لا الحصر الأرقام الخلوية 98264278
و55628884 و20460002 وكذلك يمتلك فتحي البلدي (قريب القيادي بحركة النهضة الفاضل
البلدي المتواجد حاليا بمرسيليا) الأرقام الخلوية التالية 97319901 و28819901
وجميعها أرقام معروفة لدى أهل القرار والسياسة والمال والأعمال إضافة إلى حفظها عن
ظهر قلب من طرف سماسرة تجارة سيارات "الامتيازات الجبائية FCR " الذين يحتاجون في إطار
نشاطهم الممنوع في المتاجرة بالامتيازات الجبائية الممنوحة حصريا لمواطنينا
بالخارج إلى ما يعرف ببطاقة التحركات الحدودية Fiche de mouvement ومن غرائب الصدف أن لقب كلاهما في عالم السماسرة
المقيت بكنية الحاج FCR .
اسم
جمال النفزي عرف قبل الثورة في حديقة منير القبايلي بحكم ولعه الظاهر (وما خفي كان
أعظم) بجمعية الشعب "النادي الإفريقي" حيث استغل تموقعه بالهيئة المديرة
لربط علاقات مشبوهة مع عصابات الطرابلسية وبعد الثورة التصق إطار الأمن النفزي أو
الحاج FCR بجهتين سياسيتين الأولى حزب - شركة سليم الرياحي والثانية حركة النهضة
على طريقة Grand écart فالمهم بالنسبة إليه ضمان التموقع في مفاصل قرار
الوزارة والتقدم في الرتبة والخطة وكانت قضية رجل الأعمال فتحي دمق الضربة التي
قصمت ظهر البعير بعد أن تورطت 3 أسماء من المصالح المختصة من ضمنهم جمال النفزي في
الإعداد لتكوين عصابة مفسدين مهمتها تنفيذ اغتيالات لعدد من رجال المال والسياسة ... القضية تفجرت على اثر نشر مقطعي
فيديو على موقع "الواب" Web يومي 26 و 27 ديسمبر 2012 يحتويان على حديث
مصور بكاميرا مخفية يدور بين كل من رجل الأعمال فتحي دمق صحبة شخصين (بلحسن وعلي)
بصدد مناقشة تفاصيل صفقة سلاح تهدف إلى تنفيذ مجموعة من الاغتيالات و عمليات
الاختطاف وبديهة
أن تدخل حركة النهضة بكل ثقلها لإفراغ ملف القضية المدوية ولتتحول العصابة إلى شخص
واحد ونعني به رجل الأعمال المتحيل فتحي دمق والذي قبل تحت الضغط والتهديد
والابتزاز بحمل وزر الجماعة " حمل الجماعة
ريش" وليغلق الملف بسجن الأخير والتستر على بقية أفراد العصابة ومن بينهم
جمال النفزي وكعرفان بالجميل واصل هذا الأخير تقديم جليل الخدمات لحركة النهضة
وليصل الأمر إلى حد تكليف زوجته أستاذة العربية بالإشراف على إدارة عديد صفحات
التواصل الاجتماعي النهضوية Facebook ولتتميز في نشاطها الافتراضي في
مهاجمة أعداء النهضة وتبييض الإرهاب إلى حد إطلاق تسمية "الأستاذة
المدونة" عليها Madame professeur Blogueuse ... كما انه عرف لدى القاصي والداني أن لجمال
النفزي شقيقا لا يحمل نفس اللقب العائلي يدعى محرز ساسي منتم للسلفية الجهادية
بجهة حي التضامن وتشير مصادرنا إلى أن النفزي تضاعفت ثروته بعد الثورة بشكل خيالي وأصبح
يتنقل في سيارة جديدة سوداء اللون من نوع Citroën C5
وقام بعديد السفرات سنويا
في اتجاه البقاع المقدسة (للعمرة وللحج).
الحاج فتحي البلدي أو الحاج FCR (Bis) مازال
وإلى تاريخ الساعة ورغم
تغيير وزير الداخلية ثلاث مرات في ثلاث سنوات يتمتع بصفة وامتيازات مكلفا بمأمورية
بديوان وزير الداخلية (من بينها منحة شهرية ب300 دينار و مخصصات الوقود) ويتنقل
بواسطة سيارة إدارية جديدة من نوع Renault Laguna لونها رمادي ومجهزة بهاتف امني تابع للوزارة
ولتضليل الرأي العام تم إلحاقه بمصلحة التحركات الحدودية تحت إمرة جمال النفزي
وتؤكد مصادرنا على أن عون الأمن من الصف الأخير فتحي البلدي والذي زج به في السجن
خلال أوائل التسعينات لتورطه في الانتماء لجمعية محظورة قد التحق بسوق البركة
بتونس بعد أن قضى 7 سنوات سجن وامتهن تجارة الذهب وبوصول الإخوان إلى الحكم أعيد
إدماجه في سلك الأمن ومنحه ترقيات خيالية وتعويضات ب260 ألف دينار وتضيف المصادر
الموثوقة أن البلدي تحول إلى حلقة رئيسية في جهاز الأمن الموازي مكلفا بالتنسيق
بين مختلف مصالح الوزارة ومكتب مونبليزير وليصل
الأمر إلى حد أن غالبية المديرين العامين وفي إطار التزلف والتقرب يتسابقون لقضاء
شؤونه ولتلبية رغباته التي لا تعرف حدودا فالتعليمات النهضوية تمر مباشرة عبره
والتقارير الأمنية تصله أولا بأول ليقوم بإيصالها إلى قادة النهضة المهتمين بالشأن
الأمني ومن غير المستبعد أن يكون الثنائي النفزي والبلدي وفرا تغطية لعدد من
الإرهابيين والجهاديين للإفلات من العدالة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire