samedi 17 janvier 2015

"رجعلي صوتي"






لسنا ندري إلى متى سيستمر صناع القرار السياسي  في التلاعب بأصوات التونسيين من خلال سيناريوات  غريبة مريبة يصنعونها في الغرف المظلمة ويدبرونها بما تشتهي أنفسهم الأمارة بالسلطة والكراسي  لا بما قررت صناديق الاقتراع وإرادة الناخبين  في محطتين بارزتين  الأولى  يوم 26 أكتوبر 2014  والثانية يوم 21 ديسمبر 2014  .. ؟  ولسنا ندري إلى متى سيظل التونسيون الذين هبوا مثنى وثلاث ورباع في الانتخابات التشريعية والرئاسية لترجيح كفة الباجي قائد السبسي وحزبهولدحر حكومة الترويكا التي  أبانت عن فشل ذريع  في إدارة الشأن السياسي ، سفينة تتقاذفها أمواج السياسيين يمنة ويسرة إرضاء لفلان وعلان .؟ ولسنا ندري إلى أين يمضي بنا حزب نداء تونس الذي عهدت إليه مهمة إصلاح ما أفسدته حكومات ما بعد 14 جانفي 2011 .؟   


.. .والغريب أن التونسيين الذين غفروا للسبسي زلته الأولى التي مكنت حركة النهضة وأتباعها من السيطرة على مفاصل الدولة بعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي يوم 23 أكتوبر 2011 وجدوا  أنفسهم مرة أخرى أمام مشهد سياسي عائم غائم يريد أن يعود فيه جماعة الإخوان إلى السلطة من جديد حتى تصدق مقولة زعيمهم الشيخ راشد الغنوشي  " خرجنا من الحكومة ولم نخرج من الحكم " ..فمنذ أن بدأت المشاروات حول تشكيل الحكومة عاد الحديث عن تسميات ظننا انها قد انتهت مع نهاية المرحلة الانتقالية من قبيل " حكومة وطنية " و"حكومة ائتلاف وطني""وحكومة كفاءات " وغيرها من التسميات التي يراد من خلالها إيجاد منافذ لعودة حركة النهضة ومن ناصرها  رغم أن صناديق الاقتراع قد لفظتهم لما أدركت أنهم خلال فترة حكمهم قد حق فيهم قول الله سبحانه وتعالى " قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً  وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ" ...


إن التونسيون الذين انتخبوا الباجي قائد السبسي وحملوه أمانة أصواتهم وأركبوه سفينة الإنقاذ لما يتمتع به من حنكة سياسية أصبحوا على أيامنا هذه يتوجسون خيفة من أن يلدغوا من الجحر مرتين ، خاصة وعديد المؤشرات تؤكد أنه يهتدي بنصائح زعيم حركة النهضة ويحاول أن يكسب ودها  بمنطق التسويات والترضيات  بدعوى عدم التغول ، وهو أمر لا يخلو من خطورة ..  وأخشى ما نخشاه في هذا المقام أن يقرع التونسيون في يوم ما سن الندم  قائلين بصوت واحد " رجعلي صوتي "  ..والحقيقة ونحن نرى ما يجري من مناكفات سياسية إنما نتساءل :  هل أن رئيس الدولة الباجي قائد السبسي وهو العارف بالتراث العربي عموما و بالأمثال الشعبية خصوصا  لايدرك ما لقولة أجدادنا " بان كثرة الرياستغرق المركب ، او تغرق المركب إلي  يكثروا رياسها من أمثلة في التاريخ القريب قبل البعيد ولنا في مثلت الترويكا خير مثال وما بالعهد من قدم  وهل أنه لم يتلو مرة قوله تعالى." "فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا " ..

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire