vendredi 8 août 2014

انتهت المسرحية حضرة الطرطور




آه كم كنت ممثلا بارعا حضرة الطرطور وأنت تدافع عن حقوق الإنسان على شاشة قناة الجزيرة ..آه كم كنت تلبس ثوبا غير ثوبك وتظهر انك معارض شرس قبل الثورة التي أطاحت بالرئيس الهارب زين العابدين بن علي.. ولما عدت مع جملة من عدت إلى ارض الوطن  وابتسم لك الحظ سقطت ورقة وانكشف سرك ومع ذلك ما زات تعزف إسطوانتك المشروخة حول النضال وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الخاطئة الكاذبة .ونحن حيثما قلبنا النظر خلال السنتين ونيف التي سكن فيها الطرطور قصر قرطاج  وجدنا أن الفتق قد غلب على الرتق بل إن الفتق ما عاد يحتمل رتقا .


فإذا بدأنا من مجالنا مجال السلطة الرابعة تذكرنا فضيحة الكتاب الاسود الذي سهر على تأليفه ونشره وتوزيعه  حضرة الرئيس بشماله نكاية في الإعلاميين الذين رفضوا العودة بالإعلام إلى حظيرة السلطان للتتبع مراسم الدفن والتوسيم والتابين  ، بل رأيناه وهو الحقوقي يرفع القضية تلو الاخرى ضد الصحفيين والمدونين الذين عوقبوا بطرائق عديدة من بينها السجن . وما منظومة التجسس على الهواتف خارج إطار الدولة وما عودة " 404" لحجب الصفحات الفايسبوكية المعارضة لسياسته سوى دليل على أن الحقوقي إذا ركب الكرسي كشر عن أنيابه  كعنترة العبسي ، ولم يتورع عن التجسس على أعضاء الحكومة والمعارضة على حد سواء .

أما عن العدالة ومجراها فلا تسل ويكفي ان نتوقف بعض التوقف عند ملف العفو الرئاسي الذي تاجرت فيه حاشية الرئيس بما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على بال أحد لنقول إن هذا المرفق قد بلغ مرحلة الوهن وأصبح عرضة للصادر والوارد فلا يستثني كينغ تجارة المخدرات " فابيان "ولا   الإرهابيين ( سمير الحناشي المتورط في أحداث سليمان 2006 )  ولا الانقلابين (مجموعة براكة الساحل ) ولا من اغتصب براءة الطفولة ( ناجي البحيري شقيق نور الدين البحيري )..ولا شك أن اخطر ما سيحاسب عليه الطرطور حسابا شديدا هو تدمير المؤسسة العسكرية في الداخل والديبلوماسية التونسية في الخارج ، فالجيش الذي حمى الثورة وما زال يحميها جزاه حضرة الطرطور جزاء سنمار فاغتال الجنود الطيبين و أفرغ  المؤسسة العسكرية من خير قادتها ، وأما الديبلوماسية التي كانت تمثل عزة تونس وشرفها فقد اصبحت وصمة عار بعد أن لاحقتها فضائح الفساد المالي ولا عجب في ذلك إذ بعض القائمين على سفارتنا مختصون في الميكانيك وبيع الهواتف الجوالة ..



هذه  مجرد شذرات من سيرة طرطور لا عمل له إلا  هدر المال العام و السفر بسبب ودون سبب فإذا اضفنا إلى ذلك كله علاقاته المشبوهة بقطر التي تدر عليه ببعض الدولارات  قلنا إن تونس لم يرحمها الله برئيس رؤوف بالبلاد رحيم والعباد بل ابتلاها بعميل جاسوس زرع في جسد الثورة فأفنى فيها كل روح وانتهت المسرحية نهاية مأسوية : إنها الخيانة العظمى يا مولاي ؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire