ستظل باكالوريا 2014 وصمة عار تلاحق وزير التربية التجمعي الهوى النهضوي المنقلب فتحي الجراي، فهذا
الوزير وإن كان الأخير زمانه - فيما تبقى
من المرحلة الانتقالية التي طالت واستطالت- فقد أتى بما لم يأت به الأوائل ودكّ حصون
التربية المنيعة التي عملت تونس بشق
الأنفس على تشييدها وباهت بها الأمم ..فحليف النهضة قد شنّ حروبا خاطئة كاذبة مع المربين معلمين
وأساتذة ومتفقدين وأبان خلال مشاوراته ومحاوراته ومناوراته مع مختلف النقابات عن فشل ذريع في إدارة وزارة التربية الأمر الذي دفع المربين ولأول مرة
في تاريخ التعليم الابتدائي في تونس إلى تنفيذ إضراب إداري هدد فيه
المعلمون بحجب الأعداد وشكك في التعليم الخاص الذي أصبح اليوم يمثل حلقة لا غنى
عنها في التكوين الأكاديمي بتونس ...ثم جاءت قاصمة الظهر وماأدراك ما قاصمة الظهر..
إنها الباكالوريا التي تمثل مفتاح الشهادات التونسية بل إنها تمثل صورة البلاد
الحقيقية ، ويبدو أن جماعة الإخوان والجراي
واحد منهم وبعد أن ملؤوا أرضنا إرهابا يرمون تدمير آخر معقل يدافع به التونسيون عن
وجودهم بين الامم فما الذي بقي للتونسيين
إن هم أضاعوا حصن التربية والتعليم .
فبلادنا منذ انطلاق الباكلوريا تنام على فضيحة لتستفيق على أخرى إذ شاعت
عمليات الغش، وذاعت " حروز"
النهضة وتمائمها رغم أن فتحي الجراي ما
فتئ يؤكد قبيل انطلاق موعد الباكالوريا بأنه قد تم توفير كل التدابير لإجراء
الباكالوريا في ظروف آمنة ؟؟ بل الغريب أنه تمادى في الضحك على الذقون فخلال إحدى
الحصص الإذاعية هوّن الوزير من عمليات الغش
واتهم الإعلام بالمغالاة وتضخيم الأحداث ؟؟
اعتداءات على المربين بالجملة هذا بكرسي يضرب وذاك بتهديد ووعيد يصيح ...تلاميذ
حيارى ..أولياء سكارى وما هم بسكارى ولكن وقع الفضيحة شديد..أماالجراي الذي بشر بفضائح الاعتداءات وتسريب الامتحانات
فحاله فيما نرى أسوأ من حال الجاهلي الذي قال فيه الله سبحانه وتعالى " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ
بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ
مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي
التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ " ...
والحقيقة أنه ليس من الغرابة
بمكان أن تصل وزارة التربية وهي من الوزارات الحساسة إلى ما وصلت إليه فالجراي
ومنذ أن أسندت إليه حقيبة التربية بدأ في الانحراف بالرسالة التربوية عن مسارها
القويم ولعل حديثه عن حرية اللباس ( اللباس الطائفي ) في أول تصريح كاف للقول بأنه قد
بدأ بداية خاطئة وهو يجني جراح الأشواك التي زرعها .
ولما
كان خير الكلام ما يغني قليله عن كثيره فالأجدى لوزير التربية فتحي الجراي أن يرحل
في صمت بعد أن يعتذر لكل العائلات التونسية عما لحقهم من أذى وعليه أن يعتذر
للسادة المربين أشد الاعتذار ..
عليه أن يرحل لأنه أشعل حرائق في النفوس والأفئدة
ولم يقدر على إطفائها ..عليه أن يرحل غير مأسوف عليه وهو يردد " لو كنت أعلم
خاتمتي ما كنت بدأت "
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire