samedi 24 mai 2014

show اكتمل ...و لا مناص من الحلّ... حلّ التأسيسي: السبيل الصائب لدفع البلايا ورفع المصائب




انجازات تأسيسية فاقت المستويات القياسية في العمل والعطاء وأطنان من الأوراق والأقلام استخدمت في المعارك التشريعية داخل القبة التأسيسية ، وربما زاحمنا البرلمانات الغربية بالأسئلة والاستجوابات بحق الرئيس والوزراء، ولا اعلم إذا كان رجال الاعلام مازال يبحثون عن مخزون معلوماتي من الأسئلة المثيرة والصعبة التي يمكن من خلالها أن يقحم بها وزرائنا  إذا استعانوا بأسئلة نوابنا الأعزاء وسفراتهم المتعددة وغياباتهم المتكررة، ولو كان الشابي مازال على قيدّ الحياة لربما تغنّى بالحياة التأسيسية  وقدّم كما هائلا من المدح والثناء لأصحاب السعادة الذين أشهروا كافة أسلحتهم التشريعية والرقابية مقابل أن ينعم المواطن بحياة هانئة وعيش كريم لا يزاحمه فيها فاسد متطفّل على قوته ولا حاقدا يتعايش على ضعف مؤسسات الوطن، وطيبة مواطنيه.


وكالعادة يخرج  علينا نوابنا الميامين  (الا  نزرا  قليلا  عرف أن  القول بالحقيقة فضيلة )  في البلاتوات   الإعلامية يجمعون من خلالها حصاد مجلسهم  الموّقر ، ويسردون علينا أهم القوانين والتشريعات التي صادق على توقيعها ، و أهم المحطات الحافلة بالانجازات و ممارسة ديمقراطية قلّ نظيرها في البلاد، حتى بات رئيس وزرائنا ورفاقه يحبسون الأنفاس عند دخولهم عتبات مجلسنا البهلواني  خوفا من وابل الأسئلة والاستجوابات، قد تغيّر مسار موكبه إلى مسقط الرأس ليخلد للراحة ويسلّم الراية لفارس آخر يكمل مسيرة العطاء والنماء الموعود. والحقيقة المؤلمة اليوم   تؤكد  أن الحديث عن انجازات أصحاب السعادة وبطولاتهم أمام شعب صنّف على انه من أكثر الشعوب وعيا وثقافة أمرا صعبا؛ لان جماليات اللغة والكلام المعسول ولباقة الألفاظ ولغة الإقناع، لم تعد تجديّ نفعا حتى الصراخ والمزاح والتمثيل بات هو الآخر لعبة مكشوفة ...


 و اليوم  و بعد  تجربة سياسية مريرة و فاشلة و بعد هدر للمال  العام  ذهب  هباء منثورا و بعد أن تقطعت  سبل  الشرعية إربا إربا   و أضحى المجلس التأسيسي  عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة  و بعد  أن تمخض فأنجب دستورا و قانونا انتخابيا  معتل ّ  ليس  أمامه  سوى الانتحار  رحمة و رأفة بالبلاد و العباد  و تفاديا لكل إهدار للمال العام  كلفنا ما  يساوي  مقدار مئات  المشاريع في الجهات المحرومة  والمهمشة  لذلك  كان  الطلب ملّحا  و السؤال  المحوري هو الرحيل أو الحل أو الاضمحلال  أو التخلي أو الاستقالة أو الموت   المهم أن لا يعود  أبدا ...


 شعور بالضجر والملل من مجلس الملل والنحل  

شعوري وكثيرين معي، بأن الزمان تغير كثيراً، يجعلني أحافظ على إيمان عميق، بأننا بعد فترة تقصر أو تطول، سنضحك ملء أشداقنا على “اليقين السياسي” الذي يحاول دعاة الشرعية الوهمية  التمسك  بالمجلس التأسيسي ، متصورين أن في وسعهم فعل ما يشاؤون، بمزاعم  الذود عن مصلحة الأمة، وأنهم سيظلون بمنأى عن الحساب والكتاب.
يعتقدون أن مشروعية عظمى تسمح لهم بفعل كل شيء.  و تذكرنا في هذا   الصدد  مقولة مقرر الدستور " سنظل  جاثمين  على صدر الشعب أبى من  أبى و كره من كره "  دون أن  يدرك أن  حلّ المجلس الوطني التأسيسي  أصبح طلبا ملحّا لعدد كبير من الشعب التونسي حيث بدا واضحا بأن أعضاء المجلس المنتخبين كشروا عن أنيابهم وأصبحت غايتهم الوحيدة هي الوصول إلى الكراسي دون خدمة هذا الوطن وباتت المحاصصة هدفهم الأوحد من أجل الانتقام وتصفية الحسابات الشخصية بدعوى التغيير والتطهير. تصريحات بعضهم أشعلت نار العروشية والجهوية وتصرفات البعض الآخر أساءت لسمعة تونس الثورة. فهم يقضون جل أوقاتهم في مناقشة المنح التي سيتمتعون بها. واحتلوا البرامج الاذاعية والتلفزية وكل من خالفهم الرأي أهانوه ونبذوه. فهجر مفكرونا وأساتذتنا وعلماؤنا منابر الحوار. وعادت قنواتنا الإعلامية إلى عاداتها القديمة...


أضغاث أحلام

...كان المجلس الوطني التأسيسي مطلبا شعبيا  و ملجأ ظنه العديد من الأحزاب و الشخصيات و النخب السياسية منفذا للخروج من بوتقة اللاشرعية  و حمّله الشعب مسؤولية التأسيس لديمقراطية ناشئة بزرع أولى بذراتها وهي الدستور ..آملا أن يزيل عنه هم مجلس النواب السابق الذي تحول في انصياع باهر و طاعة لا مثيل لها للمخلوع إلى مجلس دواب...مرت السنون ...فانقلب السحر على الساحر ...و تحول الأمل إلى خيبة...و فاجأ المجلس التأسيسي كل الملاحظين و المهتمين للشأن السياسي  و خذل انتظارا تهم لا لعدم إيفائه بعهوده في المدة المحددة بل لتحوّله إلى ما يشبه حلبة تبادل التهم و السباب و التعلق بالقشور متخليا عن اللب  لا سيما أنه أصبح مستنزفا بعمق للأموال العمومية و سببا مباشرا في تأخر المواعيد السياسية الكبرى و على رأسها الانتخابات ...و ظهرت عبر أرجائه مظاهر اشمئزاز وتقزز و فنون التهريج و الصياح  زد عليها الغيابات المتكررة ... ولا  فائدة دون جدوى تذكر ... و لا عمل يشكر


 أسباب المطالبة بحلّ التأسيسي 

لم يكن  المجلس  التأسيسي يوما  مدعاة للمفخرة عند التونسيين  بقدرما كان  سببا في   النكد و الهمّ خاصة و انه  جمع في أحشائه أطياف من الأجناس  منهم من هو معدنه ذهب  وهم قلّة تعدّ على أصابع اليد و منهم من هو  معدنه النحاس و لعمري أنهم كثيرون ... و لئن  تشدق  العديد من النواب الراغبين  في البقاء مدى  الحياة  على كراسي قبة باردو  بان  المجلس سيد ذاته فان الحقيقة المؤكدة أن المجلس اصبح مهزلة  في  حد ذاته   و تجلّى ذلك في  :  


1 من مجلس  إلى سرك

أصبح القاسم المشترك بين المجلس التأسيسي و السرك هو صناعة "الشو""show" حيث افلح أعضاء المجلس على غالبيتهم في جذب انتباه المتفرج و لفت أنظار الجمهور و ادخل البسمة الممزوجة بالحيرة بل ذهب بعيدا عن دون قصد في دفع التونسي إلى التأمل و حب الحكمة بل التفلسف من خلال أطروحات غريبة تقدم في بعض المداخلات تطال حتى عالم الغيب وأهمها مداخلة النائبة سنية تومية التي اقترحت في لحظة إبداع قصوى إنشاء بيت للشهداء يتلاقون فيها ...
من فنون السرك التأسيسي –وفي إطار الاستطراد كان لابد من وجود من فكرة للقيام بجولة استعراضية له  و لم لا  تكون ذات صبغة عالمية -الصعود المدوي الذي أتاه النائب عن العريضة الشعبية  سابقا "الجديدي السبوعي" بعد أن تسلق طاولته و أذّن في نواب التأسيسي انه حان وقت تدخله ..ثم مداخلة محمود البارودي الذي تنكر لأصله و هويته و وظهر كأنه طائر مهاجر لا علاقة له بدولته و جمهوريته التي أجهد نفسه في الاستعارة من قواميس حكومات بعض البلدان في أمريكا الوسطى و منطقة بحر الكاريبي و دول أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا ليطلق على الدولة جمهورية الموز ...ثم إبراهيم القصاص الذي كان بمثابة نجم السرك   جعلت منه  حركاته البهلوانية معشوق الجماهير الذي تنتظر مداخلته لتفريغ المكبوت من هم البلاد و مأزق الحياة اليومية كيف لا وهو الذي اقترح أن يصعد كل نائب إلى قبة البرلمان و يلقي بنفسه لينتحر ...
لقد أفحمنا القصاص بتداخلاته التي لا ترتقي إلى الصفر فاصل و مكث يستعرض في عضلاته و يتحدث بكل فخر واعتزاز عن فحولة سائق نقل ريفي إلى  أن خلع قميصه المصْفّر والمرسم عليه شمس الحامدي إلى ارتدى بدله قميصا ورديا صور عليه النخلة المائلة لصاحبه قايد السبسي قبل أن يجد نفسه خالي الوفاض سياسيا  فخرج بيد فارغة و أخرى لا شيء فيها  


وفي  صناعة "الشو"  إبداع أكثر متعة تحوّل بعد أن زاد عن الحد إلى الضد وهو تزوير التصويت حيث عمد أكثر من نائب إلى التصويت أكثر من مرة بدلا عن زميل له و تحول التصويت إلى ما يشبه الغش في الامتحان بل و تكرر الأمر ودار على كل الكتل رغم انه يتنافى وقانون التنظيم الداخلي للمجلس  واهم عرض في هذا المضمار قدمته لبنى الجريبي  ...ثم المداخلة الشيقة التي أطلقتها نائبة النهضة و التي تدعو إلى حل أزمة الماء حتى يتمكن الناس من إتمام حفلات زواجهم..و آخر ادعى فحولته في نطقه بلغة الضاد و كان به تحول غالى ابن النحوي رفض و لفظ النائبة التي تتكلم باللغة الفرنسية...ثم حدث و لا حرج على اقتحام الأجسام الغريبة لقبة البرلمان على غرار كرة القدم و الظواهر الغريبة كالبكاء المتصابي و دموع التماسيح و إضراب الجوع..


و لكن الأدهى من هذا كل العنف و المطاحنات التي برزت في التأسيسي و التي راجت في الفضاء العمومي تأثرا بعنف المجلس الذي أضحى نوابه ينهون عن المنكر و يأتونه ....و إن كان فن السيرك في عمومه محبّذا خاصة لدى الناشئة و الأطفال فان هاته الشريحة عبرت ببراءتها عن امتعاضها الشديد من فن التهريج الذي لا يمتعها و ذات الموقف اتخذه الشيب و الشباب و الكهول حيث  عبرت مواطنة تونسية قالت أنها تبلغ الخمسين من عمرها عن سخطها وخيبة أملها مما أسمته مهازل المجلس التأسيسي وقالت أنها تطالب باسترجاع صوتها الذي منحته إلى مصطفى بن جعفر أمين عام حزب التكتل


2 حياة المجلس المعتّلة 

 اصبحت المقارنة جائزة و مشروعة  بين ما يشهد المجلس التاسيسي من مراوحة بليدة   من تآزر في الرأي و  إلى الاختلاف  الذي  يفسد للود قضية   وبين  حياة الغربان التي من المتعارف عنها أنها   تقوم بإصدار أصوات عالية ذات ترددات مختلفة تعتبر لغة التعارف فيما بينهم فلكل نوع من الغربان صوت بتردد معين وهذه الترددات بمثابة شفرات استخبارية للمجموعة الواحدة, فسماع احد الغربان لصوت غراب آخر غريب عن نوعه أو غريب عن قبيلته يجعله يصدر اصواتا مستمرة عن طريقها تتجمع جميع قبيلته وتحشد جموعها وتتصدى لهذا الغراب الغريب عنهم وتبدأ في قتاله لهذا فهي تؤمن بان الكثرة تغلب الشجاعة... و ما   رصدنا    لحياة  الغربان  إلا ضرب من المحاكاة المستوحاة من أول نشأة الإسلام  و ما يحمله الغراب من معنى انه علم الإنسان كيف يدفن أخيه الإنسان بعد واقعة قابيل وهابيل و لعل الترميز بالغراب للمجلس  التأسيسي في دلالة بارزة على  انه حان الوقت  لنتعلم عن الغراب دفنه ...


استنزاف للثروة  و الثورة

 لا يختلف اثنان  في كون   الدستور التونسي  مثلّ  الافة الكبرةى للبلاد من خلال  لهف  مال   الخزينة العامة  بدرجة مقيتة جدا  كيف  لا وهو وحده كلّف الخزينة العامة  في حدود 115 مليون دينار   ...و استناداً إلى النسخة النهائية من مشروع الدستور (146 فصلاً)، وباحتساب ميزانية 2014، فإن تكلفة الفصل الوحيد ستكون في حدود 788 ألف دينار (475 ألف دولار وقد خصص مشروع ميزانية الدولة لسنة 2014 ميزانية للمجلس التأسيسي تقدر بـ26 مليوناً و14 ألف دينار، مقابل 25 مليوناً و488 ألف دينار سنة 2013، أي بزيادة تناهز 600 ألف دينار.
وكانت ميزانية المجلس لسنة 2012 تقدر بـ17 مليون دينار، غير أن هذه الميزانية عرفت زيادة في قيمتها بمناسبة الميزانية التكميلية خلال 2012، حيث ارتفعت من 17 مليون دينار إلى 22 مليوناً و230 ألف دينار، ارتفاعاً بـ5 ملايين و230 ألف دينار، وذلك بغرض مجابهة النفقات المرتفعة للمجلس، بما في ذلك الأجور والمنح.
وفي ميزانية 2013، قدرت ميزانية المجلس بحوالي 25 مليوناً و488 ألف دينار، بنسبة زيادة 13%. وحدد مشروع ميزانية 2014 للمجلس التأسيسي موازنة بنحو 26 مليوناً و14 ألف دينار.
وبذلك تكون جملة الاعتمادات التي رصدت للمجلس التأسيسي منذ بداية عمله إلى شهرجانفي 74 مليون دينار، يضاف إليها نفقات العملية الانتخابية 41 مليون دينار، لتصبح جملة التكلفة للمجلس التأسيسي 115 مليون دينار، وهي تكلفة إنجاز الدستور... هذا دون اعتبار  الاموال  و النفقات القادمة


 رسالة خاصة جدا إلى  النوّاب


        نحن لا نسألكم إلا الرحيلا 
وعلى رغم القباحات التي خلفتموها 
سوف لن ننسى لكم هذا الجميلا 
ارحلوا 
أم تحسبون الله لم يخلق لنا عنكم بديلا؟
أي إعجاز لديكم؟ 

هل من الصعب على أي امرئ.. أن يلبس العار 
وأن يصبح للغرب عميلا؟
أي إنجاز لديكم؟ 
هل من الصعب على القرد إذا ملك المدفع.. أن يقتل فيلا؟
ما افتخار اللص بالسلب 
وما ميزة مَن يلبد بالدرب.. ليغتال القتيلا؟
احملوا أسلحة الذل وولوا.. لتروا 
كيف نُحيلُ الذلَّ بالأحجار عزًّا.. ونذلُّ المستحيلا


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire