samedi 24 mai 2014

هوامش على دفتر الربيع العربي: هكذا تضيع الأوطان بين سذاجة الإخوان وخبث الأمريكان




رغم اختلافنا مع  أكثر ما جاء في كتاب  " هادي دنيال " "  الربيع العربي يتمخض  عن خريف إسلامي  بغيوم صهيونية " فإننا نشاركه الرأي في  العديد من الأطروحات وخاصة في توصيفه لتجربة الإسلام السياسي بالخريف  وما يرمز إليه من حفيف وفحيح : حفيف الأوراق التي شاخت وهرمت وبانت عورتها  بعد أن تخلى الأمريكان عن حلفائهم من تيارات الإسلام  السياسي وفحيح الأفاعي التي تريد ابتلاع ما تبقى من شيء يستحق الحياة في البلدان التي عرفت ما يسمى بالربيع العربي  وهي تسمية تثير أكثر من سؤال وتطرح أكثر من استفهام .


فأحداث تونس انطلقت ذات خريف وتطورت ذات شتاء ( 17 ديسمبر و14 جانفي 2014 )  لم تجعل دماء الشهداء ورودا مخضوضرة في ربيع تونس الخضراء  بل كان حصاد الهشيم  نصيب أبناء الجهات المحرومة والحواري الفقيرة  بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على هروب المخلوع ، وليست تونس في هذا البلاء إلا كمصر وليبيا وسوريا ... ولسنا نبالغ إذا قلنا إن حكاية الربيع العربي ليست سوى  مسرحية  ألفها الأوروبيون و ( ونفذها جماعة  الإخوان ) قطر ( برعاية من دولة يهودستان) ؟؟  وإلا فبأي معني في مصر أن يذهب جنرال ( مبارك ) ويأتي جنرال ( السيسي ) .. والطغيان هو الطغيان موتى وجرحى وقتلى وليس بالإمكان أحسن مما كان ..وليس الامر في تونس ببعيد عن مصر وإن اختلفت الأحوال ففي ربيع الأخوان دمدمت الصواعق فاغتالت من اغتالت  وأعمت من أعمت بالرش  والمسحوق هو الإنسان ..   ولعل ما يجري في ليبيا على أيامنا هذه من أحداث تنذر برحب أهلية خير دليل على أن ما يدور على الأراضي العربية ليس سوى أفلام ..

 إن  مسرحية الربيع العربي الذي دبرته الولايات المتحدة الأمريكية  بتعاون فرنسي إيطالي( أوباما ، ساركوزي وبرلسكوني )  وهندسها اليهودي  برنار ليفي  تشهد في نهاية ربيع 2014  أسوأ مراحلها:  انتخابات في مصر ألغت البرلمان وترقب مشوب بالحذر خاصة بعد أن أعلن السيسي حربا لا هوادة فيها من أجل اجتثاث الأخوان المسلمين .... اضطرابات في ليبيا وتهديدات بين الفصائل المتناحرة



فاللواء الليبي المتقاعد  خليفة حفتر يشن حربا " تطهيرية" على التنظيمات الجهادية  وأنصار الشريعة  يتوعدونه بمصير معمر القذافي ....احتجاجات في تونس تنادي بحل المجلس التأسيسي الذي مكث ثلاث سنين عجاف ليلد دستورا مشوها كلف التونسيين مئات  المليارات ...انتخابات خاطئة كاذبة ستجرى في سوريا التي أصبح الموت فيها عادة يومية .. والطريف أن الربيع العربي الذي ذهب ببن علي ومبارك والقذافي ذهب أيضا بصناعه فقد رحل ساركوزي تاركا الحكم لفرانسوا  أولاند  كما رحل بارلسكوني ليخلفه ماتيورنزي ورحل حمد بن خليفة بعد أن جعل ابنه تميما خليفة له ولم يبق من أيادي الربيع العربي الآثمة إلا أوباما وزياد تقي الدين ..




هكذا قدر " خير أمة أخرجت للناس " فهي خير أمة أخرجها الحكام من بلوى إلى بلوى أمة ترقى فيها العار من بيع بثمن إلى بيع بلا ثمن ..وتحول فيها  الربيع من  " مستعمر غاز إلى مستعمر وطني " فهل سيعيد التاريخ نفسه ونقول ما قال ابن أبي ضياف قبل استعمار تونس سنة 1881 " نسأل الله حسن العاقبة "

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire