كلّما تابعنا رئيس الحكومة المهدي جمعة في حلّه
وترحاله داخل البلاد وخارجها تداعى إلى الذّاكرة ما قاله شاعر العرب أبو الطيب
المتنبي " إذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام "...فالرّجل ما فتئ يؤكد من رحلة إلى أخرى أنّه يتّبع "أقوم المسالك في معرفة أحوالك
المالك " وأنّه لم يهرول كحكّام الترويكا حبّا في السّفر وإهدارا للمال العام
، بل سعى ويسعى أن ينطلق من أرض محروقة ليصلح ما أفسده أسلافه الذين حكموا لثلاث
عجاف فأهلكوا الزرّع والضّرع .
فهو بعد أن تفقد ثغوره الداخلية التي نما فيها الإرهاب وربا ( الجنوب التونسي
وجندوبة ) وبعد أن زار القريب الحبيب ( الجزائر ) معلنا أن ّ الأقربين أولى بالزيارة شدّ الرحال في نفر قليل إلى دول
الخليج معلنا أن ّ تونس وإن بعدت بها الدّيار وشط ّبها المزار هي أقرب إلى تلك الدول من حبل الوريد . وكانت النّية أن تكون القارة
العجوز المحطة الموالية لجدول الزّيارات التي برمجت بحسبان وإتقان يدلاّن على أنّ السياسة دون عقل راجح عويل ونكاح
في الصحراء ، غير أنّ الحراك السياسي في فرنسا حول الانتخابات البلدية أخّر هذه الزيارة " وإنما الأعمال بالنيات " ...
ثم رحل معززا مكرّما إلى الولايات
المتحدة الأمريكية بدعوة شخصّية من رئيسها باراك أوباما وقد بدأت الزيارة تأتي
أكلها حتى وهي لم تنته بعد ولعلّ في " رفع تحذير السفر إلى بلادنا ما يبشّر بنجاح الزيارة " على حدّ عبارة
جمعة نفسه الذي وعد أيضا بأنه سيتباحث مع
الامريكيين الدعم اللوجستي لمحاربة الإرهاب ...وقريبا سيزور رئيس الحكومة القارة
الآسيوية في إطار ما سمي ب"
الديبلوماسية الاقتصادية " ومن
المتوقع أن تتحصل تونس في موفى شهر جويلة
2014 على ضمانين أمريكي وياباني تترواح قيمتهما بين 600و700 مليون دينار "...
وقد لا ترانا في هذا
المقام فيحاجة إلى التذكير بالثمار التي جنتها البلاد التونسية من زيارات المهدي
جمعة إذ الافعال تنوب عن الأقوال بقدر ما ترانا في حاجة أن نهتم ولو قليلا بالصورة
التي يحاول رئيس الحكومة وبعض وزرائه الظهور بها ونقصد تلك التلقائية والابتسامة
التي لا تفارق محياهم رغم الأوجاع
التي تعتمل داخلهم لمعرفته الدقيقة بحال البلاد ...وهي صورة نجدها
عند الذكر والأنثى ...ففي بادرة ظريفة لطيفة وجدنا ه وزيرة السياحة أمال كربول تتحول
إلى مستشهرة تروّج للسياحة التونسية في
ومضة إشهارية لاقت استحسانا غير قليل في
وقت كانت فيه سهام بادي تلتقط صورا مع حذاء ليلى الطرابلسي " وكل إناء بالذي
فيه يرشح " ...
أما جمعة فهو يحاول ألا يظهر بصورة العبوس القمطرير الذي هدّه
السهاد خوفا على حال البلاد والعباد بل
أخذ السياسة كما جاءته مبتسما مستبشرا ..ولعل لا أصدق قول يعبر عن صورة المهدي جمعة وهو يواجه الإرث الثقيل
التي تركته حكومات الفشل السابقة كقول المتنبي
تمرّ بك الأبطال كلمى
هزيمة .. .. ووجهك وضاح وثغرك باسم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire