mardi 11 février 2014

رسالة "سبارتكوس"




إلى المسبّحين باسم "الشّيخ" وإلى المؤمنين بظهور "المهديّ"
قبل إبصار دلائل إعجازه الاقتصادي والسياسي...

إذا رأيت دمع وزير أو شعرت غيظه المكتوم فاعلم أنّ السقوط عن الكرسيّ قد آلمه...
ولك أن تسأل بعد ذلك هل سقطت "الترويكا "أم أُسقطت؟  
هل أحبّ أعضاء حكومتها الوطن حدّ النّزول طوعا وتضحية ؟ أم فشلوا في إدارة البلاد وحفظ أمانة حراك شعبي من أجل وطن أكثر عدلا وكرامة  أودعهم إيّاها من حرّرهم وحرّرنا...أمانة سُلّمت لهم ذات انتخابات حين احتشد الناس أمام مكاتب الاقتراع لأنّهم أحسوا للحظة أنّ لهم صوتا سيجعل منهم مواطنين من نفس الدّرجة أمام قانون يعلو عن كل تصنيف طبقي للمواطنة   بحسب العشائرية الحزبية  أو الجهوية أو الطبقية الاجتماعية؟
هل فشلوا حدّ الانحدار والتهاوي من ذرى شرعية انتخابية لوّنوها زيفا وغرورا بشرعية ثورية وأخرى إلاهية ...شرعيات خالوها مقدّسة خالدة رغم نجاسة السياسة وحتمية التحوّلات التي لا يخفف من وطأتها غير تطويع النفس على ثقافة التّداول حتى لا تسرقهم شهوة السلطان من أحلام الضحية أن يسقط الجلاد ليشيع الحرية والمساواة والكرامة ...


 فإذا تربّعوا على الكرسي أنكروا ما كان لهم من الأحلام وتلبّسوا هوس الجلاّد يالسيادة المطلقة التي لا ينقدها إعلام ولا يتحدّاها معارض بعبارة "لا"
فإن فعل عُدّ شيطانا يعصي أمر سلطان أخذه الغرور حتى استعاض عمّا وسم به الانسان من التعدد والتنوع والاختلاف بما وسم به الإله من وحدانية وتفرّد
قيل أسقطتهم أخطاؤهم ...
وقيل أسقطهم الضغط الداخلي للمعارضة في اعتصام دعاهم إلى الرحيل...
وقيل أسقطهم الضغط الخارجي لقوى عظمى تسطّر مصائر الشعوب...
أمّا هم فيزعمون أنّهم ارتضوا التنازل لأجل نزاهة الانتخابات القادمة ولأجل وحدة وطن صارت تمزقه المصالح الحزبية والعقائد الأيديولوجية العمياء...
وأمّا نحن فندعو كلّ المواطنين أن يتيقّظوا...أن يظلّوا رقيبا لكلّ العابرين المتهاوين عن الكراسي أو المعتلين لها...
ندعو كل المثقفين أن يرتقوا إلى قول غرامشي" المثقف الذي لا يتحسس آلام شعبه لا يستحق لقب المثقف..." فليس مثقفا ذاك الذي أحنى قلمه وأجّر مصدحه وسخّر أدوات التفكير ليسبّح بقداسة الشيخ متملّقا متزلّفا طامعا في مرضاته...


وليس مثقفا ذلك الذي أمضى أوراق كتابه صكوكا بيضاء ينفقها استباقا إيمانيا  بحلول "مهديّ" منتظر قبل أن يبصر دلائل إعجازه السياسي والاقتصادي...
   أيّها المختصّون في صناعة الأصنام...يا من تعلّمون الحكام المنتخبين أن يصيروا قياصرة بانحنائكم وتسبيحكم بأسمائهم...يا أيّها المنظّرون للطاعة العمياء لأولياء الأمر ...يامن تشيطنون الشعب إن تيقّظ والمعارض إن راقب , والإعلاميّ إن نقد...آن لكم أن تفهموا كلمات سبارتكوس الأخيرة صاغها أمل دنقل

"المجد للشيطان...معبود الرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم
من علّم الإنسان تمزيق العدم
من قال " لا " .. فلم يمت ,
وظلّ روحا أبديّة الألم.."

.هي لاء النقد والمحاسبة وليست لاء العدمية إن أحسنتم القراءة والتّأويل
لاء الشك المؤدّية إلى اليقين...اليقين أنّ لحكومة التوافق رغبة حقيقية وأداء يصدق النية في إصلاح ما أفسده فشل من سبقهم و ما شاب عملهم من حسابات حزبية كان لها ما كان من الآثار على البلاد أمنيا واقتصاديا ومن تشتيت وحدة الشعب  
هي لاء شيطان لا يرى في الحاكم إلها أو قدّيسا
هي لاء رفض لأن نقبع في زمن معاناة سبارتكوس الذي حدّث به دنقل حين قال
"لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد ! "
لكن يحق لنا -اليوم- أن نحلم بعالم سعيد...عالم نصير فيه مواطنين بعد أن كنا عبيدا ...وسنمسك أحلامنا بأيدينا حين يستعيض مفكرونا عن آلة التبرير لمن "أصبح حاكما" تزلّفا ونفاقا بآلة النّقد البنّاء...وحين يستعيض الشعب عن عقيدة الولاء للحاكم بالرّأي الذي يحدد نسبة نجاحه ونسبة فشله بما حققه من وعود لأجلها انتخب أو بفضلها اتفق على تعيينه
سنجعل "لاء" الشكّ والنقد-إذن- سابقة لِ"نَعم "الانحناء إلى أن يكذّب أداء "المهدي" لاءنا...وسنرفض التسبيح باسم "الشيخ" وسنطلب أن يصدق قوله العمل...

لأننا "نحلم بعالم سعيد" ..."لا يخلف فيه القيصرَ قيصر جديد..."



          -فتحي البوزيدي-

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire