vendredi 10 janvier 2014

افتتاحية : احتجوا كما شئتم إننا ههنا قاعدون !




في شمال البلاد وجنوبها اعتصامات واحتجاجات تطالب بوضع نهاية لفضائح حكومة الترويكا التي أبانت عن فشل ذريع في جميع المستويات ، وفي شرق البلاد وغربها غضب واحتقان وأصوات تدعو  أناء الليل  و أطراف النّهار إلى الإسراع بإنهاء حكومة علي لعريض وتشكيل حكومة تصريف أعمال علّها تنقذ ما تبقى من وهج ثورة اغتصبها الإخوان وأهلها ينظرون .


  وقد جاء حديث الإتاوة بالتزامن مع صندوق الكرامة فجعل البلاد على كف عفريت  وزادها تأزما على تأزم : حرق لمقار أمنية وحزبية قطع للطرقات إغلاق للمنشآت العمومية وإضراب عام بولاية القصرين التي قدمت مئات الشهداء والجرحى إبان ثورة 17 ديمسمبر 2011.  وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه رأيا سديدا للحكومة المنتهية شرعيتها وجدنا نور الدين البحيري وفي تصريح على درجة من الغرابة والغباء السياسي يقول : إن الشعب الثائر لم يفهم قانون المالية وأن بعض الجهات تعمل على تعكير الصفو العام وتدعو إلى الاحتجاجات دونما سبب ؟


ولكن  حديثك يا هذا في النافخات زمرا فلا حركة النهضة تنوي الرحيل ولا شركاءها الصوريين في الحكم  يريدون لها الرحيل وما التصريحات التي تتفق في عدم الرحيل وتختلف في التبريرات سوى آيات بيّنات على أن الأمور لا تجري إلى مستقر لها .. وإلا فبأي معنى يصرح العجمي الوريمي فيقول " إن حكومة لعريض لن تقدم استقالتها مالم يتم تطبيق كامل بنود خارطة الطريق ؟؟ أو بأي معنى نفهم قول وزيرة شؤون المرأة سهام بادي " استقالة الحكومة لن تكون إلا بعد إمضاء علي لعريض على الدستور والانتهاء من هيئة الانتخابات ..استقالة الحكومة مرتبطة بتلازم المسارات ؟؟؟ إن هذه الرسائل وغيرها تؤكد في غير شك  أمرين اثنين على الأقل يتلخص أولهما في أن حركة النهضة غير جادة في الحوار الذي طال واستطال إلى حدّ يئست معه أكثر الفئات تفاؤلا  ويدور ثانيهما على أن شهوة السلطة قد استبدت بالثلاثي الحاكم فارتوى وانتشى وتراخى في ضبط المواعيد وفي الوعد بها  قائلا للجماهير العريضة الغاضبة " احتجوا كما شئتم إننا ههنا قاعدون !


ما جزاء الإحسان إلا الإساءة  هكذا  تحدث فلاح  بسيط من معتمدية قعفور التابعة لولاية سليانة  وهكذا احتج موجزا في القول  رافعا لافتة كتب عليها " زرعنا النهضة فحصدنا النكبة " وليس صندوق الكرامة  سوى مثال حي على أن  حركة النهضة التي اختارها الشعب أمينا على الثورة خانت الامانة ولم تكتف بذلك بل ما فتئت مع الايام تفرغ جيوب الفقراء والمساكين لتملأ بها خزائنها وصناديقها .

وعموما فالحراك الشعبي الذي تعيشه تونس والذي قد يتحول إلى عصيان مدني أو ثورة جديدة  يؤكد قطعا ألا مجال لهذه الحكومة أن تواصل الطريق لأنّ كل الدروب أمامها مسدودة وخلاصها في ترك الكراسي لأهلها .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire