تناقلت
صفحات التواصل الاجتماعي بسرعة قصوى
"الحدث الكبير" حسب ما أوردته
وسائل الإعلام الموازية للحكومة و
الناهمة من كاستها و الممولة من طرف حكامها الجدد ، خبر قيام شركة النقل
بالساحل يوم 19 مارس 2013 بتوزيع الدفعة الأولى المتمثلة في 13 من 28 حافلة جديدة على
كل من ولاية سوسة و المنستير والمهدية في انتظار الدفعة الثانية المقررة خلال بضع أيام
و قرنت بين هذا الحدث باحتفال تونس بالذكرى الـ57 للاستقلال لتزويقه
و الترويج له على كونه
انجازا عظيما و أشارت تلك الوسائل
التي تعد بمثابة بوق دعاية إلى انه انتظم في فضاءات إقليم المهدية التابع لشركة النقل
بالساحل موكب بحضور كل من والي المهدية محمد ناجم الغرسلي و المنصف بن سالم الرئيس
المدير العام لشركة النقل بالساحل ناقلة
التصريحات الغوغائية التي أكدت أن هذه
العملية تعد خطوة أولى لتلبية رغبات السكان
و تخفيف معاناة التلاميذ، كما استبشر بهذه الحافلات الجديدة التي من شأنها أن تخفف
من الصعوبات التي يلاقيها المواطنون أثناء التنقل مؤكدة أن الحاجة ما تزال ملحة إلى
تعزيز أسطول النقل العمومي بالجهة مصورة الحفل
البهيج الذي التأم في كل من المهدية و المنستير و راسمة بطريقة سخيفة ذكرتنا بالإعلام البنفسجي
صور الفرحة و الابتهاج ... و اليوم بعد مضي زهاء 8 أشهر على عملية توزيع
الحافلات الجديدة عادت اغلبها إلى المستودع
و السبب هو أن هذه الحافلات تمثل خطرا محدقا بل هي حافلات الموت أن صح التعبير ...
حقيقة نكتشفها لاوّل مرة
الثورة نيوز من جانبها نبشت في
الموضوع و كانت سبّاقة في التحرّي فيه و إبراز الحقيقة كاملة دون زيادة أو
نقصان والتشهير بالفضيحة التي تعمل أطراف
متنفذة داخل شركة النقل بالساحل إلى
التستر عنها بوصاية مباشرة من المنصف بن سالم الرئيس المدير العام للشركة و
القادم من رحاب شركة المترو الخفيف في زمن
عبد الكريم الهاروني ...
و فصول الحقيقة تؤكد أن
شركة النقل بالساحل أبرمت صفقة في
شهر افريل 2013 لاقتناء 20 حافلة من نوع مرسديس
من شركة " ايكار "
أو" اس تي يا" سابقا ... و هي
حافلات ذات عربتين مزدوجتين ... و لئن لم
نتحصل بعد على عقد الشراء و ما نصت عليه بنوده فان ما توصلنا إليه يؤكد أن المبلغ الجملي للصفقة قدر ب 6
مليون دينار كما تأكد
لدينا أن الشركة سارعت إلى تنظيم موكب
بهيج انتظم في محطة النقل البري بالمهدية قامت من خلاله بتسلم الحافلات...
وقد وقع أثناء مراسيم التسلم ذبح خروف اقرن
سمين ووقع توشيح واجهات الحافلات بعلم تونس اللامع ووقع تصويرها من الداخل و من الخارج و حضر لهذا الغرض المسؤولون الجهويون عن بكرة أبيهم...
و الحقائق الدامغة و الصادمة المتعلقة بجدوى الحافلات اكتشفت بعد أسبوع فقط من عملية توزيعها حيث
سارع المسؤولون عن شركة النقل بالساحل إلى إيوائها إلى المستودع او الورشة المركزية بسيدي عبد
الحميد و بطريقة غريبة وقع انتزاع المفاتيح المشغلة لها و إخفاؤها عن الأنظار و السبب
الرئيسي تمثل في كون الحافلات الجديدة غير مؤهلة لنقل الركاب حيث
تبين أن هيكلها أو المعروف لدى العامة و الخاصة ب "
ساشي" مقسوم على نصفين بالطول ... و ما يمثل خطرا كبيرا على الركاب بل انه من
ألطاف الله أن الكارثة لم تقع إبان استخدام الحافلات في الأسبوع الأول بعد توزيعها
...
و تبين للثورة نيوز في رحلة التقصي
عن الحافلات المقتناة في ما يسمى بصفقة
الموت المحدّق أن هذه الصفقة تم رفضها من شركتي النقل بالقيروان و صفاقس بل إن الطلاء الداخلي للحافلات و المثبت بها إلى يوم
الناس هذا هو اللون الأخضر الذي يدل على
أن الحافلات كانت معدة لشركة النقل بصفاقس التي تعتمد على اللون الأخضر كلون دلالي داخلي لحافلات
الشركة ... على خلاف شركة النقل بالساحل التي تعتمد اللون البنفسجي ...
كما تأكد للثورة نيوز أن عدد 7 حافلات من مجموعة 12 حافلة برزت فيها
الاخلالات الفنية الفادحة و الخطيرة تم إيداعها بالورشة المركزية بسيدي عبد
الحميد فيما تم إرجاع بقية الحافلات
إلى شركة "إيكار" ...
كما ثبت لدينا أن الحافلات التي ظلت قابعة في
الورشة المركزية تحمل أرقام 735 و
737 و 738 و 739 و 761 ...
من المسؤول عن صفقة الموت
تداعيات الصفقة و التي ظلت محل مفاوضات سرية متكتم على فصولها بين شركة النقل بالساحل و شركة" إيكار" لم تكشف بعد عمن يتحمل تبعات هذه الصفقة
المشبوهة والخطيرة و التي قد تعصف بأرواح
العديد خاصة و أن الأمر يتعلق بهيكل
الحافلات الذي قد ينشق بسبب انقسامه على نصفين و يبلع من على ظهر الحافلات ...
و لئن تسربت بعض الأخبار التي تفيدها تعنت شركة ايكار في عدم تحملها المسؤولية بل أكدت
وهي محقة في طرحها على أن شركة النقل بالساحل استلمت الحافلات و عاينتها ثم أمضت على عملية
التسلم النهائية و الباتة و لم تبد أي
اعتراض و لم تورد أي خلل ما و لم ترفض
الحافلات فان ما يدور داخل كواليس الشركة من اتهامات متبادلة
بين المسؤولين و تبرؤ البعض من المسؤولية و من غير المستبعد أن يتم تحميل شبهة الصفقة
إلى الرئيس المدير العام المنصف بن سالم
الذي من غير المستبعد أن يقع محاسبته
عاجلا ....
المطلوب اليوم
بات من الضروري اليوم فتح
بحث تحقيقي عاجل في المسالة على اعتبار أن
المسالة على غاية من الخطورة و
تجمع بين اخطر عمليتين الأولى تهديد حياة الناس و الثانية تتمثل في تبديد المال
العام ...و على شرفاء الوكالة الفنية للنقل البري اليوم و أكثر من أي وقت مضى
التدخل العاجل لمراقبة الصفقة و كل الحافلات
التي وقع اقتناءها و التحجير عليها على اعتبار خطورتها خاصة إذا ما اقترن ذلك بعودة التلاميذ و الطلبة
إلى رحاب المؤسسات التربوية و ما تشهده الحافلات الخاصة بهم من اكتظاظ ...
صيانة محرك بكلفة حافلة جديدة
لم يقع اجتثاث الفساد من أس تي أس بعد بل أن اغلب الشهادات الواردة من داخل هذه
المنشأة العمومية تؤكد أن الظاهرة استفحلت و انتشرت بدرجة رهيبة جدا ... فبالإضافة إلى صفقة
الموت التي أتينا عليها في الإبان فقد برزت قصص فساد أخرى و سوء تصرف فادح أكل الأخضر و اليابس جعل الشركة
تتخبط في عجز مالي كبير و نذكر على
سبيل الذكر لا الحصر أن المدير العام الحالي المنصف بن سالم استقدم تقنيا و فنيا من دولتيي
ألمانيا و البرازيل قصد صيانة
محرك لحافلة تابعة الشركة رقمها
190 و قد تم في الغرض إنفاق زهاء 40الف دينار لصيانة محركها دون احتساب ثمن تذاكر
الفنيين و إقامتهما و أجرتهما و
تنقلاتهما خاصة و أنهما امضيا ما يزيد عن 6 أشهر في العمل
و لكن الطامة الكبرى في هذا أن
الحافلة بعد أن وقع إصلاحها و إخراجها من المستودع للتجربة ( روداج) تعطبت في
طريقها نحو سيدي الهاني و تم إيداعها في المستودع و لم تبارحه إلى حد هذه
الساعة ...
و هذه القصة في الحقيقة لا
تمثل سوء تصرف و إهمال و تبديد المال بقدر
ما تمثل أن الشركة فعلا تحولت إلى رزق
البليك و ليس بمرفق عام وهو
عكس الشعار الذي رفعته شركة النقل بالساحل في إحدى ندواتها
في احد نزل السياحية بالقنطاوي مما
يوحي أن " المجراب تهمزو
مرافقو" ... و للحديث ضروب في هذه
الشركة الجهوية ...بقية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire