بثت الإذاعة الجهوية الخاصة جوهرة أف أم برنامجا حواريا مع والي سوسة مخلص الجمل للإجابة عن عديد التساؤلات و المواضيع العالقة التي تهم الولاية و قد تعمدت مقدمة البرنامج إعلام والي سوسة بالمتدخلين في البرنامج قبل أكثر من 24 ساعة من تقديمه حتى يتسنى له تحضير الإجابات على التساؤلات التي يمكن أن يطرحها المتدخلون كما تعمدت المقدمة استجابة لشروط الوالي أن لا يحضر معه أحد في الاستوديو و أن يحاور المتدخلين عن طريق الهاتف .
و بناء على ذلك فقد استفرد الوالي بقرابة الثمانين في المائة من الوقت المخصص للبرنامج و تمكن بذلك من الاستهزاء بضيوف البرنامج و تعمد تشويههم و مغالطة الرأي العام بحقيقة الوضع الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي في الولاية ...كما تمكن من تسويق صورة مضللة عن الولاية و أطنب في توصيف إنجازاته الوهمية دون أن يقدم إجابة وحيدة للتساؤلات المطروحة عليه ...ليخرج في النهاية واليا ناجحا تشهد له مسيرته بالتميز .
و قد خلّف هذا البرنامج استياء كبيرا عند النخبة الجهوية و احتقانا شديدا لدى قطاعات واسعة من أهالي سوسة و قد عدّ غالبية سكان الولاية ذلك البرنامج بمثابة الحلقة التجميلية لمسيرة وال أخفق حتى الساعة في تحقيق إنجاز وحيد يحسب له و تساءلوا عن السبب أو الأسباب التي دعت هذه المحطة الإذاعية إلى ذلك .
و قديما قيل إذا عرف السبب زال العجب حيث يعلم القاصي و الداني أن هذه المحطة الإذاعية قد هيأت مقرا جديدا لاستوديوهاتها و إدارتها على الطريق السياحية و كانت تعتزم نقل نشاطها إليه غير أن البناية الجديدة لم تتحصل على رخصة انتهاء الأشغال مع مجموعة من البنايات الأخرى ضمن الملف الذي بات يعرف بملف الباعثين العقاريين ...هذا الملف الذي احتكر قرار التصرف فيه والي سوسة دون مواصفات واضحة و لا قواعد عادلة حيث مكن عدد من البنايات في المدة الأخيرة من الترخيص دون تقديم مبررات مقنعة غير أهوائه و مقتضيات الحزب الذي يمثله .
و في هذا الإطار جاء ذلك البرنامج الذي يفتقد لأدنى مقومات الحياد و الحرفية كهدية ثمينة لوال يبحث عن تجميل صورته التي لن ينفعها التجميل أمام الرأي العام في مقابل تفضله بإعطاء البناية جديدة ترخيصها .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire