lundi 18 mars 2013
تونس الجوية 2014 ..أسطول رابض على مدرج الإفلاس
إنها نزوة المخلوع الذي
أبرم هذه الصفقة المشبوهة اثر زيارة قام بها ساركوزي إلى تونس صحبة وزير نقله
”دومينيك بيسيرو” و تتمثل الصفقة في طائرات مسافات طويلة عشر منها A320
و ثلاث طائرات A350 و مثلها A330
مع العلم أننا قد تسلمنا منها ثلاثا كان أخرها في 16 جويلية 2012 مما يجعل الخبراء
في عالم الطيران يطرحون أكثر من سؤال عن مدى جدوى طائرات الرحلات الطويلة ذات طاقة
الاستيعاب العالية بالنسبة للخطوط الجوية التونسية خاصة إذا علمنا أنه هناك
شركات مثل” AIRAFRIQUE” قد أفلست لاعتمادها هذه
الإستراتيجية غير الناجعة و المكلفة .
كما أن قيمة هذه الصفقة
تزيد عن المليار أورو ستكون في شكل قروض من بنوكنا التونسية هذا رغم أن الطائرة
الثالثة ”عزيزة عثمانة” من هذه الصفقة و التي حطت بمطار تونس قرطاج في 16 جويلية
2012 و البالغة قيمتها 60 مليون دينار قوبلت بالرفض من عديد البنوك التونسية مما
يجعل الناقلة الوطنية في ورطة مالية منذ البداية مما سيثقل كاهلها بديون لا تطاق لتكون
بذلك الشركة في أزمة اعتبرها عديد الخبراء بمثابة آخر مسمار يدق في نعشها المرفوع
أصلا على أكتاف الوزير صاحب مذكرة الحرية الخامسة مع قطر …
و حتى نغوص أكثر
في تفاصيل الأخطار المحيطة بالناقلة الوطنية تونس الجوية علينا أن
ندرس نكسات الاستغلال المافيوزي من قبل العائلة المالكة إضافة إلى المنافسة
غير النزيهة من قبل شركات أخرى .
فكلنا يعلم جيدا ما قام
به بلحسن الطرابلسي من استغلال لتونس الجوية اثر إنشائه لشركته ”كارتاقو” فقد
استحوذ -بدعوة شرائها طبعا- على عدد من طائرات تونس الجوية التي قيل حينها أنها
قديمة ليستغل بذلك الخدمات المجانية للشركات المتفرخة منها مثل TUNISAIR TECHNICS” ،TUNISIECATERING ،
TUNISAIRHANDLING
…” و التي كبدت تونس الجوية خسائر كبيرة جراء الازدياد اللامعقول في عدد
موظفي الشركة من 6500 إلى أكثر من 8000 موظف اكتشف الشعب بعد ذلك أن عددا منها كان
وظائف وهمية أو بسبب ولاءات شخصية مثل عائلة عبد السلام جراد ”رابح جراد ابنه عمه
ر.م.ع لتونس الجوية حاليا” و مختار الحيلي محرك نقابات النقل بالاتحاد العام
التونسي للشغل زد على ذلك استغلال بلحسن الطرابلسي لورشات الناقلة
الوطنية لتمتيع طائرات شركته المصطنعة بقطع الغيار و الصيانة و ذلك عن طريق عراب
فساده و يده اليمنى سالم الميلادي ”وزير نقل بعد الثورة”مما يطرح السؤال عن سبب
عدم إرجاع شركة ”كارتاقو” المصادرة إلى حضيرة تونس الجوية .
و لم تأخذ تونس الجوية
نفسا من الفساد و سوء الإدارة الذي نخرها طيلة عقود حتى تطل علينا في تونس شركات
أخرى مثل ”هافاس” التركية المنضوية تحت المشغل العملاق ” TAV”
و المستغلة لمطار النفيضة و التي تنوي العمل في أربعة مطارات تونسية
أخرى سيكون أولها في 2014 مطار المنستير أين ستزاحم
” TUNISAIRHANDLING”
هذا مع العلم أن تركيا تعتبر منافسنا التقليدي في قطاع السياحة ، هذا من خارج تونس
أما من داخلها فنجد شركةSFAXONLINE المدلل الصاعد و الذي
سيقلص كثيرا من مجال عمل تونس الجوية في المطارات التونسية.
و حتى نفهم جيدا سبب
التشبث بصفقة ال16 طائرة مع ”أرباص” وجدنا أن الرعب الذي أصاب مصنع الطائرات هذا
من إلغاء الصفقة بعد ”الثورة” جعلها تتدخل في عملية تعيين الوزراء و المسؤولين على
الخطوط الجوية و ذلك من أجل الحفاظ على مصالحها المرتبطة بإتمام الصفقة القابلة
للإلغاء -بخسائر كانت تكون أخف وطأة من المضي في الصفقة- فعيّن ياسين إبراهيم
”المقال من وزارة النقل بفضيحة مالية” و من بعده سالم الميلادي ”ذراع بلحسن
الطرابلسي و حمادي الطويل” ثم تم تعيين محمد الفقيه في خطة إعادة هيكلة تونس
الجوية ”ابن الارباص في تونس ” كل هذا كان من أجل عدم إلغاء صفقة العمر
بالنسبة إلى كل هذه الأطراف المنتفعة..فأين هي الإرادة السياسة اليوم لإنقاذ شركة
وطنية تأسست منذ 21 أكتوبر 1948 ؟..و هل من المعقول أن نرتبط في أسطول نقلنا الجوي
مع مصنّع طائرات واحد دون غيره ؟
أم أن الإرادة غابت
أمام سبق الإضمار و الترصد لإفلاس الخطوط الجوية التونسية و بالتالي التفريط فيها
لمن هو مستعد لشراء البلاد و العباد ..؟
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire