vendredi 25 mai 2012

خفايا وأسرار حرب مافيا التهريب في تونس بعد الثورة




البقاء للأقوى.. وهو نفسه قانون الغاب... و نفس قانون الحيوانات.... أخذناه بحذافيره وفرضناه على مجتمعنا..... فأصبح البقاء لمن يملك النفوذ والقوة والسلطة.... كالحيوانات تماما.....

صحيح ان هناك فوارق وضوابط  بين المعارك السياسية الطاحنة بين الساسة وبين المعارك المافيوزية بين عصابات التهريب ...
وصحيح انهما يشتركان في نفس الضحية والمقصود هنا الشعب الابله الذي يصدق كل ما يقال وكل ما يذاع وكل ما ينشر .... هذا الشعب المسكين الذي يأكل كل ما يقدم اليه ويلبس كل ما يعرض عليه ....
وصحيح انهما يتحالفان ويلتقيان لاستعباد الشعب المدجن والطيع....
وصحيح انهما لا يختلفان في الطرق والمسالك والأهداف فالساسة ينشدون السلطة والمافيا تنشد المال .... كلاهما مقاولات لاستعباد الشعب باستعمال الاكاذيب والمغالطات والخزعبلات ....
معارك عصابات المافيا ليست حكرا على شيكاغو او ميلانو .... بل هي متجذرة وموجودة في كل بلدان العالم وتونس لم تشذ عن هذا الواقع المرير .... حيث سجلت معارك جانبية للتموقع من جديد وللتأقلم مع متطلبات الثورة.... حكاية حرب بين امراء التهريب وأباطرة الكونترا... كلاهما اصيل منطقة الجم ... وكلاهما اشترك مع عصابة السراق التي حكمت البلاد لأكثر من عقدين....
قبل الثورة كانا شريكين متنفذين يتقاسمان المرابيح والأنشطة التهريبية والمخططات المشبوهة....
وبعد الثورة دخلا في حرب مصالح ضروس ... افضت الى سجن احدهما وتوسع الاخر ....
الاول : منجي الرباح اصيل الجم ....اشترك مع نجاة بن علي  شقيقة المخلوع في اعمال التهريب والتبييض طيلة سنوات ... وليصبح امبراطور الكونترا بامتياز وأمير منطقة الجم والحاكم بأمره في الديوانة وفي القضاء وفي الامن ... مكانة لم يكن ليصل اليها دون استغلاله الفاحش لمركزه عند شقيقة الرئيس الحاجة نجاة بن علي حرم المهيري......منجي الرباح اختص في تهريب شتى انواع البضائع المحجرة والممنوعة من تجهيزات كهرومنزلية وأثاث وملابس جاهزة وأقمشة وقطع غيار مستعملة و.....
والثاني : نجيب بن اسماعيل اصيل الجم تحول من مجرد براوتي او صاحب عربة يدوية لبيع الغلال الى اثرى اثرياء البلد .... بحكم انه اشترك في مشاريع التهريب والنهب مع جل افراد عصابة السراق دون استثناء وليصبح في ظرف جد وجيز امبراطور الفواكه الجافة (يملك اكثر من 20 نقطة بيع بالجملة للفواكه الجافة المهربة والمنتشرة في كامل اطراف البلاد) اضافة الى نجاحه المتميز في تجارة العقارات والأراضي وخاصة منها المصادرة او المعقولة .... نجيب بن اسماعيل اختص ايضا في اقراض الاموال بفوائض اي انه يشتغل كمرابي..... نجيب بن اسماعيل حول جهة اريانة بمساعدة من عماد الطرابلسي ودعم من مدير المكتب الديواني حينها بدر الدين بن زينب الى مرتع للتهريب ومستودعات حرة ومخازن تسريح لشتى انواع البضائع المهربة والتي كانت تغادر الميناء دون دفع ولو مليم ازرق واحد ... ووصل به الامر الى ممارسة الوساطة القمرقية المشبوهة لتهريب الحاويات المجهولة الحمولة مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 20 و30 الف دينار لحاوية سعة 40 قدم......
العمدة صهر المخلوع كان يتقاضى شهريا منحة خاصة ب600 الف دينار تدفع مسبقا بالعملة الصعبة وتنزل في احد حساباته بدبي .... اما الاطار الديواني المعزول بعد الثورة المدعو بدر الدين بن زينب (ضمن قائمة ال18 الشهيرة التي اشرها المدير العام السابق للديوانة الطاهر بن حتيرة بتاريخ 25 فيفري 2011 ) فان منابه كان في حدود 5 آلاف دينار عن الحاوية المهربة الواحدة.
حيث اشترك قبل الثورة بأشهر ثلاثي الفساد المالي والإداري نجيب بن اسماعيل ومنجي الرباح وعماد الطرابلسي في استغلال غير قانوني لرخصة في تصدير النحاس والحديد الى اسرائيل.....وليقبض العمدة كدفعة على الحساب مبلغ 10 ملايين دينار من شريكيه (نقدا وصكوك مؤجلة)..... لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ... وهبت رياح الثورة لتعصف بأحلام عصابة السراق والخونة..... وليقوم مؤخرا المتصرف القضائي لعماد الطرابلسي بتنزيل الصكوك وليعود الجزء الخاص بمنجي الرباح دون خلاص ولتتعقد وضعية هذا الاخير بعد ان سارع شريكه المباشر وابن بلدته نجيب بن اسماعيل الى تنزيل مجموعة صكوك تابعة لمنجي الرباح عادت كلها دون خلاص... وليدخل هذا الاخير الى السجن ...... ولتزيد العقل القضائية الصادرة في حقه حالته تعقيدا ....
وكما قيل سابقا البقاء للأقوى او للأصلح او للمتأقلم لو للأفضل او للأنسب او...






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire