بعد أن تعرفنا على
تفاصيل الأحداث التي جرت يوم الرابع العشر من شهر جانفي في مطار قرطاج تونس الدولي
والتي قام بها المقدم سمير الطرهوني بمساعدة عدد من أبناء تونس الأحرار نحن ألان
في حاجة لمعرفة ما حدث في نفس اليوم بقصر قرطاج بعد أن قام بطل آخر من أبناء تونس
الأحرار بحماية الوطن من حمام دم وساهم في نجاح ثورة الشباب كان يوم الرابع عشر من
جانفي حدثا تاريخيا احتار في أمره كل العارفين بعلوم السياسة والمختصين في تاريخ
ثورات العالم نعم انه حدث رائع غير مجرى التاريخ وفتح أفاقا جديدة للشعوب المغلوبة
على أمرها للتحرر من الطغاة والمستبدين حدث صنعه أبطالنا الأحرار وفي مقدمتهم
شهداء الثورة ورجال أوفياء للوطن منهم المقدم سمير الطرهوني رئيس فرقة مقاومة
الإرهاب و العقيد سامي سيك سالم مدير بالأمن الرئاسي الذي كان لا علم له يومها
بتمرد الأحرار في مطار قرطاج الدولي إلا انه كان يتابع الأحداث المتوترة والخطيرة
الجارية في البلاد وخاصة في العاصمة تونس وفي حدود الساعة الخامسة مساء تقريبا
شاهد العقيد سيك سالم الرئيس المخلوع يغادر القصر الرئاسي في اتجاه مطار العوينة
للخروج من البلاد تفاديا للخطر الذي أصبح يهدده خاصة اثر تشبث رئيس فرقة مقاومة
الإرهاب سمير الطرهوني بمنع مجموعة من عائلة الطرابلسية من مغادرة البلاد رغم
المحاولات المتعددة من قبل علي السرياتي مدير الأمن الرئاسي ونائبه عدنان الحطاب
الرجل الثاني في القصر اللذان حاولا بشتى الوسائل ودون جدوى إرغام المتمردين
بإخلاء سبيل الهاربين وغير بعيد عن مطار تونس الدولي وفي القصر الرئاسي ذاته قرر
الرجل الثالث في الأمن الرئاسي العقيد سامي سيك سالم دون أن يكون على علم بما يحدث
في مطار قرطاج القيام بواجبه المهني والوطني و في هذه اللحظة التاريخية بادرا
لعقيد بالاتصال بمديره العقيد عدنان الحطاب راجيا منه الحضور في القصر إلا أن هذا
الأخير امتنع بل نصح سامي سيك باللجوء إلى الاختفاء فكان هذا الموقف المخجل بمثابة
إشارة واضحة لخطورة الوضع فقرر دون تردد تحمل مسؤولياته بعد أن تخلى عنها الرجل
الثاني العقيد عدنان الحطاب المعروف بالعقيد المدلل من قبل الرئيس المخلوع
وبعلاقاته المتميزة مع عائلة الطرابلسية فسارع العقيد سامي سيك سالم بجمع ما تبقى
من معه في القصر من ضباط وأعوان واخبرهم بخطورة الوضع معلنا انه سيتحمل المسؤولية
الكاملة بعد غياب المسؤول الأول على السرياطي عن الساحة واختفاء المسؤول الثاني
عدنان الحطاب الذي رفض الحضور إلى القصر وتوليه مسؤولياته المهنية وهكذا أقدم
العقيد سيك سالم على القيام بالواجب الوطني من اجل حماية الشعب والوطن من الخطر
الكبير الذي يهدد العباد والبلاد بوقوع مجازر وتقتيل وخراب قد تفتح أبواب جهنم على
مصراعيه وترمي ببلادنا إلى المجهول واخبرهم بان بن على انتهى قائلا من ألان فصاعدا
أنا الذي أصدر الأوامر وانتم معي لنصرة تونس وشعبها وانطلق العقيد في تنفيذ خطته
فاتصل أولا بالأستاذ عبدا لناظر رئيس المجلس الدستوري ودعاه إلى القدوم إلى القصر
إلا هذا الأخير وعند قدوم السيارة الخاصة بنقله أغلق الهاتف الجوال وأصبح الاتصال
به مستحيلا كما قام العقيد بإبلاغ السيد محمد الغنوشي نبا هروب بن علي فكانت
المفاجئة الكبرى للسيد الوزير الأول الذي كان لا علم له بما يجرى من أحداث متسارعة
كما كان آخر الذين وصلوا إلى القصر بعد السيدين فؤاد المبزع أولا وعبدلله القلال
ثانيا الذين جاؤوا في سيارات مصفحة تابعة للأمن الرئاسي وفي الوقت ذاته طلب العقيد
سيك سالم هاتفيا من السيد إدريس المسؤول على الفريق التلفزي الخاص بتغطية الأحداث
الرئاسية بقناة سبعة للحضور حالا ولما وصل الجميع إلى القصر الرئاسي وامام الحضور
طلب العقيد سامي سيك سالم من السيد فؤاد المبزع أن يتحمل حالا مسؤولياته حسب ما
ينص عليه الدستور أي أن يتولى رئاسة الجمهورية وفي الحين عبر السيد فؤاد المبزع عن
رفضه تولي رئاسة الجمهورية نظرا لحالته الصحية حينها عبر السيد عبدالله القلال عن
استعداده لتحمل المسؤولية إلا أن العقيد سيك سالم لم يقبل بهذا الاقتراح وفي
الأخير تولى السيد محمد الغنوشي رئاسة الجمهورية باعتماد قانون ستة وخمسون وتم
تسجيل الشريط بعد أن حرر السيد محمد الغنوشي البيان بنفسه وتم نقل الشريط من قبل
ضابط من الأمن الرئاسي إلى التلفزة الوطنية التي قامت ببثه في حدود السابعة مساء
مع العلم أن هذا الضابط تمت نقلته من عمله دون مبرر وبعد ذلك وفي القصر الرئاسي
وامام الحضور تلقى السيد محمد الغنوشي مكالمة هاتفية من الرئيس المخلوع هدده فيها
بالانتقام منه بكل حزم بعد عودته من السفر خلال خمس ساعات فكان الرجل في حالة من
الهلع فأجابه (سيدي مانيش انا اعملت هذا وهاني تو نتراجع) حينها صاح سامي سيك سالم
في غضب صارم ولعن بن علي والطرابلسية قائلا إن الطاغية انتهى ولن يعود أبدا
وتسارعت الأحداث في البلاد وفي أنحاء العالم بعد أن تم الإعلان عن هروب بن علي منذ
خروجه من القصر في اتجاه العوينة وكانت قناة سبعة أولى القنوات التي كانت على علم
بتفاصيل الأحداث منذ انطلاقها إلا أنها مرت بجانب التاريخ ومنذ الإعلان رسميا على
سقوط النظام المستبد بقي العقيد سامي سيك سالم في القصر دون العودة إلى منزله خوفا
عن حياته في ظل الغموض الذي عرفته البلاد اثر خروج المخلوع وبعد ذلك تم إيقافه
لمدة أسبوعين في عزلة تامة لا تصله معلومة لا من الداخل ولا من الخارج ودون إجراء
أي تحقيق معه فكانت أيامه هذه مليئة بالحيرة والرعب إلى أن أصبح الرجل يظن أن بن
علي ربما عاد إلى تونس وسوف يقوم بإعدامه وبعد أن تقدمت زوجة العقيد سيك سالم بشكوى
إلى المحكمة والى المنظمات الحقوقية وأبلغت عددا من المحامين باعتقال زوجها وبعد
تلك الأيام المرعبة تم الإفراج عنه و عاد العقيد إلى بيته وتمت نقلته إلى إدارة
المرور في حين بقي العقيد عدنان الحطاب في مكانه مديرا مكرما مبجلا كم يتعجب
الإنسان أحيانا في مثل هذه الأمور انه أمر محير سأسال عنه عرافة القصور أه أيها
المخلوع لو استمعت للعرافة التي جاءت بها رياح الجنوب إلى قصرك الحصين لتخبرك بان
يوم الرابع عشر هو يومك اللعين حذار لا ترحل و لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.
بقلم الصحفي بقناة الوطنية عبدالحق الطرشوني


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire