jeudi 29 décembre 2011

العريض: من زنازين الداخلية إلى كرسي وزارتها



علي العريض هذا الرجل ذو الوجه الذي يحمل كثيرا من تعابير الصبر و بعض بقايا من حزن و ألم، و الذي اكتسب ماضيا عريقا مع مراكز البوليس القديم و أروقة مبانيه، فقد ناله منها العذاب ألوانا، جسديا و نفسيا، و قضّى عمُرا طويلا بين الزنازين و السجون و إدارات و كهوف مخابرات النظام المندحر، بل حكم عليه بالإعدام سنة 1987...
بات الرجل مرجعيّة لاستقراء مدى وحشيّة و ظلم النظام البائد و بوليسه السياسي الذي عاث في الأرض الفساد و نكّل بكثير من العباد،،،و صار ت له معرفة واضحة بخبايا هذا البوليس و رّبما حفظ هيكليته و برامج عمله وسراديبه السرّية و كثيرا من جلاّديه !

هذا الرجل (سبحان الله وحده مغيّر الأحوال) في إطار سنن الحياة يجد نفسه على رأس وزارة الداخليّة و يدخلها من الباب العريض ليكون هو رأس الهرم فيها...

طبعا الرجل انطلاقا من أدبيّات و مرجعيات إيمانه و مبادئه سوف لن يطرح برنامجا انتقاميا و هو أسمى من هذا، لكن هل سيكون رصيده المعرفي و ماضيه في دوائر التعذيب، دافعا له لتطهير هذه الوزارة ممّن زُرع و أُقحِم في سلكها فشوّه معالمها و حاد بها عن أهدافها و خدماتها و الإبقاء على الغالب من موظفيها الوطنيين و إرجاع الشرفاء المطرودين تعسّفا...؟

و هل سيدفع في اتّجاه المصالحة بين المواطن و وزارة الداخلية و تسخيرها للصّالح العام ؟ هذا ما نتوسّمه في السيد العريض و هذا ما نرقبه منه..
بقلم منجي باكير


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire