بعيدا
عن هم المشاكل السياسية و المعاناة الاجتماعية
تأخذنا قصة استشهاد جنديينا سعيد الغزلاني
إلى عوالم أخرى و تجعلنا نعتز بالمؤسسة العسكرية و دور جنودنا و
التضحيات الجسام التي يقدمونها من أجل أن يعيش الوطن
حرا طليقا ... سعيد الغزلاني
مات الجسد و ظلت الروح تلازمنا ... رحل و ما رحل ... شأنه
شأن بقية الشهداء من المؤسسة العسكرية ...
ألا نذهب إلى الذي هو بين يديْ ربه بجميل
الصنيع، ونقاء السريرة، وطهارة المرامي التي أفنى حياته من أجلها. فهو حي من دون شك، بكل ذلك التاريخ النقي والناصع .. وواجبنا أن نعترف هنا أن
ما يقوم به جنودنا البواسل هو في قلب
التضحية الوطنية على اعتبار المجهودات المضنية التي يبذلونها في مقارعة الإرهاب و
ضرب قواعده المنتشرة في تضاريس الجبال
الوعرة معرّضين أنفسهم لشتى أنواع المخاطر و متحملين أذى الطبيعة و قسوتها
ووحوشها البرية وزواحفها الخطيرة ... متسحلين بوطنية لا مثيل لها و صابرين صبرا كصبر أيوب و مقدمين جهود لا
تحصى و مرابطين لشهور هناك لمقاومة ظاهرة
مقعدة ومتشابكة
العسكر ميدان المحظور و ساحة الخوض في حقل الألغام و الأشواك
و المعلوم أن التذكرة التي يدفعها البواسل جيشنا
كان ثمنها و لا يزال باهظا، بعد ان وجهوا
أسلحتهم نحو مصاصي الدماء
وصرخوا متحديين ذلك المصير المشؤوم
و كانوا أشداء في
اقتفاء اثرهم و منازلتهم في جحورهم
رغم علمهم المسبق أنهم يضمرون كل الحقد للجيش وأنهم لن يتأخروا في الانقضاض عليهم وتدبير الدسائس و المكائد ضدهم وتسخير عتادهم
لقتلهم ... صحيح أن
رجال الجيش ظلوا ثابتين
على رسالتهم النبيلة المقدسة
بل هم عليها
مصرون وإن لزم الأمر أن يموتوا
ويحرقوا في سبيلها. خاصة و ان
وراءهم جحافل من المواطنين المضطهدين المهمشين الذين يعانون في صمت و يصطفون
وراءهم بعد أن وجدوا فيها عنوانا لتصريف خوفهم و تخليص معاناتهم و ملاذا لسترهم
في الحياة ...إذ لا أحد يستطيع حجب رائحة النضال عن
جنودنا البواسل التي غدت جزءا من روحهم
. و لا مجال اليوم ان يتحول نضالهم إلى رماد . على الدرب سيروا فانتم
تاج الرؤوس ... و مزيلو الهم من النفوس ... و بكم نحيا و من قواكم نستمد القوة ...
و إن النصر لقريب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire