فجأة دخل بيوتنا دون استئذان ..قلنا
متسائلين من هذا ومن أين جيء به ؟ و ما
حكاية ظهوره التلفزي المكثّف بعد الثورة ؟ أهو أحد فطاحلة الإعلام أو رافد من روافده؟ أهو فذ من سواعد المعارضة و
أحد قامتها الذين كتموا أصواتهم و" ألبسوا روحَهُ قميصَ اضطهادٍ وأخمدوا صوته
الالاهي بالعسف"؟ أهو مناضل غُيّب
وهُجّر و ذاق الأمرين ؟ أهو فعلا سياسي ولد من رحم الثورة ؟
هي في الحقيقة أسئلة عديدة خامرت التونسي
ودغدغت في داخله سمة الفضول فكانت الإجابة أشبه ما تكون بخيبة أمل...فبقدرما كانت
الأسئلة طويلة بلا حدود حول هوية الوجه الجديد فإن الحصيلة كانت قصيرة بل مخجلة بل
فضيحة ...
ففي وقت انتظر فيه الشارع التونسي وجمهور
الشاشة عودة معارضي الكلمة الذين قالوا لا
في زمن الطغيان و كانوا شجعانا في نقد السياسة القديمة التي أشبعتنا خذلا، برزت
الفقاقيع بوجوه شاحبة بل منحت المتفرج رسالة واضحة من خُلقتها لم يدرك كنهها إلا
بعد حين.
فهذه
الأشكال هي بمثابة الترسانة المنتشرة في كل وسائل الإعلام و لكن يبقى أبرزها محمد
العياشي العجرودي الذي منح نفسه صفة
الإعلامي وباعث القناة والإعلام براء منه
على اعتبار جهله بنواميسه وبل هو ليس إلا احد الدخلاء الذين اضروا بالقطاع
السمعي البصري ...
و
في الحديث عن العجرودي يحتار
الصحفي من أين يبدأ وإلى
أين سينتهي على اعتبار زخم حياة الرجل
فأينما وليت وجهك وجدت له
أثرا في الفساد ... و اكتشفت حقائق تجعلك تصدم قبل أن يغمى عليك... و
الحيرة تنتابك أكثر في تقديم الشخصية
الحربائية المتلونة التي وجدت
نفسها بين عشية و ضحاها في المشهد
الإعلامي والسياسي والاقتصادي
وحتى الرياضي ولا عيب أن
تراه يوما مندسا
حتى في المشهد الجمعياتي على اعتبار الهوس الذي يسكننه و الذي
يجعله عائما على كل
الميدانين رغبة منه في التسلق
إلى حيث الجماهير باحثا له عن
فضاء يحتويه في قلوبهم
غير أنهم لفظوه بعد أن رفضوه بل وزعفوه ....
العجرودي
أو رجل الكوبوي ذو
المستوى التعليمي الهزيل هو فرنسي الجنسية من أصل تونسي .. زوجته فرنسية
اسمها جوزات ماري ريموندي ... قيل في أصله أنهم من الصبايحية الذين كانوا
في خدمة الاستعمار ... عشق في صباه
فن البزنسة على الشواطئ
وامتهن الحرفة بعد أن تاه في القراءة و
ضاع فلم
يجد من بد سوى الالتصاق بذيل سائحة علّه ينقذ نفسه من شبح
الفقر والجوع وهو الذي عرف عنه في صباه تسوله للسجائر الخفيفة لتزيل عنه القلق إلى حين قدوم
ضحيته تتمشى على شط بحر الهوى كما
عرفه القوابسية بحرفته في ضبط
الايقاع وهو الذي كان ماهرا
في الضرب على الطبل " طبّال" و لا نستغرب
ان كان الرجل قد اشتغل في حياته " بوطبيلة"
أول
الحكاية
ما هو معلوم
أن العجرودي كما قيل
فيه أنه تحوّل بقدرة قادر إلى عالم
الثراء الفاحش وأصبح رجل أعمال مقيما في المملكة العربية السعودية وله علاقات غير مألوفة
مع عالم المال والسياسة ويلعب على معادلات المشهد المنخرم في تونس بعد 14 جانفي
2011 لتحويل وجهة مسار الثورة في خدمة عبيد المماليك في الخليج ورواسب فرنسا الاستعمارية
في شمال إفريقيا ..
هذا التحوّل أثار
العديد من التساؤلات ودفع بالعديد
إلى البحث عن ماهية الرجل فلم
يجد من جواب
سوى أن الصدفة كانت وحدها الكفيلة التي
قادت العجرودي للتعرّف
على أحد أمراء السعودية
من خلال العمليات " الإرهابية " البيئية لصيد الحبارى
في الجنوب التونسي
... ومن هناك بدأت حياته تعرف
التغيير و انقلبت المفاهيم اليومية عنده ومن
هناك بدأ في نحت
حياته المهنية ... ولطمس أولى
لبنات بداية الرجل "
الأسمر" جنّد العجرودي
ترسانة من صحفيي بوق الدعاية الذين جعلوا من
الرجل قامة إبداعية
وكفاءة تونسية بل عالمية حتى
روّجوا له أنه مهندس
مختص في المياه وتقنيات الري بل وأضافوا
في تلميع
سيرته الذاتية ورفعوا من قيمته
فزعموا أنه أسس شركة مختصة في تنقية
المياه وبعد سنوات من النجاح في فرنسا انتقل إلى المملكة السعودية وهناك انفتحت أمامه
أبواب الشهرة فصار مستشارا خاصا لبعض الأمراء النافذين في المملكة وحاز ثقة الجميع بل وأضافوا
له قائمة من الشركات المتعددة الاختصاصات ونسبوها
إليه فمنها السياحية و منها الصناعية
و منها البيئية "
المختصة في رسكلة
النفايات " والقائمة
تطول لكن ثبت أن
الرجل لا شيء يملك باليمنى و
لا شيء يتحكم فيه باليسرى سوى تلك
القناة التي ظلت في عداد المفقودين والتي
استحوذ عليها العياشي
العجرودي بطريقة جعلته يقف أمام
المحاكم و هو المتعوّد على ذلك ...
سياسي
بلا تاريخ
ارتمى
العياشي العجرودي في حضن
السياسة تحدوه رغبة جامحة في مسك دفة الحكم
في البلاد والوصول إلى كرسي السلطة و جعل يستثمر في قضايا الرأي
العام و يروّج لها إعلاميا وحمله
الهيام إلى تأسيس حزب سياسي
ظل اسمه نكرة عند التونسيين بعد أن اشترى كما تشترى العبيد شرذمة من نواب
التأسيسي من الدرجة الأخيرة الذين
أغراهم بالمال واعتمد
معهم سياسة بافلوف مع كلبه من
خلال إسالة لعابهم " بعظم" من المال
المشبوه عرّج يقدّم نفسه أنه
الرئيس القادم على مهل ... ربّما تناسى العجرودي أيام النضال
البنفسجي وصوره مع المخلوع
الذي طلما اثنى عليه وعلى سياساته
الحكيمة والتقط معه
صورا وهو يبتسم ابتسامة المنبطح
الذي لا يعرف ولاء الا لسيده ... فكل المؤشرات
بل الوقائع تقول أن الهواء في حزب العجرودي فاسد وامتلأ بالبضائع الصينية في صورة متشابهة لصورة قناته
التي تقدم ّ بشهادة الجميع صحافةٌ بلهاء وتخلطُ كما يخلط صاحبها بين الأبيض وابن السوداء وترى كما يرى صاحبها الغث سمينا والسمين غثاً، مما
جعلها (القناة ) كما الحزب يتسمان بصورة النعجة المدلدلة الرأس تأكل
من حولها ولا تدري أين حُسن المرعى ولا جودة الكلأ...
فالمعلوم أن العجرودي شرب من ثدي التجمع حدّ الثمالة و استفاد
كما استفاد الانتهازيون ومن باعوا ضمائرهم وانخرطوا في
"عصابة" المتآمرين على المصالح العليا للبلد من الامتيازات والريع الذي
"يجود" به النظام على المتمسحين بالأعتاب المسبحين بحمده ليلا
نهارا ... لتظل صوره و حكايته
مع المخلوع وطاقمه الوزاري وعلى رأسهم محمد الغنوشي
خير دليل على تاريخ الرجل
في السياسة ...
وارتماء
العجرودي في السياسة بعد الثورة نظر لما
اتسم به المشهد
السياسي في البلاد من مهانة بعد أن
تسلّقه أشباه رجال وأنصاف
ساسة يبيعون الوهم
للشعب و يضحكون عليه فانخرط
في اللعبة مدفوعا بحبّ التسلط والحكم ... وحسبنا أن الطمّاع يبات ساري .
رجل
أعمال مزيف وقصص في ضروب التحيل
ما يمكن الإقرار
به أولا
و أخيرا أن العياشي
العجرودي رجل أعمال مزيف
و ما حديثه عن قائمة الشركات
إلا ضربا من الخزعبلات
و ما يمكن قوله أيضا أن شبكة
الانترنات وما تبيحه من الاطلاع على بعض الشركات الرسمية
التي قيل إن العياشي العجرودي
أسسها خارج الديار عجزت عن إيجاد اسم
له على رأس شركة مما
يؤكد أنه لم يكن رجل أعمال
بقدرما كان رجل "الكوبوي
"...
وأما عن ضروب
التحيل فقد يعجز القلم
عن الوصف وسنقتصر بالإيحاء إلى بعض القضايا
على أن نأتي على عدة قضايا أخرى في مناسبة قادمة ...و تتراءى لنا في هذا
الصدد حكاية " القلبة " التي
راح ضحيتها لسعد الطويهري أصيل
بني مطير من ولاية جندوبة الذي لهف منه قطعة أرض في الحمامات و لم يقم
بسداد باقي المبلغ المتخلد بذمته نفس
المصير عرفه سيف الدين البليلي
الذي لهف العجرودي
ثمن العقار عدد الرسم
العقاري 561614 نابل و تحديدا
في منطقة الفوار مما
دفعه إلى التشكي به
لدى مركز الحرس
ببراكة الساحل و الذي تركه في حالة
إيقاف لمدة 10 أيام قبل أن يتم
تحويله إلى المحكمة الابتدائية في حالة تقديم حيث
تدخلت له أطراف فاعلة وأطلقت سراحه ... وفي نفس
الجهة بالحمامات خالف العجرودي
القانون وشيدّ بناءات
دون رخصة مما جعل المجلس
الجهوي بنابل يصدر قرارا بهدم ما بناه
و لكن القرار ظل حبرا
على ورق إلى هذه الساعة ...
وتحيّل
العجرودي تجاوز حدود المحلية
ليذيع صيته في الخارج
حيث اشتكاه إلى قضاء مجمع «فيوليا ووتر» في باريس بتهم التحيّل
غير أن قصة رجل الأعمال المغربي
عبد العالي برادة السني ، صاحب مشاريع «حدائق النخيل» و«النخيل جولف
بالاس» العقارية السياحية في مراكش حيث
تقدم له وليد بن عبد
الحسين بن عبد العزيز آل سعود
وقدم نفسه على كونه أميرا سعوديا
مهتما بإقامة مشاريع بالشراكة مع رجل
الأعمال المغربي ... و قد نسقّ لقاء
العون التجاري للأمير المزعوم العياشي العجرودي ... و دون سرد تفاصيل اللقاء و ما افرزه من اتفاقيات
فقد قدم رجل الأعمال المغربي ملفا إداريا كاملا
يخص المشروع وتكلفته وتكفل بمصاريف إقامة الأمير وعونه التجاري ومحاميه الفرنسي...
وبتاريخ جويلية 1999 فقد تمّ إمضاء عقد الشراكة والتعاون لتمويل
مشاريع سياحية وعقارية
وصناعية في المغرب و العربية
السعودية ... وما ذكرته بعض الصحف المغربية أن رجل الأعمال المغربي عبد العالي
برادة تلقى اتصالا هاتفيا من
العياشي العجرودي الذي طلب منه
توفير إقامة له في قصر فخم مع سيارة فارهة ومرتب شهري ب120 ألف درهم لفترة سنة كاملة الأمر الذي رفضه المغربي
ومن ثمة عرفت الحكاية المنعرج و تم تلفيق
تهم التحيل للمغربي وتحوّلت الشركة
إلى تركة .
و من الجنس اللطيف ما يذكر
سنترفع فعلا
عن سرد الأسماء و أن اقتضت الحاجة
سنوردها تباعا و لكن ما هو
معلوم أن
العجرودي عرفه الجميع بصيد
الريم و لكم أن تستأنسوا بتجربة
بعض الصحفيات اللاتي عملن معه في
السابق و هجرنه و تركنه و لكم أن
تسألوا البعض منهن من اللواتي
تجرأن على رفع قضية ضده في التحرش
الجنسي ... كما يذكر للعجرودي
أنه ظل يعاشر فنانة
يعرفها الجمهور التونسي وهي أصيلة
الوطن القبلي والتي فتح لها حضنه مما جعلها تنتج ألبوما غنائيا
خفيف اللحن هزيل الكلمة بمئات الملايين ...
أبواق دعاية
بعد أن استمال سمير الوافي و
منحه 150 ألف دينار ليقدمه في
برنامجه "الصراحة راحة " و بعد أن خيّب
الوافي العجرودي وتحيّل عليه في المبلغ
المذكور و أمام نفور الإذاعات والتلفزات
من استضافة وجه عابس لا يصلح للسياسة ولا للرياضة سارع إلى اقتناء
قناة "الجنوبية " التي جعلها
في خدمته لا في خدمة الإعلام البصري
وراح يخطب عبرها ود التونسيين للتصويت له في الانتخابات
القادمة ...
كما جنّد العجرودي فيلقا من صحفيي النظام البائد لتلميع صورته
وخدمته إعلاميا وعلى رأسهم بوبكر الصغير البنفسجي العظيم صاحب
مجلة "الملاحظ "المقبورة علّه
يظفر بحبّ حتى أبناء جهته ولكن خاب مسعاه و ظل يتخبط خبطا عشوائيا دون أن يسلك طريق
الصواب وهو أبعد عنه بعد السماء عن
الأرض...
فقط تلك فصول سردناها في سطور دون زيادة أو
نقصان غير أن تاريخ الرجل ما تزال به محطات أخرى لابدّ من التوقف عندها....
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire