jeudi 30 janvier 2014

تأمّلات في ارتحال العرب من الجاهليّة إلى الجاهليّة





الفصل الأول(فصل الرّغيف والقفص)

1-في الرّابع عشر من جانفي 2011 كان للجياع رغيفَ خبز أشهروه في وجه الظالم ... واليوم فقدوا الرغيف فصبروا على جوعهم وقنعوا ككل العصافير النحيلة بالأقفاص سجنها  الصياد داخلها بعد أن بتر أجنحتها...
2-ضيّعت الثّورة عناوينها...فكيف تهتدي والدّليل لصّ سرِق الأصوات وانزوى لاغتصابها بعيدا عن كلّ العيون...
من راقب اللصّ المغتصب مات عارا ... سيسملون عيون صحفكم وإذاعاتكم ...وسيصنع بعضهم أحزمة ليصونوا عفّة كلّ أدبائكم ومثقّفيكم ومفكّريكم... (العفّة ألاّ تقطع بصرخاتك شهوة الإخوان إلى دم يوسف...) وآخرون سيصنعون أحزمة تنسف حرّية الأحلام الحرام...
بحثا عن السّلامة والسّكينة وحسن الخاتمة قرّر بعض الإعلاميين والأدباء والمثقّفين أن يسملوا أعينهم بأنفسهم...
3- هم أصغر من الأوطان...لذلك شدّوا الرّحال إلى زمن القبائل والطّوائف...
سخِر التّاريخ منهم...لأنّهم كائنات خرافيّة تسير القهقرى؟
سيدوسهم التاريخ...أو سيطردهم...


الفصل الثاني(فصل الحاكم الواحد)

1- طلع الحاكم ليُتِمّ علينا خروجنا من ظلمات الشّتاء إلى نور الرّبيع...وبما أنّنا شعب من المشركين كان لابدّ لنا من دستور مسطور يهدينا إلى التّوحيد...فما ضرّ لو شهدنا أنّ الحاكم واحد ؟ ما ضرّ لو شهدنا أنّ بيده رقابنا وكلّ السّلطات ..
لك أيّها الواحد سلطة التّشريع , والقضاء والتنفيذ... ونحن من التاّئبين...
آمنّا أنّ تعدّد السلطات بِدعة من بِدَع العلمانيّين ...ودخلنا شتاء في دين الحاكم أفواجا بعد أن كفرنا ربيعا...
هل فرغ الحاكم من كتابة الطريق إلى الحرائق بلحمك يا وطني ؟ اكتب كل الفصول ودع الفصل الاخير لنكتبه نورا من دمنا... 
2-  تربّع الرّعاة في المجلس...أعدّوا ما استطاعوا من واجهات مغرية...عرضوا أزياءهم وألوانهم المناسبة لكلّ الفصول وقايضوا بعضهم بدرجات السلّم ترفعهم وتحطّ من شأن الرعيّة...
لا عقل يغني عن الوجع ... بيوت الحمقى تعلو , وأنت لا تجيد تسلّق السّلالم إلى أوكار المقامرين بالوطن...
3-الشعب الذي" أراد تحرير فلسطين" يوما لم يكن يدري أنّ المقيم العام سيتسلل إلى دار الندوة التي بباردو وسيفتي أنّ التطبيع حلال...


الفصل الثالث(فصل الآلهة من الحلوى)

1- لأنّهم لا دين لهم  فهم  يدّعون أنّهم الأكثر إيمانا وقد يدّعون أنّهم آلهة ... اركعوا لهم إن صدّقتموهم لكن ستعلمون يوما أنّ حياتنا وموتنا بأيدينا لا بأيديهم...
قديما في عصور جاهليّة العرب الغابرة , كما في أزمنة هذا الربيع الحديث كان العرب  يقدّون آلهتهم من الحلوى يعبدونها ويصلّون لها غير أنّهم  إذا جاعوا أكلوها...
2-الأوصياء على الله ينكرون رحمة الرحمان...ينكرون عدله...يفرضون علينا الجزية ويقيمون الحدود...
الأوصياء على الله أخذوا الجنّة وأشرعوا لنا أبواب الجحيم...
3-"من لم يسمع طبول الحرب تدقّ فهو أصمّ " قالها "هنري كيسنجر"
أما شعوب العرب ففراشات مضت من المحرقة إلى المحرقة...أغواها النّور الخلّب فصارت رمادا
مازال بعضنا يحلم أن نصير "فينيقا" يولد كلما احترق...



الفصل الرابع(فصل الحفنة من دم الرضيع العربي)

1- يكتمون ثروات الأرض عنك...
لعلّهم يعرضون الأرض بمن فيها...بما فيها...في مزاد علنيّ أو سرّي
الّذين يبيعون الوطن , لن يجدوا وطنا لينفقوا فيه ما كسبوا...حينها سيبحثون عن حبّة تراب يُبلِغُونها حزنهم عمّا ضيّعوا...وسيبحثون عن حبّة تراب يوارون فيها سوءاتهم...
2-الأمير يَهَب النّفط والغاز إلى مغول العصر ابتغاء مرضاتهم...
الأمير المستبدّ يصدّر الديمقراطية إلى أبناء عمومته في توابيت تتسع لجثامين الأحرار...
3- لا تنس ربطة العنق الرسمية أو عباءتك المقدّسة لحضور المؤتمرات الوطنية في أفخم النزل الغربية ...خذ معك حفنة من دم رضيع عربي قتله الرّبيع ... انشره على طاولة الحوار...ستدعمك كلّ الدّول الحرّة لتُمضي معاهدة "سايكس بيكو" الثانية
وستكافأ بإمارة بمساحة أشلاء أوطاننا...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire