vendredi 20 décembre 2013

رئيس الحكومة المؤقتة السادسة : هل يكون جمعة السبت الأخير المهدي المنتظر ؟





سيبقى الحوار الوطني  الذي استغرق ثلاثة أشهر وتقطعت أوصاله أكثر من مرة عالقا في الذاكرة التونسية ،  فهو الحوار الذي  طوح بفرقاء السياسة في تونس فقرب الاعداء وفرق الأصدقاء وأقض مضاجع التونسيين  الذين جاء عليهم حين من الدهر ظنوا أن تونس على شفا حفرة من الانهيار بعد أن تعطل الاستثمار وشلت التنمية  وأن المتحاورين  الذين لا يعرفون الاتفاق إلا للاختلاف ولا التقارب إلا للتباعد  سيفنون آخر نفحات الثورة التونسية ..ولما أخذ اليأس من النفوس كل مأخذ جاء التلاقي بعد الفراق وذهبت أسماء ومكث اسم مهدي جمعة ليحمل الأمانة وما اثقلها ؟؟؟  فرحت به الاكثرية وتنفست الصعداء وسمته بالمهدي المنتظر وغضبت من علو نجمه أقلية وقالت أنه من أنصار النهضة ولسياستها سيكون وفيا أمينا وإرضاء جميع الناس لا سيما من أهل السياسة غاية تطلب فلا تدرك ؟؟؟

الحمار الوطني يشعل المواقع الاجتماعية في تونس

درج شباب الفايس بوك على الإطاحة بغالبية المترشحين للمنصب الموعود واتجهت غالبية الحملات التشويهية نحو كبار السن منهم ليتحول الأمر إلى قذف مباشر وتشويه لصورهم وتشنيع بنضالهم  ، ولم يسلم من حملات التشويه إلا المترشحين الشباب مثل جلول عياد ومهدي جمعة وشوقي الطبيب  وكأن  رفض الشيوخ الذي تحولوّا مومياء  بعد أن تناست جماهير الفايس بوك نضالاتهم وتضحياتهم صار موقفا رسميا  ولو أن اللوم يقع على قبول هؤلاء لعملية ترشيحهم لخطة غير مناسبة لا في الزمان ولا في المكان  وكان أولى واحرى بهم رفض الهدية  المسمومة التي قدمت لهم على طبق أعد في مطابخ السياسة القذرة .


الحوار الوطني يتحول إلى حمار جحا

أثارت كلمة  العميد عبد الستار موسى رئيس الرابطة الوطنية  لحقوق الإنسان في مؤتمر الحوار الوطني في أوائل أكتوبر ضحك الحاضرين  وتعليق المتابعين حينما نطق كلمة حمار بدلا عن حوار ، واستدرك بعدها مباشرة قائلا أنها زلة لسان . والحقيقة أن العميد موسى كان مدركا أن الحوار تحول إلى حمار جحا وهو ما ذكرنا بقصة قصة جحا وابنه والحمار:  حيث كان جحا وابنه يركبان الحمار الذي يملكه جحا وكانت وجهتهما الى السوق
وهما في الطريق يمشيان في امان الله فاذا سهام تأتي اليهما من كل جانب
وكان مصدر هذه السهام هي عيون البشر الذين على اطراف الطريق.
لم يعرف جحا بداية الامر لماذا هذه النظرات القاتلة حتى سمع بأذنه الناس يقولون العمى
ليس في قلب جحا رحمة انه لا يخاف الله ولا يرفق بالحيوان انظروا الى حماره انه يلهث
من التعب لأنه يحمله هو و ابنه والطريق امامه طويل.
وعندما سمع جحا بذلك ترجل من على ظهر الحمار وترك ابنه راكبا على ظهره
فاذا هذه السهام التي كانت موجهه اليه والوجوه العابسة قد عادت اليهما من جديد
لماذا لا يعرف جحا. حتى سمع بأذنه مرة ثانية الناس يقولون : العمى انظروا هذا الولد العاق  انه يركب على الحمار و والده يمشي على قدميه انه لا يخجل من نفسه انه لا يخاف الله انه عاق وبسرعة قام جحا وانزل ابنه من على ظهر الحمار وركب هو فاذا السهام قد عادت اليه من جديد فقال جحا في نفسه خير والمرة هذه  ماذا سيقول الناس في هذه المرة  حتى سمع ثلة من الناس يقولون انظروا الى جحا انظروا الى هذا الاب القاسي الذي لا يخاف الله هو يركب على الحمار وابنه الصغير يسير على قدميه ليس في قلبه رحمه
فبسرعة ترجل جحا من على ظهر الحمار وسار على قدميه هو وابنه وقاد الحمار بيديه
فسمع ضحكا يكاد يصل الى السماء وكان الناس يقولون انظروا الى جحا يملك حمارا ولا يركب عليه فاذا كان لا يريد ان يركب عليه فليركب ابنه المهم ان يستفيد من الحمار فاسرع جحا وحمل الحمار على ظهره ومشى بالسوق فعاد الضحك من جديد واصبح الناس يقولون و هم يضحكون جحا اشترى الحمار ليكون له حمارا


السبسي يشبه المشاركين في الحمار الوطني بالمرماجية

أواخر شهر أكتوبر شبه الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس الأحزاب والشخصيات التي تشارك  في الحمار الوطني بعملة  حضائر البناء وبالتحديد  "المرماجية"  مؤكدا بأنهم يسعون لبناء تونس وترميمها وإخراجها من الأزمة السياسية التي تعيشها ويقصد هنا أن " الليقة تجيب " كما يقولون وبالتالي يعتبر هذا التصريح من رجل في حنكة ودهاء وخبث السبسي وكأنه تفويض رسمي للخروج من مطبات الحوار بأية نتيجة ترضي الاغلبية الفاعلة وليس الأغلبية العددية ، ففي تونس تكونت بعد الثورة أكثر من 120 حزبا في أغلبها لا يتجاوز عدد منخرطيها أصابع اليد الواحدة .

رضاء كافة الاحزاب والجمعيات والهيئات غاية لا تدرك

عاشت تونس منذ انطلاق الحوار الوطني تحت رعاية الرباعي منذ ثلاثة أشهر على وقع التحالفات الخفية والمعلنة والتسربات العفوية والمتعمدة والانسحابات النهائية والمؤقتة والتمديدات المبررة وغير المبررة  والتوقفات والمراوغات والمؤامرات إلى ان مل الشعب ووصل الأمر إلى حد أن بعضهم ندم على ثورته على المخلوع والبعض الآخر نقم على البوعزيزي وعلى موظفة البلدية التي صفعته صفعة كلفت تونس خسائر بآلاف المليارات وانحدار ترتيبها في سلم الإئتمان المالي إلى خارج إطار التصنيف ، ولولا توصل الحوار إلى نتيجة لم ترض كافة المشاركين بما أن رضاء الجميع غاية لا تدرك ...لالتهبت البلاد ولاشتعلت   من شمالها إلى جنوبها ولتحولت تونس إلى صومال جديدة .


حقيقة الدور  القذر الذي لعبته عرابة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية

ربما الخاسر الوحيد في نهاية الحوار في التوافق حول شخصية مهدي جمعة  لشغل منصب خطة رئيس الحكومة السادسة بعد الثورة هي قطعا رأس الافعى سهام بن سدرين التي استماتت لفرض عم زوجها العجوز  أحمد المستيري وساندها في الطرح  أحمد نجيب الشابي وحزبه اللاجمهوري بحكم أن الاخير أعجبته فكرة تنصيب صهره ليحكم في إطار حكومة ظل مع عرابة حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية المسماة سهام بن سدرين المتورطة في تخريب وزارة الداخلية زمن حكم صديقها  فرحات الراجحي ، فبعد أن قضت نهائيا على أمن الدولة لتجعل من تونس دولة بلا أمن يشقها الجواسيس والعملاء طولا وعرضا ليلا نهارا تحولت إلى الدولة لتتم مخططها الظلامي لصوملة البلاد . ولكي تهنأ البلاد المطلوب قطع رأس الافعى إلى الابد خصوصا وأنه لن يهدأ لها بال حتى تطيح بالإدارة والدولة على حد سواء .




توافق النهضة والرباعي يوم السبت رشح كفة جمعة

الفوز بخطة  رئيس الحكومة المؤقت الموعود كان من نصيب  مهدي جمعة أصغر المترشحين للمنصب بحكم أنه تقريبا في نصف سن أكثر المترشحين سنا من طينة المستيري والفيلالي وهو أكثرهم حداثة وتطورا بحكم أنه من خريجي جامعة التسعينات ( الإلكترونيك والإعلامية والتسويق وإدارة الاعمال ..)  فرغم كثرة الخطاب على الباب وكثرة المتدخلين من أهل السياسة ومن غيرها ظهر اسم مهدي جمعة في  الامتار الأخيرة للسباق في شكل حصان خارج  مجال التكهنات   outsider ) )  وخسرت مجموعات  أو تجمعات رهاناتها وسقطت حسابات وتكتلات وهيئات في الماء بمجرد أن وقع التوافق بين الرباعي الراعي للحوار ومجموعة التسعة أحزاب ، ورغم أن هذه الأخيرة  تدور في فلك حزب النهضة من حزب الرياحي الكرتوني إلى حزب العجرودي الهلامي وحزب العربي الاجوف ورغم معارضة أحزاب مثل الجبهة الشعبية والنداء والجمهوري والتحرير وغيرهم كثر فإن تونس لم تكن لتحتمل حالة متواصلة من الريبة والشك  وعدم الاستقرار. فعملية اختيار رئيس جديد  للحكومة تكاد تكون مستحيلة في حالتين : رفض الرباعي للحوار أو رفض النهضة صاحبة القرار بالمجلس الوطني التأسيسي . أما البقية المتبقية فرأيها غير مهم إلى درجة تعطيل تشكيل الحكومة إلى ما لانهاية له ، وبالتالي اتجه الحال إلى ترشيح كفة مهدي جمعة الحائز على الأقل على موافقة الرباعي ورضى النهضة .

نعتقد في النهاية قد يكون مقارنة ببقية المرشحين الرجل المناسب في المكان المناسب لو حول مقولاته الأخيرة إلى أفعال من تحويل تونس إلى عاصمة اقتصادية لجنوب المتوسط وهلم جرا من الوعود .. ويكفي فخرا لهذا الحاكم الجديد أن يوقف نزيف الفساد إن لم يستطع محاربته وأن يوقف لهيب الأسعار إن لم يجد سبيلا  لتخفيضها  وأن يقطع نهائيا مع زمن الاغتيالات 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire