samedi 18 juin 2016

سهام بن سدرين : هاتو شكاويكم في العلن ..سنسقيكم العسل واللبن؟




لعل أكثر ما يشد الانتباه  خلال الأيام القليلة الماضية هو القصف الإعلامي الذي يتعرض إليه التونسيون والدائر أساسا حول  هيئة بن سدرين أو هيئة الحقيقة والكرامة ..فهذه ومضة إشهارية في مختلف الوسائل الإعلامية العمومية منها والخاصة تعلن أن آخر فرصة لإيداع الملفات هو 15 جوان 2016.  ومضة تذكرنا بقصيدة أحمد مطر " صاحبي حسن " وخاصة بمقطعها الذي يقول فيه الشاعر  " زار الرئيس المؤتمن..بعض ولايات الوطن..وحين زار حينا..قال لنا:هاتوا شكاويكم بصدق في العلن..ولا تخافوا أحدا فقد مضى ذاك الزمن...وهؤلاء يستعدون ليلا نهار سرا وجهرا لتنظيم مسيرة احتجاجية مساندة لسيدة العدالة الانتقالية..وهذا رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي يودع ملفين لدى الهيئة وهذا الاتحاد التونسي للشغل يودع بدوره ملفا  وهذه جمعية النساء الديمقراطيات تتقدم  ملفا وتشير آخر الإحصائيات إلى أنه تم إيداع  51885 ملفا ولا ترانا في حاجة إلى القول إن اغلب الذين أودعوا ملفاتهم هم ممن عاش ونما وترعرع بالهبات التي كان يتصدق بها الرئيس السابق عليهم خاصة وأنهم كانوا له تابعين بقدر ما نحن في حاجة إلى القول إن هذه الهيئة بما رسمت لها من أهداف ستقود البلاد إلى التهلكة وستفني آخر ما تبقى من روح الثورة التي خرجت من بطون الحواري الفقيرة والمناطق التي همشها الفقر وأنهكتها الخصاصة .


 فهذه الهيئة " الدستورية " والتي ينتظمها فصول القانون الأساسي عدد 53 لسنة 2013 المتعلق بإرساء العدالة الانتقالية  تثير أكثر من نقطة استفهام محيرة لأنها من جهة هيئة تخرق القانون والدستور معا ومن جهة أخرى لا تمتثل للقوانين فالسيدة الفاضلة ضربت بأحكام المحكمة الإدارية عرض الحائط وأخرجت نائبها زهير مخلوف من الهيئة ظلما وجورا ..ولسنا ندري بأي معنى نضع مسار عدالة انتقالية بأكملها عند امرأة تغلب عاطفتها ومصالحها وتدمر كل من يريد أن يضع حدا لما أهدرت وتهدر من مال المجموعة الوطنية ..ولا ريب أن الصلاحيات الواسعة التي أعطيت إليها ستعود بالوبال على التونسيين عاجلا وآجلا ...


إن  مسرحية هيئة الحقيقة والكرامة  التي ألفها وأخرجها جماعة النهضة وأعطوا فيها دور البطولة لسهام بن سدرين  ستكون  من جهة مسرحية في مبتداها ومنتهاها فصولا  لتبييض إجرام جماعة النهضة في حق البلاد والعباد  ( تشليط -تفجيرات – اغتيالات- إرهاب) وتمكينهم من صكوك الغفران  حتى  تزن صاحبتنا القناطير المقنطرة من الفضة والذهب إلى أنصارها وحواريها من حزب النهضة ومشتقاته جزاء بما أجرموا في الأيام الخالية .


 وستكون من جهة ثانية أداة اتهام وإدانة وتوريط لشرفاء الوطن وحماته  "على قاعدة معيز ولو طاروا". وبتضافر هاتين الغايتين يكون مشروع المصالحة قد ذهب هباء منثورا  ومن ثم تكون الخسارة التي لا خسارة بعدها ..لا ريب أن تونس اليوم في حاجة إلى مصالحة وطنية تعيد الوطن الذي تنهاشته الأفواه الجائعة الباحثة عن المال والتي كل ظفرت به قالت هل من مزيد أما إذا تواصل إطلاق العنان لسهام بن سدرين وهيئتها فقريبا سنحكي في شجن عن ضياع ثورة وضياع وطن .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire