lundi 9 mai 2016

في ملتقى طبرقة الدّولي للتّنمية بإفريقيا : أجانب رفيعو المستوى يشجّعون ويحاضرون .. رجال أعمال وأصحاب جمعيات يدّعمون ويجتهدون..وزراء الصّيد جميعهم نائمون غائبون


ياسين إبراهيم وسلمى اللّومي وزياد العذاري وأنيس غديرة لكلّ من ساهم في نجاح  الملتقى : "اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"


احتضنت مدينة طبرقة بفندق دار إسماعيل من 28 أفريل إلى 01 ماي 2016 ملتقى طبرقة الدّولي للتّنمية بإفريقياTabarka International Forum on African  Development ببادرة من  جمعية العزّة وبالشراكة مع جمعية أطلس و شركة الإحاطة بالمستثمرين و تنظيم الملتقيات.. الثورة نيوز تابعت مختلف فقرات الملتقى  يوما بيوم ولحظة بلحظة فخرجت بيد مملوءة حُبَّا وحَبّا وأخرى فارغة لا شيء فيها .. أمّا اليد الأولى التي كانت مبسوطة كل البسط فهي يد مستثمرين أجانب جاؤوا من مختلف مناطق العالم وخاصة من إفريقيا التي مثلت فيها الكوديفوار  ضيف شرف  للتفكير في التنمية بتونس عموما وبالشمال الغربي خصوصا ومن أوروبا ( فرنسا خاصة) وعاضدهم في ذلك رجال أعمال ومكنوا لهم من أسباب العمل المريح  بحسن الضيافة والاستقبال وعلى رأسهم  يوسف الميموني صاحب فندق دار إسماعيل طبرقة Hôtel Dar Ismail ...وفي المقابل تغيّب جميع وزراء حكومة الصيد أو من يمثلهم ونعنى أساسا ياسين إبراهيم  وسلمى اللومي وزياد العذاري وأنيس غديرة  كما تغيبت وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية UTICAأو من يمثلها  وحتى مجيء نبيل الإينوبلي رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بجندوبة كان متأخّرا أساء إلى الملتقى حتى ردّد البعض – يا ليته لم يقدم -  ولا تفسير عندنا لهذا الأمر الغريب  سوى أن ولاّة الأمر عن التنمية في حكومة الحبيب الصيد ساهون وبأمر الكراسي والامتيازات منشغلون .


مستثمرون أفارقة ومختصون أوروبيون جاؤوا لتونس من أجل  البحث في سبل تطوير الاقتصاد التونسي الذي  ما فتئ بعد الثورة يشهد انتكاسة وتراجعا ، جاؤوا ليفكروا في التنمية بمفهومها الشّامل فبحثوا في مختلف الإشكاليات التي من شأنها تطوير البنية التحتية والسياحة والنقل النهوض بمطار طبرقة )  والتجارة والبيئة والطاقة والصحة وغيرها من المجالات ....وحول هذه المواضيع المختلفة حاضر مختصون في الاقتصاد وباحثون في مجالات مختلفة( جلول عياد وزير المالية سابق في عهد حكومة السبسي – سارّة رجب الرئيس المدير العام للخطوط التونسية – خليل العبيدي – رشيد بن دالي مدير عام سابق للكهرباء والغاز- حمدي حروش ، منجي فرشيشي داود عاشور . عبد اللطيف همام ) ودبلوماسيون رفيعو المستوى من بينهم سفير اليابان . وقد ارتأت جمعية "تيفاد" TIFAD( يرأسها رجل الأعمال عبد الرحمان الجامعي ) في هذا الملتقى أن تبحث عن أن تكرم  جمهورية الكوت ديفوار  بحثا عن الانفتاح على القارة السمراء ومن ثم كان الحضور الإفريقي عموما والكوتديفواري خصوصا حضورا مكثفا ورفيع المستوى .


مبادرة مدنية : على قدر أهل العزم تأتي العزائم

الخلاصة التي ينتهي إليها المرء وهو يتابع فعاليات هذا المؤتمر هو أن الفضل الأول والأخير يعود إلى المجتمع المدني بعد أن استقالت الدولة عن مهمتها الرئيسية ونعني الاهتمام بملف التنمية عموما والتنمية في الشمال الغربي خصوصا حيث تكثر المناطق المهمشة والحواري الفقيرة .  فهذا الملتقى كان بمبادرات مدنية وبتشجيع من بعض رجال الأعمال الذين سعوا من خلال هذا الملتقى إلى البحث عن فرص تنموية داخل البلاد التونسية وخارجها . وقد بذل المنظمون جهودا محمودة لتوفير  طائرة خاصة تنقل الضيوف من فرنسا إلى طبرقة . ولا يمكن هنا  إلا أن نشير إلى الجهود المضنية التي بذلها كل من رئيس جمعية "تيفاد" عبد الرحمان الجامعي الذي دأب منذ الثورة على تنظيم هذه الملتقيات التنموية وصالح الحناشي الديبلوماسي السّابق ورئيس جمعية أطلس والذي تربطه علاقات متميزة مع اليابان وقد كان الدور البارز في استقدام سعادة سفير اليابان .ومن ثم كانت المداخلة الأولى متعلقة بالقمة الإفريقية اليابانية نيروبي أوت 2016ويهمنا في هذا السياق أن نبرز المشاركة الفعالة لصاحب  فندق  دار إسماعيل الذي استجاب لطلبات المنظمين وأصدقائهم بالتّخفيض في أسعار الإقامات مقابل خدمات راقية جدّا سهر على تنفيذها طاقم إداري وعمال بكل تفان وإتقان  كما كان للخطوط الجوية التونسية Tunisairدور مهم في مساعدة ضيوف تونس على السّفر في أحسن الظروف .


وظلم ذي القربي أشدّ مضاضة من وقع الحسام المهنّد

النقطة السوداء والتي ستبقى وصمة عار في جبين الحكومة التونسية هو الغياب الفضيحة لكل الوزارات المعنية بملف التنمية غياب لافت جعلنا نتساءل عن أسبابه ورجحنا أن يكون هناك تقصير من المنظمين الذين اتصلنا بهم فكان ردهم أنهم لم يتركوا بابا إلا وطرقوه ولكن صناع القرار في بلدنا جعلوا أصابعهم في آذانهم حذر التنمية فعبد الرحمان الجامعي أودع ملفا في وزارة التنمية والتعاون الدولي  بل واتصل بكتلة آفاق في مجلس النواب ولكن لا أحد لبّى الدعوة وفي ذلك دليل واضح على أن حزيب/شركة آفاق تونس لا يعنيها أمر التنمية بل غايتها قتل كل مبادرة يتعلق أصحابها بأسباب التنمية . ولم يكن حال وزارة السياحة بأفضل من وزارة التنمية فالجامعي قد التقى وزيرة السياحة وأبدت إعجابا بالملتقى ودونت على جدول أعمالها ملاحظات ووعدت بالتشجيع والمشاركة ولسنا ندري في هذا المقام أنقول على لسان نزار قباني :
أأحاسب امرأة على نسيانها*** ومتى استقام مع النساء حساب
أن نغني مع عبد الحليم حافظ " سواح" " يا قمر يا ناسيني رسيني ع اللي غايب نورلي وريني سكة الحبايب وصيتك وصية يا شاهد عليا تحكيله ع اللي بيا واللي قاسيته في لياليا" ...ولما سألنا محدثنا عن وزارة التشغيل ابتسم ابتسامة ساخرة وقال هل أنت جاد سيدي في سؤالك عن هذه الوزارة  هل توجد وزارة تشغيل أصلا ؟ ومع ذلك أجاب فقال إني رغم يقيني بأنّ هذه الوزارة وجودها كعدمها فإني اتصلت بها وأودعت بها ملفا ولكن لا حياة لمن تنادي ...الوزارة الوحيدة التي بذلت مجهودا جبارا هي وزارة النقل التي تكرّمت وسألت هل سيتم انعقاد المؤتمر ؟؟؟ قبيل انعقاد الملتقى بيومين وبعد رحلة رئيس الحكومة إلى الكوت ديفوار  ويا ليتها صمتت حتى لا يقول صمت دهرا ونطق حمقا ..ومن غرائب الأمور أيضا أن تمثيلية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة كانت فضيحة بكل ما في الكلمة من معنى إذ حلّ ركب نبيل الأينوبلي رئيس الإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة يوم السبت ( المؤتمر انطلق يوم الخميس 28 أفريل ) وعليه علامات الارتباك والاضطراب ويا ليته لم يأت ويا ليته لم يتكلم فهو وبعد أن سئل عما سيقول أخذ الكلمة فهذى كما يحلو له وانحدر بمستوى المداخلات  إلى درجة استاء منها الحضور " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ... كما أكد لنا بعض الحضور أن والي جندوبة " أصيل المنستير " قد بذل جهودا طيبة من أجل إنجاح الدورة شأنه في ذلك شأن وزارة الثقافة ..
الحمد لله أن بعض صناع القرار تجاوزوا الأخطاء القاتلة التي ارتكبها هؤلاء الوزراء فقد استقبل النائب والقيادي بنداء تونس الطاهر بطيخ الوفد الأجنبي المشارك وأقام على شرفه مأدبة عشاء يوم الاثنين 2 ماي  .كما عمل حسان العرفاوي مستشار  رئيس الجمهورية على استقبال الوفد بقصر قرطاج الجمهورية وتم تنظيم مأدبة غداء على شرفهم .


هكذا تدار الأمور في بلدي " القريب منك بعيد والبعيد منك قريب ..سفراء ومختصون أجانب يأتون من كل حدب وصوب لإنقاذ الاقتصاد الذي أصبح على شفا حفرة من الانهيار ..ورجال أعمال وجمعيات مدنية لا تدخر جهدا في المساعدة على تطوير التنمية . وفي المقابل نجد المسؤولين عن التنمية نائمين شعارهم في ذلك إلى الوطنيين الغيورين " اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire