mardi 10 mai 2016

كلمة "سيدي الرّئيس"... أصبح القضاة يمقتونها لأنّها حجبت عنهم الضّوء والأكسجين ؟


المحاماة مهنة حرّة والقضاء وظيفة عموميّة


سأغامر وأدخل المحيط وأنا ممتط  ورقة ومجدافي قلم ! وهذا المحيط هو محيط القضاة والمحامون ؟ لقد كثر الحديث عن هذه المسألة وبرز غضب القضاة للعلن والحقيقة حسب رأيي هي :المحاماة مهنة حرّة والقضاء وظيفة عموميّة وبينهما فرق كبير ...المحامي يأتي صباحا للمحكمة وهو متأبّط لعشرات الملفّات وكلفتها الملايين "وجبايتها منعدمة "والقاضي يأتي صباحا للمحكمة وهو يترقّب جرايته من وزارة العدل ونصفها يذهب "للجباية"...تبدأ المحاكمة ...المحامي قائلا : " سيّدي الرئيس ...إن موكّلي بريء من هذه التهمة ....والقاضي يستمع وهو يتمتم قائلا في صمت ..."سيدي الرّئيس هذه الكلمة دائما كالأنشوطة في عنقي ...أنت تحصد الملايين وأنا أقّر الحكم ...أنت تخرج من المحكمة وتركب سيّارتك الفارهة وتذهب لتفقّد عماراتك وتجارتك ومشاريعك وبساتينك وأنا أرجع إلى المكتب لأدقق الملفّات وألخّص الأحكام وبعد ذلك استقلّ سيّارة أجرة وأعود إلى بيتي مهدودا ...أنت تمارس السياسة وتنتمي إلى الأحزاب وتصبح وزيرا وتملك السّلطة وتشرّع القوانين (الذين كتبوا الدّستور جلّهم من المحامين) وبعد الثورة أصبحت بارونا (الدّفاع عن مصّاصي دما ء الشعب وأباطرة الفساد) وأنا من يصدر الأحكام وأتعرّض إلى التشويه  ولا يعرف الشعب بأن الملفّات فارغة وهذا ليس شأني ؟ ...إنّ كلمة "سيدي الرئيس " أصبحت أمقتها لأنّها حجبت عنّي الضوء والأكسجين وأصبحت كالممثّل الذي يتقمّص شخصية الملك في مسرحيّة وحال الانتهاء من دوره يجد ابنه يترقّبه وفي يده فاتورة الماء والكهرباء وكنّش العطّار لخلاصها (إنّه ضحك كالبكاء) !!!! ...


أعذرني أيّها المتّهم كل الأدلّة تدينك وإنّي أتألّم لوضع أسرتك الفقيرة وأيضا لقرط أمّك الذي باعته لتدفع أجرة المحامي ...!!!!الحل la solution (على الدولة أن تعير القضاة اهتماما كبيرا وهذا سينعكس بالإيجاب على العدالة في تونس ...إنّ العدل أساس العمران.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire