lundi 30 novembre 2015

على تونس السّلام وعلى الباجي كلّ الملام : عيب أن يموت حماة الوطن غيلة دون أن ينالوا شرف القتال!




على كثرة العمليات الإرهابية التي طالت هذا الوطن المنكوب على مدى أربع سنوات لم أشعر بالمرارة التي شعرت بها مساء يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2015... فحامل السّلاح من قوات الأمن والجيش والديوانةإن مات يموت شامخا في ساحة الوغى فيقتل ويُقتل رافعا راية الوطن الغالي مؤمنا أنّه يموت لأجل قيَم سامية... أمّاأن يقتل غيلة وغدرا دون أن يخالطه ذلك الشّعور وهو يواجه الموت فذلك إجحاف في حقّه وإهانة للرّاية التي يدافع عنها...
الإرهابيّ فقد إنسانيّته ولا يلام ولا يحاسب عن أفعاله بل يباد كما تباد الحشرة الضارّة، وإنّما هي مسؤوليّة السّاسة وأصحاب القرار. فبسبب تخبّطهم وقلّة خبرتهم وعدم ثباتهم وأياديهم المرتعشة وخضوعهم للابتزاز من لوبيات لا تؤمن بالوطن وخوفهم على كراسيّهم وسكوتهم على الإضعاف المتعمّد لمؤسّسات الدّولة وغضّ الطّرف عن المؤتمنين على أمن الوطن، بسبب كلّ ذلك يموت حماة الوطن غيلة دون أن ينالوا شرف القتال والاستبسال.


بنخلة مائلة وحمامة زرقاء مكسورة الجناح وحكومةعاجزةعنفتحملفّاتالفساد والأمن الموازي والإرهاب والتّهريب لن نصنع شيئا والخراب الأعظم قادم لا محالة ...لابدّ من محاسبة كل المتورطين في اختراق مختلف الأسلاك النظامية وإغراقها بالانتدابات العشوائية ... إن نسيت فلن أنسى مقولة زعيمهم الذي علّمهم الإرهاب راشد الغنوشي"السّلفيون يبشّرون بثقافة جديدة ولا يستخدمون العنف ولا يهددون الأمن العام" ولن أنسى تهديدالصحبي عتيق للشعب التونسي "من يستبيح إرادة الشعب التونسي سيستباح في شوارع تونس"كما لن أنسى قولة شيخهم الدجال الصادق شورو"سنقطع أيديكم و أرجلكم بالخلاف"وكذلك تهديدات نور الدين البحيري"كان عندكم 50 ألف بوليس، عنّا 100 ألف انتحاري"ولن أنسى أيضا كلام الشيخ الحربائي عبد الفتاح مورو"النهضة لن تخرج من الحكم"ولن أنسى كذلك ما جاء على لسان طبيبهم المجرمعبد اللطيف المكي "احذروا احذرواغضب النهضة فإن خرجت عن صمتها ستناشدونها أن تهدأ ولن تهدأ"وأيضا تأكيدات الإرهابي علي العريض" لن نتردد في الدعوة إلى النزول للشارع إذا اقتضت المصلحة ذلك"...


 جميع التّصريحات تصبّ في واد واحد ... وادي الدّماء الذي وعدونا به منذ وصولهم الى الحكم عبر التّمسح على أعتاب السّفارات الأجنبية ...باسم الحرية والديمقراطية قالوا  لنا يجب أن نقبل كلّ المتشددين والإسلاميين في المجتمع وأن نتعايش معهم ونتحاور معهم ونتقبل أفكارهم رغم أنهم يكفروننا ويدعون لقتلنا نحن من المسلمين المعتدلين والليبيراليين والعلمانيين ومن غير المسلمين ....الإخوان وأخواتهم مدرسة معالم في الطريق والحاكمية والسيد القطب والسندي وحسن البناو ابن لادن والظواهري ...الكلّ يعرف اليوم سبب البلاء همالدّواعش والقاعدة والنّصرة وأنصار الشريعة وحزب التحرير وبو كوحرام ألخ ....والكلّ أيضا يعرف أن قطر وتركيا والمملكة السعودية هم من موّلوا الإرهاب... الإخوان هم الدّواعش التونسيون يجدون الملجأ و التّدريب و الإمكانيات في مراكز داعش ليبيا..حيث لعبت النهضة دورا بارزا في تفخيخ عقولهم وتكوينهم وحمايتهم ورعايتهم وتجنيدهم وإرسالهم فيما بعد إلى المحرقة السوريّة ... ثم يعودون لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في تونس بسبب حالة التسيّب الأمني بل الاختراق الأمني والأمن الموازي النهضوي و الفوضى في ليبيا....عن أي ديمقراطية تتكلمون وعن أي تعايش مع هؤلاء القتلة والارهابيين تجاهرون ؟ فلتسقط حقوق الإنسان إن كانت تلك الحقوق ستجعل من وطني كوما من الرّماد والخراب وليسقط التحالف الحكومي إن كان ذلك التحالف سبب الفتنة والبلاء...
فهل تعتقدون أن الأيادي المرتعشة ستصنع ربيع تونس وستثأر لشهدائنا من الإرهابيين وحلفائهم ؟  قطعا لا . وهل تعتقدون أن الاعلان عن حالة الطوارئ وحظر التّجول وعقد المجالس الأمنية العليا كاف بربكم للقضاء على غول الإرهاب ؟  قطعا لا ...


فالمطلوب محاسبة فورية لكل المتورطين في الأمن الموازي و مراجعة التّعيينات زمن الترويكا و مراجعة فورية لكل انتدابات الشرطة والحرس والديوانة والجيش ... والمطلوب قبل أي وقت مضى إقالة الإطارات الأمنية العليا الفاشلة وعلى رأسها المدير العام للمصالح المختصة عاطف العمراني ...فجهاز المخابرات العامّة الركيزة الأساسية لحماية الأمن القومي تحول تدريجيّا وانطلاقا من سنة 2012 الى نقطة ضعف وزارة الدّاخلية ...فمحرز الزواري (2012 – 2013 ) وخلفه عاطف العمراني (2013 -2015)وكلاهما من صنف بواقي "الكيك" متورّطان فيما يعرف بجهاز الأمن الموازي.. الأول خان الأمانة وتخاذل في حماية الشّهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي والثّاني استباح الأرض والعرض والمال وسهّل نشاط المجموعات الارهابيّة ومكّنها من تنفيذ عمليّاتها الإرهابيّة الجبانة في قلب المدن الكبرى وفي وضح النّهار (حادثة باردو (18 مارس 2015)– حادثة سوسة (26 جوان 2015)– حادثة تونس(24 نوفمبر 2015 )) والخطيرأن العملية الأخيرة كانت على بعد أمتار  من مكتب وزير الداخلية ناجم الغرسلي النّائم في العسل ...يا حسرة على أيّام زمان ! الذّباب الذّكر كان يفكّر ألف مرّة قبل ما يمرّ من شارع محمد الخامس...أو من شارع الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة... وليس لجرذ من الجرذان  أنيقوم بخرق كلّ الخطوط الحمراء وينفّذ عمليّة على غاية الجبن والقذارة... على مراد الله. !
والأخطر أن الجهاز المستهدف هو الأمن الرّئاسي فاختيار الإرهابيين لهذا الهدف لم يكن وليد صدفة بل  كانمقصودا لبعث برقّية مزدوجة لوزارة الداخلية ولرئاسة الجمهورية "شدّوا أحزمتكم فالإرهاب على أبوابكم "... تصوّروا جهاز استخبارات بلا إنجازات تذكر فحتى ما روّج له منذ فترة عن إفشال عمليّات إرهابيّة هو مجرّد ترّهات وأكاذيب لا يصدّقها عاقل ...الغاية منها التّرويج لإنجازات مفقودة ولنجاحات دنكشوتية للخروج في ثوب المنتصر ...فهل علينا انتظار عمليّات إرهابيّة أخرى لتغيير الفريق الخاسر بما في ذلك وزير الداخلية ناجم الغرسلي الذي يتحمّل المسؤولية في الإبقاء على من هم دون خططهم كفاءة وخبرة وأمانة...


 تفجير حافلة الأمن الرّئاسي التي اعتادت منذ أكثر من 20 سنة على نفس المسلك لجلب الأعوان أو لايصالهم وسقوط ضحايا بالعشرات في شارع محمد الخامس وإذا نجح الإرهاب في الوصول إلى الأمن الرئاسي وضربه في قلب العاصمة فهذا يعني الكثير ... وما على التونسيين إلا أن يزيدوا في القول: "على تونس السّلام وعلى الباجي كلّ الملام  "...!!!


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire