samedi 27 juillet 2013

حينما تتحول قرارات هدم البناءات الفوضوية إلى وسيلة ضغط سياسية




تؤكد إحصائيات رسمية أن هناك ما يفوق 10 آلاف قرارت هدم تخص كامل تراب الجمهورية ، ومع ذلك لم ينفذ منها سوى أقل من 10 بالمائة  وربما أقل ويعود هذا الإحجام عن تنفيذ قرارات الهدم لاعتبارات عديدة أهمها هشاشة الوضع الأمني خاصة وان قرارات الهدم تعقبها في العادة احتجاجات عنيفة وقطع للطريق وهي ردود فعل تعمق تدهور الحالة الاقتصادية .


ولو أخذنا  مدينة سوسة مثالا ونفذنا كل قرارات الهدم لتحولت جوهرة الساحل إلى مدينة  خراب توحي بأنها خرجت من حرب ضروس أتت على الأخضر واليابس …

ومن سوء حظ هذه الولاية أنها ابتليت بوال متدين لا يأتي شرور الأفعال إلا يوم الجمعة ؟؟؟.

 

فمخلص الجمل خصص يوم الجمعة لرفع الشكاوى ضد من هب ودب فيوم الجمعة 18 جانفي 2013 استولى على صلوحيات النيابة العمومية وأذن بفتح بحث ضد كامل فريق الثورة نيوز من أجل الثلب والادعاء الكاذب ونسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي ويوم الجمعة 19 جويلية 2013 التاريخ يعيد نفسه ويسارع سمو الأمير مخلص جمل وهذه المرة مسنودا من مساعده المعتمد الأول عاطف بوغطاس إلى رفع شكاية إلى النيابة العمومية ضد كل من رجل الأعمال “محمد الخامس دبو” صاحب فضاء زيني فيلم وعضوي حزب نداء تونس  الأستاذ المحامي “لزهر العكرمي” و عضو المجلس التأسيي “عبد العزيز القطي” والمحامية “بشرى بلحاج حميدة” من اجل الادعاء بالباطل ونسبة أمور غير حقيقية وغير صحيحة إلى موظف عمومي وبسرعة قياسية تأذن النيابة بفتح تحقيق ….  كما المثل القائل “ضربني وبكى وسبقني وشكى” تعامل سمو الأمير مع رجالات الإعلام والساسة والمال والأعمال والحقوقيين



 وما يثير الاستغراب انه اعتمد نفس الأسلوب من خلال الاتصال هاتفيا بصحفيي “الثورة نيوز” لتهديدهم يوم صدور المقال الخاص بإغلاقه دون وجه حق لمقهى حمادي برقاش بحي سويس ها هو يعتمد نفس الطريقة عندما اتصل بصاحب فضاء “زيني فيلم” وساومه وهرسله وهدده وتوعده وخيره بين إلغاء اجتماع حركة نداء تونس ليوم الأحد 21 جويلية 2013 أو سوء العاقبة لكن محمد الخامس دبو رفض المساومة الخسيسة وتشبث بحقه في كراء الفضاء لكل الراغبين بعيدا عن أية صنصرة أو ضغوطات من أية جهة كانت..



بعدها تحركت ماكينة الوالي النهضاوي المستبد وتدخلت على الخط أطراف من المعتمد الأول عاطف بوغطاس إلى رئيس النيابة الخصوصية لبلدية اكودة المحامي النهضاوي وليد دخيل مرورا برئيس مركز الشرطة البلدية النهضاوي عبد الرزاق شهر المنشار وأمام ثبات صاحب الفضاء على موقفه توجهت جرافة البلدية صبيحة يوم الخميس 18 جويلية الجاري حوالي الساعة 10.30 وبسرعة قياسية تم هدم الأعمدة الخرسانية المسلحة لبناية خارجية تتبع فضاء زيني فيلم هذا إضافة إلى تعمد احد أعوان البلدية اقتلاع عدد 6 لافتات اشهارية تخص اجتماع حركة نداء تونس وتعمد دهسها  بواسطة آلة التراكس.

 أما عن رئيس مركز الشرطة البلدية فقد توجه للمسؤول عن الفضاء قائلا بصريح العبارة “صحة رأس عرفك كلفتكم غاليا وما هذه إلا دفعة على الحساب ومازال مازال”… بعد عملية الهدم الجبانة تعرض صاحب الفضاء إلى اعتداء بالعنف اللفظي والجسدي من قبل  أطراف محسوبة على حركة النهضة بالجهة ومنها نقل على وجهة السرعة إلى إحدى المصحات لتلقي العلاج …



حركة نداء تونس أصدرت بلاغا شديد اللهجة نددت من خلاله بالاعتداء على صاحب الفضاء واعتبرت ان تفعيل قرار هدم صادر منذ افريل 2012 قبل يومين من انعقاد اجتماعها الحزبي يهدف بالأساس إلى تعطيله وتوظيفه للابتزاز الحزبي متهمة والي سوسة بالوقوف وراء العملية ومن الغد خرج الوالي وكذب الواقعة على أمواج إذاعة موزاييك على طريقة رب عذر أقبح من ذنب ووصل به الأمر إلى التهديد برفع الأمر إلى القضاء كعادته… وهنا اذكر الوالي المستبد أن الذنب ليس بذنبه بل هو ذنب من خانوا الأمانة وأسقطوه في الخطة فمخلص قد يكون واليا لغير زماننا وقد يكون واليا على ولاية غير ولاية سوسة جوهرة الساحل والتي تحولت زمن إشرافه إلى إمارة “سوسستان” هجرها السياح وأبناء البلد وعوضتهم الأشباح والعفاريت… مخلص الجمل ينفذ قرارات الهدم وبقية الأحكام أيام الجمعة وخلال شهر رمضان الكريم وهذا الانحراف بعينه والخروج عن تعاليم ديننا الحنيف.


فعيب أن تتحول قرارات الهدم الصادرة في أغلب  مباني الجهة إلى ورقة ضغط يستعملها الوالي النهضاوي لابتزاز أصحابها وعيب ان نغفل قرارات هدم بالآلاف ونتشبث بتطبيق احدها وعيب ان نعامل الباعثين العقاريين ورجال الأعمال بمكيالين “هذا لينا وهذا خطينا” وعيب أن نترك هذا الوالي الفاسد يدير الجهة كأنها مزرعة خاصة وعيب ألا تسارع سلطة الإشراف إلى تنحيته وإحالته على القضاء من اجل جرائم الفساد المالي والإداري…. فلا عاش في تونس من خانها .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire