تعارك سعد وسعد الله حطو مباركة في
الحبس
متابعة لملفات الفساد بجميع أشكاله وأنواعه
وروائحه نعود اليوم إلى حادثة التحرش الجنسي التي جدت داخل فصيل الحرس الديواني
بسوسة بين نقيب الديوانة آمر الفصيل المذكور واحد أعوانه (امرأة شابة ) من صغار
الرتباء ...
ونظرا لخطورة القضية وأمام تمسك المدير العام
الحالي للديوانة بالانحراف بالسلطة والتعسف في تطبيقها والاصطفاف جنب الإطار
الفاسد والظالم لدعمه ومساندته في مشروعه الشيطاني للنيل من شرف عائلة كاملة ذنبها
الوحيد أنها من عامة الشعب الذين امنوا انه لا ظلم بعد الثورة ولا قهر بعد رحيل
المخلوع ولا غبن بعد تولي الحكومة الرشيدة مقاليد الحكم .....
فالعريف بالديوانة الآنسة إيمان بنور(تختزل
خبرة ب5 سنوات داخل سلك الديوانة) تعتبر نفسها غير محظوظة فبمجرد حصولها على نقلة إلى
جهتها حدثت الطامة الكبرى وتحالف الزمن الأسود مع الشق المتنفذ داخل جهاز الديوانة
للنيل من شرفها ولتلطيخ سمعتها ....
فالمسكينة إيمان بنور سعت إلى الحصول على
نقلة تقربها إلى وسطها العائلي خصوصا وان والدتها مريضة مقعدة ووالدها متقاعد من
وزارة المالية ويحتاج إلى رعاية خاصة إضافة
إلى أن شقيقيها من المعطلين عن العمل (الأول متحصل على إجازة في المحاسبة والثاني
على ديبلوم في الهندسة الكهربائية) ...فعملها بمصالح القمارق بتونس يحرمها من ثلثي
المرتب الذي يذهب لتغطية نفقات كراء المنزل والإعاشة والتنقل وبالتالي تتقلص
مساعدتها لأهلها إلى مستويات دنيا ....
وحيث انه لم يكن يخلد في ذهن الموظفة
المسكينة أن الزمن الأسود قد اعد لها مفاجئة من النوع الثقيل ستتسبب لها في أضرار
معنوية ومادية يستحيل تجاوزها او الخروج منها خصوصا إذا تحالف الجميع من اجل
الانتقام من الفتاة الشريفة التي رفضت الخضوع والخنوع ورفعتاه "لا "عالية
في وجه جلادها الذي أراد استباحة شرفها وجرها إلى عالم الفساد والرذيلة لإشباع غرائزه
الحيوانية ونهمه الجنسي مستغلا تنفذه وسلطته المعنوية
وبحسرة قاتلة توجهت المتضررة المسكين إلى خالقها متضرعة " لمن
اشتكي ....أذا كان هو رئيسي في العمل و ينتمي لأحد الأجنحة المتنفذة بالسلطة داخل
الديوانة ، لم أتنازل عن شرفي ورفضت الخنوع والرضوخ وأعلنت التمرد على جلادي فكاس
العلقم اقرب له من نيل وطره مني ... لم اخف أن يؤذي عائلتي وشكوته إداريا وقضائيا .....
والنتيجة لم يتخذ أي إجراء رادع في حقه بل تمت نقلتي تعسفيا .....جلادي يرتع في
حرية تامة وأنا المتضررة طريحة الفراش منهارة المعنويات انتظر نصرا قريبا من عند
الله ... فقد يستجيب لندائي احدهم فيرفع عني مظلمة أطاحت بي وأضرت بعائلتي
..." جمل تمتمتهم العون المتضررة ودخلت في نوبة هيستيريا من البكاء والنواح
والعويل.....
المهم أن رفض الموظفة إيمان بنور الانسياق
وراء الطلبات الخاصة لرئيسها في العمل النقيب نبيل عباس صاحبته إجراءات تعسفية من
نقلة مسقطة وتهديد ووعيد وتشهير مجاني للنيل من سمعتها ومن معنوياتها....
وحيث استغل النقيب نبيل عباس تنفذه
بالديوانة وتوسع شبكة علاقاته العامة مع أصحاب الأمر والنهي لينال وتره من ضحيته
على الأقل معنويا من خلال الترويج لإشاعات مغرضة واتهامها بربط علاقة مع احد
منظوريه "ب.ق" حتى يضرب عصفورين بحجر واحد التخلص من الفتاة التي صدته
ومن المساعد الذي وقع حجرة عثرة أمام مشاريعه ومخططاته لتنمية موارده المالية عبر
الفساد والرشوة .... فالفرصة جد مواتية لإشباع نهمه الجنسي وللإثراء السريع غير
المشروع....
وحينما توجه عم الهادي بنور والد الموظفة
المتضررة لمقابلة مدير إدارة الديواني العقيد حافظ العزيزي لشرح مأساة
كريمته إلا انه جوبه بالطرد وبسوء المعاملة وليغادر مقر إدارة الحرس الديواني
بتونس يلعن الثورة ويلعن العدالة ويلعن الحرية ويلعن العيش الكريم .... الرجل لم
يصدق ما يحدث في بلده من تحولات وضيعة وانقلاب في المفاهيم
وحينما حاولت الموظفة المسكينة التظلم لدى
حاكم الديوانة محرز الغديري من خلال عديد المراسلات والمطالب فشلت في مسعاها خصوصا
وان الرجل منغمس في احتساب لفافات المال الفاسد التي كانت تصله من "بارونات
الكونترا" وفي تنفيذ مخططه الشيطاني لبسط نفوذه على كامل الجهاز وعلى تثبيت أعوانه
في أهم مفاصل الديوانة وفي تركيز عيونه وأتباعه في أهم المداخل والمنافذ ....أما
بقية الأمور والمشاغل الثانوية من مشاكل بين الموظفين من التحرش الجنسي إلى
الاعتداء الجسدي او اللفظي ...فهذا غير مهم او هو موضوع عادي يحدث في جل الإدارات
والمصالح .....
موضوع إيمان بنور عون الديوانة سيكون درسا
لكل موظفة ترفض الاستجابة لرغبات رئيسها وتصده عن النيل من شرفها .... فأما
الانسياق وراء الفساد الأخلاقي او التشهير والنيل من السمعة والنقلة وربما الطرد
من العمل و.....
موضوع إيمان بنور يهم آلاف الموظفات ... يقع
بالمئات يوميا وفي جل مصالح الإدارة ....فان استجابت الموظفة وانساقت وراء الشيطان
فمصيرها الراحة والاطمئنان والترقية والحظوة والرفاهية ... أما إذا رفضت فكل
المعاول ستنخر جسدها وكل الأبواق ستنهش شرفها فمصيرها معلوم ..... النقل التعسفية
والطرد والضغط النفسي والانهيار العصبي
وربما المقبرة ......
حادثة التحرش الجنسي المسلط على الموظفة
بالديوانة العريف إيمان بنور نوردها كعينة حية لحقيقة المشهد الديواني زمن العهد
الاسود لمحرز الغديري الحاكم الفاسد المستبد ......
والى تاريخ الساعة لا أجد سببا مقنعا لتمسك
الحكومة الرشيدة بمحرز الغديري على رأس الديوانة .... فالرجل سعى منذ تعيينه في
الخطة إلى إعادة تشكيل دويلة فساد مالي وإداري وأخلاقي داخل كبرى إداراتنا خدمة
لمصالح خفية أتت به في غفلة من الشرفاء والأحرار لحماية إمبراطورياتها وإماراتها......
صحيح أن ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة مرصودة كظاهرة تحصل في القطاع
الخاص والعام و خاصة تلك الخاضعة لسلطة فردية أو عائلية أو حزبية ، حيث
المرأة مجردة من أي نوع من أنواع الحماية ولهذا السبب كان هناك قلق واسع وتخوف لدى
المرأة من تلك الظاهرة....
صحيح أن التحرش الجنسي سواء كان جسديا أو
لفظيا يعتبر مشكلة متجذرة في مجتمعنا التونسي .... فالإدارة ومواطن العمل وصولا إلى
الشوارع والأماكن العامة المزدحمة في تونس أصبحت بيئة تخويف لكثير من النساء،
وصحيح أن عدد الشواذ من المتحرشين جنسيا
ومن أصحاب الغرائز البهيمية في ارتفاع ملحوظ وعادة ما يستغلون تموقعهم الوظيفي للنيل
من ضحاياهم...انطلاقا من محادثة عرضية تبدأ عادة بشكل لطيف قبل أن تتطور إلى ما هو
أسوأ عبر الكلمات الإباحية والبذيئة، واللمسات الوقحة والدعوات الجريئة لمشاركته
قهوة او عشاء...وليظل يلاحقها سواء أبدت تشجيعاً، أو ممانعة او رفضا....
ولكن العيب أن يفكر الموظفون والمسؤولون
على حد سواء بغرائزهم بدل عقولهم.....







Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire